استطاع الرئيس سعد الحريري من وضع المسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار في صورة مسار التسوية بحسب مصادر مسيحية وبالتالي، اقناعهم وأقله التوافق على ضرورة امرارها في هذه المرحلة بينما يمكن الاشارة الى ايجابية موقف حزب الكتائب بعد اجتماع الحريري مع رئيس الحزب النائب سامي جميل وهذا ما تبدى من خلال زيارة الرئيس أمين الجميل الى الرابية اذ ثمة معلومات بأن الرئيس الجميل كان واضحاً مع العماد ميشال عون عندما أكد على ثوابت ومسلمات النائب سليمان فرنجية المسيحية والوطنية والأمور تقتضي بعض الضمانات وهذا يأتي لاحقاً في سياق التشاور الدائم بين الكتائب والنائب فرنجية قبل جلسة انتخاب الرئيس العتيد. وتلفت المصادر الى دلالات جولات وزير المردة في الحكومة السلامية روني عريجي على أحزاب وقيادات مسيحية وروحية من أجل تأمين الاجماع والوطني ونقل موقف فرنجية لمن يلتقيهم عريجي، وهنا تقول المصادر ان زيارة وزير الثقافة الى حزب الوطنيين الاحرار الذي يعتبر الأول من نوعه في سياق علاقة المردة والاحرار، اذ بداية وبعد اتصال عريجي برئيس الحزب النائب دوري شمعون لتحديد موعد كان التجاوب واضحاً الى أبعد الحدود ورغب شمعون بأن يكون في السوديكو معقل الوطنيين الاحرار وهذا ما حصل وكان هناك حوار صريح وضفاف ولا سيما أن شمعون يتمتع بصراحة مطلقة وقال ما لديه حول علاقة فرنجية بالرئيس بشار الأسد والنظام السوري الى أمور كثيرة وبالمحصلة يمكن البناء على موقف رئيس الاحرار الداعم للتسوية اي انتخاب النائب فرنجية خصوصاً وأن هناك علاقة قديمة ووثيقة كانت تربط الرئيسين الراحلين كميل شمعون وسليمان فرنجية ويومها كان حفيده رئيس تيار المردة لا يتجاوز عمره الخمس سنوات عندما قام الرئيس شمعون ومعه نجله دوري بزيارة اهدن ما يعني ان النائب فرنجية يرغب ويسعى كي يأتي انتخابه في سياق اجماع وطني دون ان يغفل احداً أكان من المسيحيين المستقلين في 14 آذار او غيرهم وعلى ان تسوى الأمور مع الاحزاب المسيحية الاخرى المعارضة للتسوية مثل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في سياق المساعي التي تقوم بها جهات داخلية واقليمية ودولية اي على مستويات كبيرة.
وتشير المصادر المذكورة الى أن زيارة عريجي لمطرانية الروم الارثوذكس واجتماعه بالمطران الياس عودة اتسمت بدورها بالمنحى الايجابي وأن المطران عودة أكد على أصالة وتاريخ بيت فرنجية ووطنيته وهو داعم للتسوية دون ان يقول أنه مع هذا المرشح او ذاك انما المكتوب يقرأ من عنوانه لأن الأهمية وفق ما نقل عن هذا اللقاء تتمحور في ضرورة الاسراع في انتخاب الرئيس في مثل هذه الظروف المصيرية التي يجتازها لبنان والمنطقة.
واخيراً، علم ان فرنجية في صدد استكمال مساعيه وتواصله مع كل الاحزاب والتيارات والقوى السياسية ان عبر الوزير عريجي او الوزير السابق يوسف سعاده وقيادات من تيار المردة بعدما نال الدعم الاساس من قوى أساسية وتحديداً تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وغيره ما يشير الى ان الايام القليلة المقبلة كفيلة بتحديد بوصلة هذه الاتصالات والمشاورات وحيث كل الاحتمالات واردة لأن ما يريح استمرار هذه التسوية يتمثل بمواقف وحراك بعض السفراء ولا سيما القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز والسفير السعودي علي عواض عسيري وغيرهم من السفراء الاقليميين والغربيين الى ما يجري في عواصم القرار من اتصالات بعيداً عن الأضواء.