IMLebanon

«14 آذار» بين «المجلس الوطني».. والعسكر

ما يكشفه وفد غربي زار بيروت مؤخراً يضع «إصبعاً على جرح الآذاريين» والمرتكزات التي يصوغون مواقفهم وتصعيدهم الدائم بناءً عليها. أما «ما يقولونه في الخارج من تحريض دائم على شريك أساسي في الوطن، فهو نقيض ما يقال في جلساتهم مع هذا الشريك».

أمام أعضاء في وفود أوروبية وسفراء غربيين، قدّم أحد أقطاب قوى «14 آذار» قراءة للوضع اللبناني تتضمّن معادلة تقول «حزب الله يملك قوة السلاح بينما تيار المستقبل يملك قوة النص، أي الدستور. السلاح يحمي في مواجهة إسرائيل، مع عدم إقرارنا بشرعية هذا السلاح وبجدوى استمراره، وهو في الداخل لا يحمي بدليل ان أحداث 7 أيار التي كانت نصراً عسكرياً تحولت الى هزيمة سياسية لقوى 8 آذار في الدوحة».

الاعتماد على هذه القراءة يقود إلى الربط بين التصعيد الذي اعتمده رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، واستحواذه على «قوة النص»، لأن دستور الطائف حتّم على كل المكونات أن لا تغضب من يمثل موقع رئاسة الحكومة، ما دام لا شيء يمر من دون موافقته وتوقيعه.

وتتحدّث تلك القراءة عن «إمكانية وقدرة فريق 14 آذار على التصعيد إلى أبعد الحدود، لأنهم يملكون السلطة الفعلية عبر رئاسة الحكومة، والتي هي في ظل الشغور الرئاسي تلعب دوراً شبه مطلق على صعيد صياغة الوقائع التنفيذية الداخلية والعلاقات الخارجية وهي من يتكلم معها العالم اليوم. وبالتالي بعد تجربة أيار 2008 تعطّلت إمكانية وقدرة فريق 8 آذار على استخدام قوته العسكرية بحيث أصبحت قوة النص أكبر من قوة السلاح».

وقال القطب الآذاري للوفد الغربي «إن خطوة 14 آذار الى الانتظام في صيغة المجلس الوطني لها أبعاد مهمة جدا، في صلبها ملاقاة المعارضة السورية التي ستصل حكماً الى مرحلة الإمساك بالسلطة في سوريا عبر نقل صلاحيات رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة الذي سيكون من الائتلاف السوري المعارض. وعليه، فإن الاستعداد في لبنان بدأ لملاقاة التحولات السورية عبر برنامج للحكم يؤدي الى إنتاج سلطة سياسية بجميع مكوناتها من ضمن المجلس الوطني لقوى 14 آذار».

أحد أعضاء الوفد الغربي حاول أن يحدث صدمة في تفكير القطب الآذاري عندما أخذ الحديث معه إلى الخيارات في المنطقة، بقوله «العسكر كان خياراً غربياً وتم التخلي عنه لمصلحة الإخوان المسلمين الذين فشلوا في الحكم، وأبرز مثال مصر وتونس. أما الليبراليون، فوضعهم ضعيف والإسلام المتطرف هناك استحالة للقبول به، وبالتالي رجعنا الى خيار العسكر في مصر».

ويلفت أحد أعضاء الوفد الغربي إلى وجوب «عدم إتعاب أنفسكم بالبحث عن الخيار. الإسلام المتطرف لن يصل الى الحكم، أما الليبراليون فأين هم؟ أرشدونا اليهم.. العسكر يحتاج الى دعم مالي واقتصادي مستمر حتى يبقى واقفا على قدميه وبالنهاية لن يكون قادراً على الاستمرار، لذلك يبقى الإخوان المسلمون خياراً كبيراً». وعندما يقال له «لكنهم فشلوا في الحكم»، يسارع إلى التبرير «لأنهم لم يمارسوا الحكم قبلاً، نعيد تعليمهم من جديد كما علّمنا غيرهم وينجحون».

أصيب القطب الآذاري بالذهول وهو يسمع هذا الكلام، ورغم أن هذا التوجه الذي ما زال أقلوياً في الغرب، إلا أنه يعني أن ورقة «الإخوان المسلمين» لم تُحرق بالكامل.