بكركي تُحمِّل المقترعين بـ«الورقة البيضاء» مسؤولية إطالة أمد الشغور الرئاسي
كشف تصعيد رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل باتجاه «حزب الله»، مدى اتساع الخلافات بينهما، ليس لمشاركة وزيري الحزب في جلسة حكومة تصريف الأعمال الأخيرة، بقدر ما أن تبني «حزب الله» لرئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية مرشحاً لرئاسة الجمهورية، هو الذي وجه ضربة قوية لـ«تفاهم مار مخايل»، توازياً مع بروز تصدعات على جانب كبير من الخطورة في العلاقة بين «العوني» و«التيار الأصفر»، نتيجة تراكم الخلافات بين الفريقين، على خلفية الكثير من الملفات السياسية التي يظهر بوضوح أن لكل طرف حسابات مختلفة حيالها. في حين يتوقع أن تلقى جلسة الانتخابات الرئاسية التاسعة المقررة، اليوم، مصير سابقاتها، أي أنه لن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية، في ظل بقاء المواقف على حالها، وإن لم تستبعد مصادر متابعة لهذا الملف، أن يقوم عدد من نواب «التيار العوني» بالتصويت لمرشح المعارضة النائب ميشال معوض، كرسالة لـ«حزب الله»، بعد تردي العلاقة بين الطرفين، ما اعتبر تهديداً جدياً للتفاهم القائم بينهما.
ولا ترى مصادر نيابية في تكتل «لبنان القوي»، أن «ما يقوم به الحزب يساعد على تحصين التفاهم معه، لا بل على العكس من شأنه أن يسيء إلى العلاقات بين الطرفين، بعدما تبين أن هناك مخاطر حقيقية تتهدد هذه العلاقات، ما قد تطيح بالتفاهم. وتالياً فإنه لا يمكن أن يستمر حزب الله بهذا الأسلوب في التعامل معنا في الكثير من الملفات»، مشددة على أنه، «سيكون للتيار البرتقالي الموقف اللازم في حال بقيت سياسة الحزب على ما هي عليه من تجاهل واستئثار». وأشارت إلى أن ما قاله رئيس «التيار الوطني الحر وضع النقاط على الحروف، ووجه رسالة إلى الحزب بضرورة تغيير أسلوبه، وإلا لكل حادث حديث».
ولم يعد خافياً على أحد، أن التدهور في العلاقة بين «الوطني الحر» و«حزب الله»، برز بشكل واضح بعد إعلان الأخير دعمه فرنجية في انتخابات رئاسة الجمهورية، ما أشعل غضب رئيس «العوني» على نحو غير مسبوق. الأمر الذي جعله يوجه انتقادات ورسائل عتب إلى حليفه الشيعي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن «حزب الله» لم يساير باسيل في موقفه الرافض عقد جلسة للحكومة، وإنما دعم الرئيس ميقاتي في خطوته، موجهاً أكثر من رسالة إلى باسيل، بأنه لم يعد الحليف «المدلل»، بعدما أبلغ الحزب كل من راجعه في الملف الرئاسي، أن فرنجية هو المرشح الوحيد الذي يدعمه «الثنائي الشيعي».
مشاركة ميقاتي في قمة الرياض العربية – الصينية تعزز الرهان المستمر على دعم المملكة للاستقرار في لبنان
في هذا الوقت، تشكل زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الى الرياض تلبية للدعوة السعودية التي تلقّاها للمشاركة في القمة الصينية – العربية، مناسبة لتمتين العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية، حيث ستكون الزيارة، فرصة لميقاتي للقاء عدد من المسؤولين السعوديين، إلى جانب بعض الشخصيات العربية المشاركة في القمة. وكشفت مصادر وزارية في حكومة تصريف الأعمال أن الرئيس ميقاتي، سيطالب المسؤولين السعوديين العمل من أجل مساعدة لبنان للخروج من أزماته، في ظل الصعوبات التي يواجهها على أكثر من صعيد، في موازاة الجهود السعودية الفرنسية الرامية إلى دعم الشعب اللبناني، بغية العمل على تحسين أوضاعه الاقتصادية والحياتية. وإن كانت المواقف الأخيرة التي نقلت عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لا توحي بوجود مسعى فرنسي حقيقي، لتعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للبنان في وقت قريب، ما يؤشر إلى أن الشغور لا يبدو قصيراً.
وكشفت المعلومات، أن بكركي التي تستعجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، في حين لم توفر انتقادات البطريرك بشارة الراعي اقتراع النواب العونيين بالورقة البيضاء، تفهمت دعوة الرئيس ميقاتي مجلس الوزراء للانعقاد، في سياق متابعة شؤون المواطنين، والعمل على تسيير أمورهم في إطار الحد الأدنى، وهو ما تم التفاهم بشأنه بين الرئيس ميقاتي والبطريرك الراعي في اتصالهما الأخير، حيث جرى توضيح المبررات التي استدعت عقد جلسة للحكومة. لكن بكركي لا تُعفي كل الذين يصوتون بالورقة البيضاء، من مسؤولية التعطيل وعدم انتخاب رئيس للجمهورية. وبالتالي فإنها تحمّل مسؤولية بقاء الشغور إلى كل من يضع ورقة بيضاء في صندوقة الانتخاب، لأن المسؤولية الوطنية تقتضي أن يسمي هؤلاء النواب مرشحاً لرئاسة الجمهورية، بصرف النظر عن هويته، باعتبار أن انتخاب الرئيس يتقدم على أي أمر آخر، ويتصدر جميع الأولويات.