Site icon IMLebanon

قوى 14 آذار: «14 شقفة»

ما انكشف من عورات في مشهدية قوى 14 آذار حالياً لا يمكن وضعه في خانة «الإجازة المرضية» بل ان جملة من الاوبئة فتكت بها دفعة واحدة وجعلت منها مجرد محطات من المؤتمرات الصحافية التي لا تنوب اطلاقاً عما سبقها من احتفالات مليونية كانت حتى الامس القريب تعاند للتغلب على الاهتراء الحاصل داخلها، ومهما قيل في الثامن من آذار وعن وحدتها وعدم تماسكها تبقى 14 آذار هي التي ما كانت يوماً الا والادعاء بانها ام الصبي معطوفة على الجهر والبوح بأنها تشكل انتفاضة الاستقلال، وتعطي مصادر مراقبة ومستقلة وصفاً يشابه وضعها كحركة مع وقف التنفيذ او جسم من دون روح استقلالية او حتى القيام بأي عمل في هذا الاطار.

وكل ما تبين بالامس تضيف المصادر، هو مجرد محتوى وظيفي تولى الدكتور فارس سعيد قراءة ما يعرفه الجميع بالرغم من انه لامس اللوم والحسرة على ابراج بابل التي كانت عامرة وتهدمت بصورة دراماتيكية ليلاقيه بطرس حرب عن وصف الوضع القائم بأنه مجرد اضطرابات مع بقاء الروح حتى ان الدكتور سمير جعجع حاول انقاذ ما تبقى من هذه الروح ليضعها في خانة المرحلية وليست الجوهرية في حديثه عن الخلافات القائمة داخل 14 آذار، وتقول هذه المصادر ان التركيز على بقاء الروح وهي في حالة النزاع الاخير كان يفترض في ادنى المتوقع ان يلتقي بعض قادة 14 آذار على مجرد عزيمة عشاء للقول فيما بعد ان اللقاء كان مثمراً وبناء كي لا يقال لدى العامة من هذه القوى انها واهنة وساقطة، يعني اقله من حيث الشكل كان من المفترض ان لا يكون فارس سعيد وحيداً في الامانة العامة يذيع بياناً لا تعرف هذه المصادر اذا ما كان التنسيق بشأنه قد تم مع احد، وذلك كله كي لا تبدأ النميمة بأن فروعاً صغيرة وضئيلة المسؤولية تم فتحها كل على حسابه.

وتوضح هذه ا لمصادر كيفية تدحرج قوى 14 اذار نحو هذه الهاوية والتي تتعلق بأسباب شتى يمكن استعراض بعضها وفق التالي:

ـ اولاً: لم تكن القوات اللبنانية ورئىسها سمير جعجع المبادر الى شق الصف اذا ما تم توجيه الاتهام اليها ذلك ان مشهدية المواقف لدى قادة هذه القوى بدت رمادية اللون منذ ما قبل سيناريو الترشيحات الرئاسية وأول المبادرين على خلفية ملء الفراغ كان الرئىس سعد الحريري الذي ذهب الى حيث لم يكن يتوقع احد في ترشيحه النائب سليمان فرنجية، والمسألة الاصعب ان القوات اللبنانية كانت على غير علم بالامر، وهذا ما أثار حفيظة قائدها ان كان لهذه الناحية او للشخصية التي اختارها الحريري فكانت ردة فعل اكبر واعظم في تردداتها على 14 آذار حين وقف جعجع والعماد ميشال عون في معراب معا رافعين نخب ترشيح الجنرال الى الرئاسة الاولى.

ـ ثانياً: مسألة الترشيح الى الرئاسة الاولى وتداعياتها لم تكن القشة التي قصمت ظهر البعير لدى 14 آذار بل هناك سلسلة متدحرجة من الانسحابات من هذه القوى تم تسجيلها منذ سنوات واولها كانت الكتلة الوطنية التي غاب عميدها عن النظر والسمع مع ان صوابية سياسته كانت تصلح لمبادىء الحرية والسيادة والاستقلال، تبع الكتلة النائب وليد جنبلاط الاكثر عرضة ربما للسؤال عن تسرعه في الذهاب يمنة ويسرة دون ملامة من احد لتسير على دربه الكتائب اللبنانية مع جملة من الانتقادات لعمل 14 آذار او الريبة في محاولتها ترؤوس الامانة العامة.

هذا المشهد كان يزيد الاحتقان في داخل كافة القوى المنضوية تحت راية ثورة الارز ولم ينفع انشاء مجلس برئاسة سمير فرنجية لم يعمل يوما واحدا بل كان مجرد حشو لاسماء وشخصيات حتى عند تلاوة البيان، وبهذا تقول هذه المصادر ان الاسوأ كان متوقعا وزاد في الطين بلة بعض زلات اللسان التي فاقمت الاوضاع والتي لم تنفع المعالجات في تصحيحها سوى بالشكل فقط بيد ان الندم على ما آل اليه الوضع حول خروج العماد عون من 14 آذار على بعض الألسن من قياديي هذه القوى كان كفيلا بإعطاء الجنرال جرعة من الحقيقة انه كان على حق في خياراته وتاريخ 14 آذار الذي يحتفظ به كذكرى لانطلاق معركة تحرير لبنان من السوريين فيما العكس حصل بالتمام ذهبت بعض القيادات الحالية في 14 آذار الى سوريا فيما كانت تلعنها في الامس القريب خصوصا ان عنصر المفاجأة بتحركات هذه القيادات ان كان باتجاه سوريا او حلفائها في لبنان زعزع الثقة في تفعيل الحياة الداخلية السياسية على اسس وطنية محضة وتم ربطها بالخارج بشكل واضح وهذا ما يتنافى مع روح 14 آذار الحقيقية وكافة ما قيل في العلن في ساحة الشهداء امام الملايين.

انطلاقا من هذا المشهد 14 آذار الى اين؟

كان على المصادر نفسها احالة السؤال الى النائب وليد جنبلاط الخبير في الاجوبة عن الاتجاهات والتوجهات، الا ان واقع الحال لا يبشر حتى بمجرد احاطة العيوب بمبدأ المساكنة بين هذه القوى التي يبدو انها قادمة على حالة طلاق ليبني كل قائد فيها عشه السياسي ريثما تظهر الخلافات الحقيقية المبنية على مئة حساب وحساب.