ليست انتفاضة 14 آذار قضية ربح وخسارة، فالربح والخسارة يرتبطان بوقتٍ معيّن ومدة معينة، فهي مسار بدأ منذ عشرة أعوام ولا ينتهي طالما ان هناك أمنيات لم تتحقق وأهداف ما زالت معلّقة. قَدَرُ 14 آذار أن تُقدّم شهداء لا رؤساء فحسب، فإذا إستطاعت إيصال رئيسٍ منها فهذا هدفٌ كبير، لكن إذا لم تستطع فهذه ليست آخر الدنيا بل إنّ النضال واجبٌ، لكن مَن يستطيع تقديم شهداء لا يصعب عليه تقديم رؤساء، لكن لا يجوز ربط نجاح الأهداف بهذا المعطى فقط، فالحياة تستمر في النضال وفي كل المواقع: من البيت الى المكتب إلى الساحات إلى الإغتراب. إنها حركة عابرة للمناطق والطوائف والمذاهب وللجغرافيا وللحدود، فكيف يجرؤ أحدٌ على إختزالها بمنصب أو ببند؟ هناك فارقٌ كبير بين تقويم الحلفاء وتقويم الخصوم: خصوم 14 آذار ينتقدون لمجرد الإنتقاد، وهُم في الأساس كانوا يُحبّذون عدم قيامها، لكنها وقد قامت فهم يتعاطون معها بتهميش متعمّد وإن كانت هذه السياسة وهذا النهج لا يُقلّلان من قيمتها وقدرتها ونفوذها وإتساع قاعدتها. لكن لا يجوز تكبير الأخطاء كما لا يجوز إخفاء بعض الشوائب، فحركة 14 آذار وُلِدَت في غاية الصعوبة، ولولا إستشهاد الرئيس رفيق الحريري لَما كان لها أن تُبصر النور: ومِن الشهيد وُلِد الشاهد: إنه الرئيس سعد الحريري: على رغم كل شيء فإنّ 14 آذار تبقى حركة والحركة ترفض الجمود والمراوحة في المكان الواحد، وليس من باب المصادفة ان الرئيس سعد الحريري يؤمن بالحركة ويأبى الجمود والمراوحة في مكان واحد: إنه قدَرُهُ وهو يسير فيه حتى تحقيق أهداف الشرفاء من هذا الشعب المليوني الذي آمن بقضية 14 آذار التي هي قضية الوطن. |