IMLebanon

“14 آذار” والنبيذ.. ولعبة الحلال والحرام!

ميقاتي لباسيل: كفى ولدنة

“14 آذار” والنبيذ.. ولعبة الحلال والحرام!

استدعى رئيس كتلة نيابية وزيريه في الحكومة وسألهما “هل عرضتما في مجلس الوزراء مشاركة لبنان في اجتماع جدة، الذي أسس للتحالف الدولي لضرب “داعش” في العراق وسوريا؟”.

قيل للسياسي المذكور “هذا الامر لم يطرح، ولكن الرئيس تمام سلام قد يكون عالما بمشاركة الوزير جبران باسيل”.

وقيل له ايضا “ان باسيل اكد ان لبنان لن يكون في أي محور دولي”، فعاد وسأل “هل اتخذتما في مجلس الوزراء قرارا بالمشاركة، ما أخشاه ان يكون هناك ارتجال وسوء تقدير”.

حمل السياسي المذكور الوزيرين رسالة “اريد توضيحا حول قرار المشاركة”. وسأل “هل ثمة من يقدر عواقب دخول لبنان حرباً ليس معروفا هدفها ورقعة استهدافاتها؟ وهل يستطيع لبنان الالتزام بشيء وان التزم هل يستطيع ان يوفي؟”.

حذر السياسي يتقاطع مع علامات استفهام رسمها “حزب الله” الذي ينتظرعرض نتائج جدة في مجلس الوزراء ليبني على الشيء مقتضاه.

وليد جنبلاط ايد التحالف الدولي على طريقته، ومع انه يعتبر ان الهدف هو تحجيم “داعش” وليس انهاءها، فقد قال بضرورة ان تكون الحرب على “داعش” تحت الفصل السابع على ان تشمل كل الفرقاء والدول المعنية.

واذا كانت قوى “14 آذار”، وفي مقدمها تيار “المستقبل”، تقف بحماسة وبلا تردد مع الحليف الخليجي والاميركي والغربي في هذه الحرب، فإنها بتلك الحماسة تخرق شعار “النأي بالنفس” الذي لطالما اتهمت “حزب الله” بخرقه بتدخله في الازمة السورية. وبالتالي تحلل لنفسها وللمجتمع الدولي ما حرمته على “حزب الله”.

هذا ما يلاحظه صاحب شعار “النأي بالنفس” نجيب ميقاتي الذي تمنى لو ان التحالف الدولي اجتمع ولو لمرة واحدة لمواجهة غطرسة اسرائيل رغم ادراكه خطورة الارهاب، فهذا الفريق يتعاطى مع “النأي بالنفس” كإجراء موسمي يتقيّد به عندما يرى انه يناسب مصلحته ويتجاهله عندما يرى انه لا يناسبه.

واذا كان ميقاتي يكرر دعوته “حزب الله” الى الانسحاب من سوريا، فإنه لا يرى مصلحة بانضمام لبنان الى اي محور، ويسأل “من يدعمون المحور الدولي ودخوله في الصراع في سوريا والعراق ويؤيدون دخول لبنان اليه، واعني قوى 14 اذار وتيار المستقبل، هل تستطيعون ان تواصلوا هجومكم على “حزب الله” وتقولوا له انك اخطأت بالدخول الى سوريا؟”.

يستشهد ميقاتي بقول رئيس الوزراء البريطاني بأنه سيحارب الارهاب في العراق لكي لا يصل الى بريطانيا، ويقول “كاميرون سيقطع أربعة آلاف كيلومتر ليأتي الى العراق لمحاربة الارهاب لكي لا يصل الى بريطانيا. طيب، هناك حالة مماثلة وقريبة جدا من سوريا تتمثل في ان طرفا لبنانيا (حزب الله) وجد خطر الارهاب يتهدده على الحدود، فتدخل فهاجمتموه على تدخله، وهنا اقول تحللون لانفسكم ما حرمتموه على غيركم. بعد موافقتكم على التدخل الدولي لضرب الارهاب اكان في العراق او سوريا، لم يعد يحق لكم ان تسألوا احدا لماذا تدخلت في سوريا”.

تبعا لذلك، يقول ميقاتي “ان التخبط هو سمة الاداء الحكومي، خاصة في مقاربة الشؤون الحياتية وملف العسكريين، وكذلك في السياسة الخارجية، فوزير الخارجية شارك في اجتماع جده ووافق على ما طرح فيه، ثم فاجأنا من باريس بقوله: لم ندخل في محاور. فكيف ذلك، الا اذا كان القصد من مشاركته محاولة تسويق امر معيّن مرتبط برئاسة الجمهورية.. او بالنبيذ الذي اعتبره باسيل احد اسلحة مواجهة الارهاب . فعلا احترنا.. نريد محاور او نبيذا، واعتقد ان النبيذ اثر عليه حينما يقول ان وزارته كيانية، وان النبيذ عامل مساعد في المقاومة.. اعتقد انه كفى ولدنة..”.

ويلفت الى ان “اي عاقل لا يمكن ان يقبل بانضمام لبنان الى هذا المحور لحساسية الوضع اللبناني، والسعودية واميركا ستتفهمان ذلك. فضلا عن ان لا ايجابيات يمكن ان يجنيها لبنان من هذه المشاركة، وماذا لو استعملت الاجواء والاراضي والمياه اللبنانية لضرب دولة مجاورة هل نستطيع ان نحتمل السلبيات؟”.

“لبنان يحتاج الى صدمة ايجابية”، يقول ميقاتي، “واذا كان إجراء الانتخابات متعذرا حاليا فأعتقد ان التمديد، المرفوض من حيث المبدأ، هو ابغض الحلال. وهنا اعتقد ان حظوظ اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية ستزداد اكثر بعد التمديد لمجلس النواب”.

“الحل الامثل”، يتابع ميقاتي، “يكمن في بلورة صيغة تحت سقف الطائف عنوانها: اكثر من دوحة واقل من الطائف. فالطائف يبقى الاصلح لادارة البلد. انا اقول تعالوا الى الطائف، وتحت سقفه نستطيع ان نقوم باصلاحات وتفسيرات معينة لكي يستقيم الحكم في لبنان”.

في الدوحة، يذكـِّر ميقاتي، التقوا وقرروا نتيجة انتخابات العام 2009، وانا اليوم اقول بإصلاحات حقيقية عبر قانون جديد للانتخابات على اساس النسبية بصوت تفضيلي واحد، يؤمن المناصفة ولا يستطيع احد ان يقول انه خارج التمثيل. كما اتفقوا على نمط حكومات يعطي بعض الفرقاء ما سمي بالثلث المعطل، واساس الاصلاحات التي انادي بها هنا هي انه لا يوجد شيء اسمه تعطيل”.