يذهب الثنائي الشيعي الى الانتخابات بتحالف حديدي يمتد على مساحة لبنان كله، ويستند الى قناعة مشتركة وتجربة لم تواجه اي عثرات او ثغرات مهما كانت صعوباتها.
وعلى الرغم من ان قانون النسبية الجديد يفرض ايقاعه الصعب على القوى السياسية الاساسية التي كانت تجتاح المقاعد بالنظام الاكثري، فان حركة «امل» وحزب الله مرتاحان بنسبة عاليه للنتائج التي سيحصدانها في ايار.
وينطلق الثنائي في تحالفاته في كل الدوائر من قاعدة تحالفه هذا، حيث ان اي تحالف مع اي طرف آخر يفترض ان يأخذ بعين الاعتبار هذا التحالف الاساسي، لذلك، اكد الرئيس نبيه بري لزواره بعد لقائه الرئيس الحريري اول امس ان من يريد ان يتحالف معنا (امل وحزب الله) عليه ان «يأخذنا بالمزدوج».
ووفقاً للمعلومات المتوافرة فان هذا الموقف تبلغته كل الاطراف المعنية من الثنائي الشيعي، الذي يتجه، حسب مصادر مطلعة الى رسم وحسم تحالفاته في غضون اسبوعين او ثلاثة.
وتقول المصادر ان حركة «امل» في صدد تظهير مرشحيها خلال فترة اسبوع، مع العلم ان الاتفاق على الاسماء بين الحزب والحركة في الدوائر التي سيخوضان فيها المعارك الانتخابية صار منجزاً.
وحسب المعلومات ايضاً، فان الثنائي ربما يأخذ بعين الاعتبار خصوصية بعض الدوائر في رسم تحالفاته، ولكن وفقاً للتوجه العام الذي ينطلق اولا واخيراً من تحالفهما الثابت والراسخ في كل الدوائر.
وصار معلوما ان الحركة والحزب سيدعمان في صيدا – جزين لائحة الثنائي اسامة سعد وابراهيم عازار التي يرجح ان ينضم اليها مرشح ثالث، لا سيما ان التيار الوطني الحر متجه الى التحالف مع تيار المستقبل.
اما في بيروت الثانية فسيخوض الثنائي الشيعي معركته بلائحة غير مكتملة في وجه لائحة الرئيس سعد الحريري واللوائح الاخرى، مستنداً الى قوة تجييرية ضخمة قادرة على تحصيل اكثر من ثلاثة اضعاف الحاصل الانتخابي على الاقل مع شركائهما في اللائحة.
وفي زحلة يتجه الحزب والحركة لخوض المعركة الى جانب النائب نقولا فتوش، حيث سيكون المرشح الشيعي في هذه الدائرة من نصيب الحزب بينما المرشح الشيعي في البقاع الغربي من نصيب الحركة.
اما في البقاع الغربي، فان الثنائي الشيعي كما هو مرجح سيخوض المعركة، ايضاً في لائحة الوزير السابق عبد الرحيم مراد بالتحالف مع قوى اخرى منافسة للائحة تحالف المستقبل – الوطني الحر – الاشتراكي.
وفي دائرة كسروان – جبيل لم يحسم المشهد الانتخابي بعد، لكن المرجح والسائد هو ان يكون مرشح الثنائي الشيعي في لائحة العميد شامل روكز.
وبالنسبة لدائرة بعبدا فان مرشحي امل وحزب الله ربما ايضاً يشاركان في لائحة تحالفية تضم التيار الوطني والحزب التقدمي الاشتراكي، لكن تظهير هذا التحالف من خلال اللائحة والمرشحين لم يتبلور بشكل نهائي وهو ما يزال في مرحلة الاخذ والرد.
ومما لا شك فيه ان لوائح الثنائي الشيعي في دوائر الجنوب وبعلبك – الهرمل ترتكز بالدرجة الاولى الى مرشحي امل وحزب الله بالاضافة الى الحلفاء في 8 آذار.
ولا يستبعد او يرجح ان ينضم التيار الوطني الحر الى هذا التحالف في بعلبك – الهرمل.
ويستخلص من هذا العرض الانتخابي العام لخارطة معركة وتحالفات الثنائي الشيعي، التي يفترض ان تتبلور او تتظهر قبل اول اذار المقبل، ان حركة امل وحزب الله لن يكونا شركاء في المعركة مع «المستقبل» في اي دائرة من الدوائر، وهذا الامر ينسحب ايضاً على «القوات اللبنانية». اما التحالف مع التيار الوطني الحر فسيكون مقتصراً على دائرتين او ثلاث.