IMLebanon

«تفاهم مار مخايل» يهتزّ كل فترة ويعود سالماً على وقع المصالح المتبادلة

 

«التيار» في عزلة عن الاحزاب المسيحيّة… لذا لن يُفرّط بحليفه الوحيد!

 

لدى كل تباين او خلاف في وجهات النظر، بين التيار الوطني الحر وحزب الله، تبدأ التساؤلات من الحلفاء والخصوم معاً، حول مصير «تفاهم مار مخايل» الموّقع بين الطرفين؟، وهذا السؤال طرح بقوة يوم امس، على أثر إتهام بعبدا للحزب بالإنحياز الى جانب رئيس مجلس النواب نبيه برّي والرئيس المكلف سعد الحريري، مع دعوة ضمنية له بعدم التدّخل، وترك المعركة محصورة بين الرئيسين عون والحريري. فضلاً عن تباين سياسي يظهر كل فترة بين الحزب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في ما يخص التشكيلة الحكومية، ما جعل الخصوم يرّوجون بأنّ «تفاهم مار مخايل» سيُلغى قريباً، خصوصاً من قبل التيار، فيما الحقيقة مغايرة تماماً، لان المصالح المشتركة تجمعهما ولن تجعل اي طرف يتخلى عن الآخر، فالحزب حصل من خلال هذا التفاهم على الغطاء المسيحي من تيار مسيحي بارز، وفي المقابل تمسّك الحزب بترشيح العماد ميشال عون الى الرئاسة وساهم بقوة في إيصاله الى بعبدا، رافضاً ترشيح شخصية اخرى، حتى انه تخلى عن حليفه الدائم، رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الذي ترشح للرئاسة في ذلك الحين، أي ان «الوطني الحر» لن ينسى للحزب هذا المعروف.

 

مصدر سياسي مقرّب من الفريقين يقول في هذا الاطار: «يُخطئ مَن يعتقد أنّ هنالك خلافات سياسية عميقة وكبيرة، قد تؤدي الى إلغاء تفاهم مار مخايل، لانّ ما يجري اليوم ليس سوى مناوشات سيتم إزالتها قريباً، اذ سيدخل الوسطاء على الخط بين الطرفين، لإصلاح الوضع وضبط الامور والاستيضاح»، مطمئناً مَن وصفهم بـ «الغيارى» على علاقة التيار والحزب، «بأنّ المياه ستعود قريباً الى مجاريها». واشار الى «ان تفاهم مار مخايل هو الاتفاق الوحيد الذي لا يزال صامداً وقائماً بين طرفين سياسيين، بالمقارنة مع تفاهمات اخرى لم تعد موجودة»، غامزاً من قناة «تفاهم معراب» الذي «سقط وقضى على العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الى غير رجعة» كما قال.

 

الى ذلك، وفي ظل خلافات الوطني الحر مع الاحزاب المسيحية، يشير مصدر حزبي مسيحي الى العزلة المسيحية التي أوجد نفسه فيها رئيس التيار جبران باسيل، وإنطلاقاً من هنا، لا يمكن ان يتخلى عن الحليف الوحيد الذي بقي له أي حزب الله، لانه على عداء سياسي مع الجميع، خصوصاً الركن الابرز على الساحة أي «القوات اللبنانية»، اما «تيار المردة» الذي كان في فترة ما، وقبل وصول العماد عون الى قصر بعبدا، في وضع جيد مع رئيس «التيار»، لم يعد كذلك منذ لحظة ترشّح سليمان فرنجية الى الرئاسة، ما جعل التيار البرتقالي في مسار آخر، لتصبح العلاقة في أسوأ حالاتها، كذلك الامر مع «القوات»، اذ كانت الاجواء السياسية على خير ما يرام بعد توقيع تفاهم معراب، الذي أنتج دعماً قواتياً كبيراً لوصول عون الى الرئاسة، لكن تبخّر كل شيء لاحقاً، وما لبث الدرب السياسي بينهما، أن سلك خط الاختلافات في شتى الامور، ليصبح الخط البرتقالي وحيداً، فضلاً عن علاقة متوترة مع الاحزاب المسيحية الاخرى، وحتى مع بعض العونيين داخل «التيار» وخارجه، خصوصاً الحرس القديم، ناقلاً عن سياسي عتيق» بأن «باسيل لا يثبت على علاقة، لان الطلعات والنزلات السياسية تسود علاقاته دائماً مع الحلفاء والخصوم معاً».

 

ويرى المصدر بأنّ التراجع الشعبي لـ «التيار» برز بقوة منذ «ثورة 17 تشرين»، حين إستقال العديد ممَن كانوا يُعتبرون من «صقور» الوطني الحر، الذين جاهروا بأنّ سياسته « لم تعد تناسبهم»، لانهم صدّقوا كل الوعود التي لم يتحقق منها شيء. فضلاً عن خروج عدد من النواب من «تكتل لبنان القوي» من بينهم صهر الرئيس عون النائب شامل روكز، ما جعل الخسائر تتوالى من دون أي رادع ، املاً ان يستعيد «التيار» شعاراته السابقة ويتحدّ سياسيا مع الاحزاب المسيحية، أقله على المسائل المصيرية، لانّ في الجمع قوة لا يستهان بها».