“منسوب خطر الحرب يرتفع بشكل تدريجي منذ 8 أكتوبر”
إزاء المسار المتدرج نحو التصعيد بعد جرائم الإغتيال الإسرائيلية ، ومناخ الترقب لليوم التالي بعد الرد على عملية اغتيال القيادي فؤاد شكر ، يشدد النائب التغييري مارك ضو، على أن “المرحلة تقتضي دعوة كل الأطراف السياسية والحزبية إلى التوحّد خلف مؤسسات الدولة بوجه العدو الإسرائيلي، وذلك بهدف تجنّب تحويل لبنان إلى ساحة لردّات الفعل الإقليمية على حساب الدولة اللبنانية والشعب اللبناني”.
وفي حديثٍ لـ”الديار” حول المرحلة المقبلة وتحدياتها، يعتبر النائب ضو أن “الجميع اليوم هو بانتظار ردات الفعل على ردات الفعل، وترقب للسيناريوهات المقبلة، والتي قد تكون التوصل إلى مخرج من هذه الأزمة بعد الرد المنتظر، أو على الأقل ضبط الوضع الحالي”، مشيراً إلى أن “المعارضة تعمل وتتحرك من أجل مواكبة المرحلة الخطيرة التي يمر بها لبنان، وذلك من خلال سلسلة خطوات، حيث يجري نقاش في عقد لقاءات، وزيارة الرئيس نبيه بري، خصوصاً وأن الموضوع لم يعد لبنانياً فقط بعد اغتيال اسماعيل هنيه في طهران، لأن الموضوع بات لدى إيران، ذلك أن التفاوض اليوم يحصل بشكل مباشر مع إيران”.
وعن الأصداء التي يلاقيها تحرك المعارضة، يقول النائب ضو إن “المعارضة لم تلمس أي أصداء إيجابية، بل على العكس، هناك استمرار لتعطيل آليات القرار في الدولة، مع العلم أن الوضع الحالي يحتم استنفاراً للمؤسسات الرسمية واجتماعا لمجلس النواب لمناقشة تطورات الوضع الحالي، وهو ما كنا طالبنا به كمعارضة إذ كنا نتوقع أن يحصل نقاش في المجلس كما سبق وطالبنا، من أجل مقاربة الأزمة وتحديد توجهات وطنية، والتأكيد على التضامن معاً بوجه العدو الإسرائيلي وتهديداته، وفي الوقت نفسه عرض كل زوايا المسألة والتأكيد على وجوب أن تعمل كل أركان الدولة اللبنانية على مقاربة التطورات المتسارعة”.
وهنا، يشدد ضو على أن “المعارضة قد عبّرت عن انفتاحها خلال جولتها على كل الكتل النيابية، كما عبر دعوتها لمناقشة الوضع الحالي في المجلس النيابي ، ولكن من دون أن تلمس أي توجّه في المقابل للنقاش مع الشركاء في الوطن، وذلك سواء على مستوى الملف الرئاسي، أو على مستوى الحرب في الجنوب، حيث من الواضح أن هناك أطرافاً تسعى إلى التهرب الكامل من شركائها في الوطن وتسعى إلى التفرّد واحتكار القرار، ولكن هذا الأمر لا يبني وطن، ولا يشكل قوة ردع للعدو الإسرائيلي”.
ويرفض النائب ضو معادلة أن “لا صوت يعلو على صوت المعركة، لأن هذه المعادلة انتهت مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فبناء الوطن والدفاع عنه لا يمكن تأجيلهما، كما أن الوطن لا ينتظر أن يقوم كل طرف بإنهاء حساباته الخاصة”.
وعن المشهد الحالي اليوم، وسط حال الترقب، يتحدث ضو، عن “انتظار وترقب تنفيذ ردّ الفعل على الإغتيالات التي نفّذها العدو الإسرائيلي، ولكن من دون توقّع أي مواجهات واسعة، أو حرب مفتوحة، بل على العكس فإن الحرب ستبقى مضبوطة كما هي عليه الآن، ولكن السؤال يبقى حول طبيعة هذا الرد، خصوصاً وأنه يجب التنبّه إلى أنه منذ 8 تشرين الأول الماضي إلى اليوم، فإن وتيرة ورقعة المواجهات تتّسع بشكل تدريجي، إذ بعد كل ضربة وكل جولة تصعيد، يرتفع منسوب الخطر من المواجهة الشاملة، فالرد الإيراني المتوقع على اغتيال اسماعيل هنية في طهران، سيكون أشرس من ردهم على استهداف قنصليتهم في دمشق في نيسان الماضي، وهذا ما يؤكد أن وتيرة التصعيد ترتفع، إذ من غير الممكن ضبط أي حرب إذا طالت مدتها”.
وعن مواقف المعارضة إزاء هذه المستجدات، يشير النائب ضو، إلى اجتماع مقرر يوم الثلاثاء المقبل، مؤكداً أن “المعارضة تواكب التطورات الحالية، وستبحث في الخطوات المقبلة، ومنها التحضير لزيارات إلى ممثلي جهات دولية، من أجل نقل وجهة نظرنا، والتأكيد على القرار 1701”.