Site icon IMLebanon

فريق 14 آذار «سيُراجع حساباته بالتأكيد»: سنبتعد عن الشعارات لئلا نحبط جمهورنا مُجدداً

عشية ذكرى 14 آذار وبعد مرور عشر سنوات على إنتفاضة الاستقلال، تعود ذاكرة مؤيديها الى ذلك اليوم الشهير الذي جمع اغلبية اللبنانيين ومن مختلف المناطق ، للمطالبة بسيادة وحرية واستقلال لبنان، وعلى بعد شهر من إغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري.

تعددت حينها مطالب قوى 14 آذار فإستهوت الاعداد الشعبية المؤيدة لمبادئها وافكارها، فجمعت افرقاء لطالما كانوا بعيدين ضمن مسافات سياسية شاسعة، لكن «لبنان اولاً» جمعهم فكانوا يشكلون القوة السياسة الاكبر على الساحة السياسية، لكن اليوم ومع مرور هذه السنوات وجراء العراقيل والعقبات التي وُضعت امامهم كما تقول مصادر في الفريق المذكور، تلاشى الحماس الذي كان طاغياً في نفوس مؤيدي ومناصري ثورة الارز، وبدأ يزول شيئاً فشيئاً، في حين على هذا الجمهور ان يعي ان الفريق الاخر تصدّى لنا بالعراقيل من خلال مخططات الدول الاقليمية التي يمثلها ذلك الفريق في لبنان، ومن خلال السلاح غير الشرعي الذي يتباهى به ويهددّنا من خلاله كل فترة، من دون ان ننسى سقوط العديد من شهدائنا والتهديدات بمتابعة الاغتيال التي ما زلنا نتلقاها حتى اليوم.

وحول ما يشيرون اليه كل فترة عن عملية مراجعة سياسية تعيدهم الى امجاد الماضي من دون ان ينفذوا أي شيء، اشارت المصادر المذكورة الى ان فريق 14 آذار سيراجع حساباته بالتأكيد، لكن على الفريق المحارب لنا سياسياً ان يخفف من ولائه للخارج، ويلاقينا على الدرب الذي سيوصلنا الى ما يطمح له كل مواطن حر، مذكرّة بإغتيال الوزير محمد شطح العام الماضي الذي كان يعمل على إنجاح الحوار مع مختلف القوى اللبنانية بهدف التقارب في ما بينها، مما يعني اننا نعمل من اجل التوافق لكن يرّدون علينا بالاغتيال، فضلاً عن إن إغتيال شطح كان إستهدافا واضحا للرئيس سعد الحريري لمنعه من العودة الى لبنان، مع الاشارة الى ان الشهيد شطح إغتيل على مرمى حجر من بيت الوسط، وهو وجّه قبل إغتياله بأيام رسالة الى الرئيس الايراني، شارحاً فيها مبادرة هدفها تحييد لبنان عن الصراعات.

وتابعت هذه المصادر: «من هذا المنطلق ودفاعاً عن دماء شهدائنا نطمئن جمهورنا بأنه لن يُحبط بعد اليوم لاننا سنضع خطة عمل للمستقبل، اذ تعلمنا من أخطاء الماضي لإعادة النظر بكل القرارات التي إتخذت منذ العام 2005، والسير بخارطة طريق جديدة كي لا يتكرر ما حصل، ومن خلال هذه القراءة الموضوعية والاعتراف بالاخطاء، من الطبيعي ان يتم تصحيح الخلل كي نواكب من جديد الحقبة الثانية من المسيرة الاستقلالية، مذكّرة بمحاولّتي اغتيال الدكتور سمير جعجع والنائب بطرس حرب التي وقفت اجهزة الدولة الأمنية عاجزة تجاهمها، إضافة الى كل الجرائم التي سبقت منذ العام 2004 حين جرت محاولة اغتيال مروان حماده وصولاً الى اليوم، والمهم لدينا بأن لا مساومة ولا تراجع لان دماء الشهداء تفرض علينا إتخاذ خطوات عملية، وبالتالي لن نسمح بإنهيار لبنان مهما كانت الاثمان.

ولفتت الى الخلوة التنظيمية التي عقدت قبل ايام في قاعة «البيال» بهدف مراجعة الذاكرة السياسية لسنوات خلت، حيث إستعرضت أسباب التراجع ونقد الذات ودعت الى إنشاء «المجلس الوطني» لمراقبة أداء فريقها، وهو يحوي عددا من المستقلين والمجتمع المدني المؤيدين لفريق 14 آذار، مع التأكيد بأن عمل الأمانة العامة سيستمر.

واشارت الى ان ذكرى إنطلاقة ثورة الارز سيُحتفل بها هذا العام في اطار لقاء سياسي رمزي في 14 الجاري في «البيال»، مشددة على ضرورة إنجاح هذه الذكرى التي ستعطي اشارة الى استعادة وحدة قوى 14 آذار وتبديد رهانات البعض على انفراط عقدها، لافتة الى انها بصدد وضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة لجهة التعاطي مع الملفات، فضلاً عن طرحها رؤية مستقبلية للبنان بهدف العبور الى الدولة، بعد الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده البلاد والواقع الاليم الذي يعيشه اللبنانيون لان الوضع لم يعد يحتمل والمطلوب مواقف حازمة، وكل هذا قيد البحث لان قوى 14 آذار لن تقف متفرّجة امام انهيار لبنان، لذا نحن بحاجة اليوم الى صرخة ثورية تعيدنا الى النضال، لان الخطاب الثوري غائب نوعا ما عن جمهور 14 آذار، والمطلوب شدّ عصبه خصوصاً الفئة الشابة منه.

وختمت المصادر بالاشارة الى طريقة عمل جديدة ستتبّع في السياسة، وهي تحوي التخطيط والتنسيق والابتعاد عن الشعارات كي لا نحبط جمهورنا من جديد، لانه سمع منا الكثير، لكن نتمنى ان يتفهمنا ويراعي الظروف التي مررنا بها، اي التعطيل والعرقلة في كل مرة نتجه فيها نحو اتخاذ قرارات تصّب في خانة تحصين لبنان .