IMLebanon

“المردة” في البترون… إستعادة “الحجم” تحتاج إلى أكثر من “نجم”

 

لا شكّ أن المعركة في قضاء البترون هي الأشرس بين كل الأقضية في لبنان، إذ إن الفائز فيها سيكون نجم المجلس النيابي لأن طريقه لم تكن معبّدة.

 

بات المشهد الإنتخابي في قضاء البترون واضح المعالم، فهناك ثلاثة مرشحين يسرقون الأضواء ويتسابقون للوصول إلى ساحة النجمة وهم مرشّح «القوات» غياث يزبك والمرشّح مجد حرب ورئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل.

 

وإذا كانت معارك الثلاثة ضارية، إلا أن هناك قوى تدخل على الخطّ، لا من أجل المنافسة على أحد مقعدي البترون المارونيين، بل من أجل إثبات الوجود ورفع حاصل اللائحة في دائرة الشمال الثالثة.

 

ومن بين القوى التي تريد حجز موطئ قدم لها، تبرز لائحة تيار «المردة» برئاسة النائب طوني فرنجية، وهذه اللائحة تتحالف مع الحزب «السوري القومي الإجتماعي» بجناح النائب سليم سعادة في الكورة ومع المرشح وليم طوق، وقد تسجّلت رسمياً بالأمس تحت عنوان «وحدة الشمال» وضمّت الأسماء التالية: زغرتا: طوني فرنجية واسطفان الدويهي وكارول دحدح. بشري: وليم طوق، وروي عيسى الخوري. الكورة: فادي غصن وسليم سعادة. البترون: جوزيف نجم. واللافت أنها لم تتسجّل بالعلامة الكاملة أي عشرة مرشحين بل بقي هناك مقعد شاغر في الكورة وأيضاً في البترون.

 

ويحاول تيار «المردة» إثبات وجوده في البترون مع أنه يعلم جيداً الصعوبة البالغة في حجز مقعد، ولآل فرنجية تاريخ طويل مع البترون، فقبل الحرب كان الرئيس سليمان فرنجية الحليف الطبيعي لآل ضو، وخلال الحرب وبعد ارتسام خطوط تماس المناطق الشرقية المحرّرة، سيطر تيار «المردة» بدعم سوري على ساحل البترون وقسم من وسطه في حين سيطرت «القوات اللبنانية» على الوسط الأعلى وجرود البترون.

 

أما المشوار السياسي الذي بدأ بعد «اتفاق الطائف»، فتمثّل بتحالف فرنجية مع النائب الراحل سايد عقل في دورتي 1996 و2000 وتخليه عنه في دورتي 2005 و2009 كرمى لعينيّ باسيل، عندها سُجّل الخروج النيابي الكبير لـ»المردة» من البترون مترافقاً مع عودة العماد ميشال عون من المنفى وخروج الدكتور سمير جعجع من السجن، وذلك على رغم حلول فرنجية الأول في البترون في انتخابات 2005 التي خيضت على أساس قانون غازي كنعان.

 

وبعد وقوع أول إشكال بين فرنجية وباسيل، قالها «بيك بنشعي» بأننا دعونا جمهورنا للإنضمام لـ»التيار الوطني الحرّ» على أساس أننا في نفس الخندق ونستطيع الإكمال سوياً.

 

قد يكون فرنجية تصرّف وفق قناعاته السياسية بعدما التحق «التيار الوطني الحرّ» بالخطّ السوري، لكن الحقيقة كانت مُرّة على «المردة» إذ أنهم غابوا عن الترشيح الحزبي في البترون منذ دورة 2005، وعادوا هذه الدورة بمرشّح هو جوزف نجم إبن بلدة شبطين.

 

لا شكّ ان المهمة الملقاة على عاتق نجم أكبر من كبيرة، فهو يخوض إنتخابات في القضاء الأصعب في لبنان، ويعلم جيداً أن فرص الفوز شبه مستحيلة لأن الحواصل التي قد تحصل عليها لائحة «المردة» ستتوزع بين زغرتا والكورة، وهو يواجه باسيل أولاً الذي أغدق الخدمات على من كانوا يوالون خط «المردة» سابقاً، في وقت لا يستطيع مجاراة باسيل في نوعية الخدمات التي يقدّمها، أما بالنسبة إلى الخط السياسي فإن باسيل بات يتقدّم أشواطاً على فرنجية بمحبة الرئيس السوري بشّار الأسد و»حزب الله» وخط الممانعة.

 

وأمام كل هذه الوقائع، يراهن «المردة» على الرصيد الشعبي لمرشحه جوزف نجم والذي أعادت صور تزفيته للحُفر الممتدة على الأوتوستراد الساحلي بين البترون وجبيل بعضاً من فولكلور الموسم الإنتخابي. وعلى رغم أهمية الخطوة التي قام بها نجم بعد تقاعس الدولة والتي تنقذ المواطنين من الوقوع في هذه الحُفر، إلا أن الجوّ العام في البترون ولبنان ينتخب هذه المرّة بالسياسة وليس بالزفت والخدمات، لأن الحفرة التي أغرق العهد ومحور «الممانعة» المواطنين فيها أعمق بكثير من الحُفر في أي أوتوستراد ساحلي أو جبلي.

 

لا شكّ أن نجم من المرشحين أصحاب السمعة الطيبة في بلاد البترون، لكن هذا الأمر يحتاج إلى ترجمة في صناديق الإقتراع، خصوصاً أن الإتكال على الأصوات السنّية بفعل دعم الرئيس سعد الحريري لفرنجية في غير محلّه، فكل الزيارات التي يقوم بها بعض كوادر تيار «المستقبل» إلى بلدة راسنحاش السنّية وبقية البلدات التي فيها وجود سنّي لدعم «المردة» تأتي بمفعول عكسي بسبب إمتناع أغلبية السنّة عن تأييد لوائح موالية لـ»حزب الله» والأسد، وهذا الأمر سمعه هؤلاء الكوادر.