يؤكد تيار المردة على لسان احد قيادييه البارزين انه مع اجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية، ووفق قانون جديد للانتخاب يعتمد على توسعة الدوائر من القضاء الى المحافظات وبالتالي تصبح النسبية نتيجة حتمية. ويعتبر ان اعتماد لبنان كدائرة واحدة سيؤدي حكماً الى الغاء ظاهرة «البواسط» الانتخابية ويلغي المحادل وتأثير المال السياسي.
اما في حال لم يتمكن اهل السياسة والتشريع من اقرار قانون جديد للانتخاب بقصد او عن غير قصد ضمن المهل الدستورية ، فإن المردة يرى ان لا امكان لتجاوز قانون الستين حكماً.
ويشير القيادي الى ان التمديد لمجلس النواب الحالي لمرة ثالثة بحجة «تقنية» او غير تقنية اوتطيير الانتخابات، اذا لم يقر قانون جديد او التهويل بالفراغ ضرب من ضروب «الخيال» السياسي، وانتكاسة كبرى للعهد الجديد وللرئيسين ميشال عون وسعد الحريري فلبنان لا يحتمل فراغاً برلمانياً بعدما انتظمت مؤسسات الرئاسة والحكومة.
«لقاء باريس السري» الشهير بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية والذي نتج عنه ترشيح الحريري لفرنجية الى رئاسة الجمهورية وفق القيادي «المردي»، كشف «المستور» السياسي في اجندة تحالفات المردة و«حلل» نسبة الاخلاص بين الحلفاء.
العلاقة مع حزب الله وفريق 8 آذار وسوريا لم تتأثر بهذا الترشيح ولم تنح منحى التصادم، مع تبني هذا الفريق لترشيح العماد ميشال عون الرئاسي، بل اعتبر حلفاء سوريا وايران ان «زيادة» الخير خيراً، ولم يفاضل بين الرجلين عون وفرنجية الا من باب احترام الالتزام بأقدمية ترشيح عون فإذا تعذر انتخاب عون بقي فرنجية مرشحا.
حدث المرتجى وانتخب عون رئيساً، لكنه وتياره البرتقالي استمرا بحملة «القضاء» على فرنجية وتياره. فحين كان فرنجية يؤيد ترشيح عون ويسير خلفه، كان فرنجية بمثابة الحليف و«ابن» التغيير والاصلاح. وبعدما ترشح مع عون الى حلبة الرئاسة، صار الخصم المسيحي الاول وتحول الخصم المسيحي الاول لعون، الدكتور سمير جعجع الى حليف اول بعد تفاهم معراب وترشيحه عون. واليوم يتعزز تحالف معراب وتزيد عداوة عون لفرنجية وفق القيادي وتتحول هذه الخصومة الى شبه حرب الغاء سياسية يخوضها التيار الوطني الحر ضد تيار المردة.
ويعتبر القيادي ان كما لم تنجح حرب الالغاء العسكرية في انهاء اي فريق لاخر، لن تنجح حرب الالغاء السياسية اليوم التي تخاض ضدنا وضد الافرقاء المسيحيين الآخرين. ويشير الى ان التعاطي الفوقي للرئيس عون مع حلفائه واخصامه يخسّره ويخسّر التيار الوطني الحر، حتى انه ينفّرالمحازبين والقياديين. ويقوم عون اليوم بما قام به سعد الحريري منذ العام 2005 حتى العام 2011 لكن الاخير تعلم من تجربته المريرة، وعون سيخسر كثيرا اذا لم يعد عن هذه الممارسات.
ففي حين تبدو العلاقة دافئة بين الحريري وفرنجية وتجمعهما اليوم صداقة جيدة والتزام اخلاقي، بغض النظر عن التباينات في المواقف، يستمر التوتر في العلاقة بين التيار الوطني الحر والمردة وفق القيادي الذي يقر بصعوبة يواجهها حزب الله في جمع عون وفرنجية بسبب تعنت الاول واصراره على علاقة تبعية وفوقية بين الطرفين.
اللقاء امس بين الوزير فرنجية والوزير ملحم الرياشي يضعه القيادي المردي في إطار التواصل البروتوكولي بين سليمان بيك والدكتور جعجع، والعلاقة العادية المستمرة بين الطرفين منذ لقاءات بكركي للاقطاب الموارنة الاربعة وللمجاملات الشخصية بين جعجع وفرنجية. فحين تعرض طوني فرنجية نجل الوزير سليمان الى حادث سير هنأه جعجع بالسلامة. وحين توفي والد جعجع بعث له فرنجية برسالة تعزية. ويتابع الرياشي وفق القيادي مع المردة نتائج اللقاءات المناطقية والميدانية وخصوصا في الشمال والمتعلقة بتخفيف التوتر بين مناصري الطرفين ومتابعة العمل الانمائي والخدماتي والبلدي في المناطق الحزبية المتداخلة، ومنع اي احتكاك امني او سياسي بين الطرفين وتنظيم الخلاف وتحويله الى اختلاف لا يفسد في الود قضية.
كما حضر الهم الانتخابي والقانون الانتخابي المنشود في اللقاء، اذ اتفق فرنجية والرياشي على ان اي قانون جديد لا يجب ان يحجّم اي فريق مسيحي على حساب اخر، او يجعل اي طائفة لبنانية تشعر انها مستهدفة اومعزولة عن النسيج اللبناني.