حزب الله لفرنجية : لا خطة باء لدينا…”الشغل علينا والباقي ع الله” !
تفاهم مار مخايل “انتهى”، أو بتعبير أدق إنه في “الهزيع الاخير من الليل”، هكذا تختصر مصادر مواكبة لكل المفاوضات والاتصالات التي رافقت مراحل العلاقة المتوترة على خط ميرنا الشالوحي – حارة حريك، والتي بلغت ذروتها في الايام الاخيرة مع اعلان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في مؤتمر قبل ايام ما حرفيته :”يللي بدو دولة واصلاح، بالقوة يللي عندو، بدل ما يستعملها على الغرب، يستعملها شوي على واحد متل رياض سلامة”، و”بدل ما الغرب يتمرجل علينا باصلاحه، فليوقف دعمه هو وجماعته لواحد متل رياض سلامة”…
غمز واضح من قناة حزب الله، لا بل رد بكلام موجه ولو بطريقة غير مباشرة الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي كان أعلى في كلمته الاخيرة سقف التحذير، بكلام موجه الى الغرب ومفاده :”على الأميركيين أن يعلموا انه إذا دفعوا لبنان الى الفوضى، وتألم الشعب اللبناني، فهذا يعني أننا لن نجلس ونتفرج على الفوضى ، وسنمد يدنا الى من يؤلمكم حتى لو أدى ذلك الى خيار الحرب مع حبيبتكم “إسرائيل”.
رسائل باسيل بلغت آذان حارة حريك، العاتبة اصلا على رئيس التيار، منذ ان خرج الى الاعلام وتحدث “عن الصادقين الذين نكثوا بالوعد”، علما ان باسيل عاد وأوضح في احدى المقابلات التلفزيونية، انه لم يقصد السيد نصر الله الذي يكن له” معزة خاصة”.
صحيح ان الطرفين حاولا اصلاح ما تهدم، والتهدئة اقله بين صفوف الجمهورين وعلى مستوى القواعد، لكن الوقائع بما لم يُكشف منها، او بما دار منها في الكواليس، تكشف أن الجو ملبّد جدا بين التيار وحزب الله، وبلغ ذروته ولم يعد اصلاح ما تدمر ممكنا، الا بأعجوبة كما تقول مصادر مواكبة.
فمصادر مطلعة على جو الاتصالات التي كانت تحصل بين الطرفين، تشير عبر “الديار” الى أن محاولة انعاش التفاهم باتت “كتير صعبة”، وتكشف أن التواصل لم ينقطع اصلا بين رئيس التيار جبران باسيل والحاج وفيق صفا، وتروي المصادر أنه خلال الايام التي اعقبت اللقاء الاخير الذي حصل بين الحاج حسين الخليل والحاج صفا مع باسيل في ميرنا الشالوحي (يوم سأل الحاج خليل باسيل عن الاسماء التي لديه للنقاش بشأنها ، فرد لا اسم حاسم بعد) ، وفي الايام التي اعقبت هذا اللقاء، حاول الحاج صفا ان يبعث برسائل لباسيل عما اذا باتت لديه اسماء للنقاش بشأنها حول الاستحقاق الرئاسي، فكان رد باسيل يأتي بانه لا يزال يفكر، الى ان اتى جواب باسيل الواضح في اليوم الذي سبق اطلالة السيد نصر الله الاخيرة، والتي تحدث فيها عن ان التفاهم بوضع حرج.
وفي تفاصيل رد باسيل، بالتواصل الذي حصل مع صفا ، ان رئيس “التيار” قال للحاج صفا ما مفاده :” تريدون الاسماء، لكن تريدون ان يكون ضمنها ايضا سليمان فرنجية ، فلنضع اسم فرنجية جانبا وللنناقش بالاسماء الاخرى”، عندئذ رد صفا: “انك تعرف سلفا موقفنا بشأن سليمان، ويمكننا النقاش بالاسماء كلها، لكن من ضمنها سليمان فرنجية”. فرفض باسيل وانتهى الكلام، ليعقب ذلك كلام واضح التوصيف من امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بان التفاهم مع التيار” بوضع حرج”.
وفي هذا السياق، حرصت مصادر مطلعة على جو حزب الله عما اذا كان بالامكان ان يتم نعي التفاهم على القول : “من جهتنا لن نسحب يدنا من التفاهم اذا لم يسحبها الفريق الاخر “.
وفيما بات معلوما، ان الحاج حسين الخليل التقى رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مجددا له تمسك الحزب بترشيحه، تقول المعلومات ان فرنجية سمع من الحاج حسين الخليل كلاما واضحا مفاده :” متمسكون بترشيحك، ولا خطة باء لدينا”، وبما معناه بالمختصر المفيد ” انت او لا احد”! وفيما اكدت مصادر متابعة ان فرنجية مطمئن من الاساس لوقوف حزب الله كما الرئيس بري الى جانبه، فهي اشارت الى أنه خرج هذه المرة اكثر اطمئنانا وارتياحا بعد لقائه الحاج الخليل.
وعما اذا كانت هذه التطورات لجهة “الميل لطي صفحة تفاهم مار مخايل”، وتجديد التمسك بفرنجية على قاعدة “فرنجية او لا احد”، تماما كما حصل ابان ترشيح العماد عون للرئاسة، ستدفع بالاتيان بفرنجية رئيسا ب 65 صوتا والسعي لتأمين عدد الاصوات، وما السبيل لا سيما انها مهمة شبه مستحيلة حتى اللحظة، علقت المصادر المطلعة على جو حزب الله بالقول : “عندما تمسكنا بترشيح العماد عون كان بحوزتنا 40 صوتا، وكان بري ضدنا، اما فرنجية فهو ينطلق اليوم من أكثر من 50 صوتا ليصل الى حدود ال55، بانتظار العمل على الاصوات العشرة المتبقية.
وهل ستتمكنون من تأمين ال 65 ؟ تجيب المصادر: “الشغل علينا والتوفيق على الله”!