IMLebanon

قبل أن تُنزع عنه ورقة التوت

 

يصرّ ثنائي “أمل” و”حزب الله” على نزع ورقة التوت عن شعار “حقوق المسيحيين”، الذي كان منذ العام 2005 وإلى الأمس القريب الحائط الذي يختبئ العماد ميشال عون خلفه، ليقطف كل مغانم السلطة والنفوذ. أتت ثورة 17 تشرين لتجبر عون على طي الشعار ووضعه في الدرج، فكان القدر بانتظاره على يد حلفائه، فإذا بهم يجبرونه على وضع يديه على عينيه هرباً من شعاره، بعدما تمادوا في الإجهاز على هذا الشعار، في كل المحطات التي تلت الفراغ الرئاسي، فباتوا ممسكين بزمام الحكومة عبر الرئيس نجيب ميقاتي، وبرئاسة الجمهورية عبر قدرتهم على التعطيل حتى فرض مرشحهم، وبمجلس النواب الذي ينام مفتاحه هانئاً في جيب الرئيس نبيه بري.

 

لم يتبق لميشال عون من شعاره التكسّبي، الا البكاء على أطلال تفاهم مار مخايل، والاستنجاد باتصال مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لحثه على العودة إلى لبنان، كل ذلك بعدما حرق عون كل المراكب منذ العام 2005 وإلى اليوم، ووضع كل رصيده عند “حزب الله”، فإذا بالحزب يخذله، واضعاً شعار “حقوق المسيحيين” في مكب الأوزاعي، وإذا بصهر الجنرال، رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل يتحوّل إلى مستجدٍ بسعر السوق، لنبيه بري، كي يشارك في جلسة تشريعية، على أنقاض رئاسة الجمهورية والمؤسسات.

 

السؤال قبل الإثنين المقبل سيرتبط بالسعر الذي سيقدمه “الأستاذ” للصهر، فهل سيكون هذا السعر كافياً لدفن “حقوق المسيحيين”، وللقبول بالأمر الواقع الذي فرضه الثنائي، بسيطرته على الحكومة والرئاسة والمجلس، أم أن باسيل سينتفض بما تبقى لديه من مزايا تؤهله للانتفاض، على سيطرة كاملة يفرضها ثنائي “أمل” و”الحزب”،؟ أم أن عروق باسيل قد نضبت إلى درجة الاستسلام، الذي يعقب الزعيق الفارغ؟

 

اعتاد العماد ميشال عون اعتماد المزايدة الشعبوية لحرق خصومه. همه كان وسيبقى تجميع الولاءات الشعبية، بغض النظر عن المصلحة الوطنية، وعلى هذا كان يرجم خصومه المسيحيين بتهمة التفريط. هكذا فعل في العام 1988 حين وقع اتفاق الطائف، وهكذا فعل في الاتفاق الرباعي الذي كان خامسه غير المعلن، وهكذا فعل في القانون الأرثوذكسي، والأمثال لا تحصى ولا تعد.

 

اليوم وبعد مسلسل مار مخايل الذي باع فيه عون، كل الأساسيات الوطنية لـ”حزب الله”، والذي دفع فيه من كيس المسيحيين الكثير، (سواء علموا أم لم يعلموا)، والذي سلّم فيه بالاغتيالات وباجتياح بيروت وبتعطيل المؤسسات، والذي أدى من ضمن أسباب كثيرة إلى سيطرة إيران على لبنان، الذي يشتعل بالغضب والحرائق… بعد كل هذا المسلسل الانتهازي، يساوم عون على آخر الانجازات التي ادّعى تحقيقها بفعل تفاهم مار مخايل. لقد نزع “حزب الله” عنه ورقة التوت الميثاقية، ووضع “حقوق المسيحيين” في سلة المهملات، وأفهم صهره أنّ من يدير البلد ويمسك قراره، هو المسؤول عن تقسيم الجبنة بين اللاعبين، فلا يحق لأي لاعب الاعتراض تحت طائلة التوبيخ ومن ثم العقاب.