IMLebanon

14 آذار.. ماتت وشبعت موت  

 

تردّدت طوال يوم أمس نظريّة محاولة إحياء المملكة العربيّة السعوديّة لفريق 14 آذار، إن كانت هذه النظريّة صحيحة، فمن المؤسف أن تكون السعوديّة ما زالت تظنّ أن 14 آذار وفريقها ما زالت على قيد الحياة أو أنّ بإمكانها أن تبعثها من موتها مجدّداً، ومن المؤسف أن لا تكون المملكة مدركة أن سياساتها في لبنان منذ العام 2007 هي السبب الرئيس في موت أمل استقلال لاح في أفق لبنان ثمّ ترك وحيداً يواجه باللحم الحيّ القبضة الإيرانيّة التي أطبقت عليه منذ العام 2006، ومن المؤسف أن لا تكون المملكة مطّلعة على أنّ المصالح الانتخابيّة دمّرت ذاك اليوم التاريخي في 14 آذار العام 2005 وأنّ المصالح الإنتخابيّة اليوم لن تبعث من في القبور!

 

تأخر الوقت كثيراً، لا يوجد مواطنٌ واحد اليوم من الذين كانوا في ساحة الحرية ـ كما كان اسمها ـ على استعداد للنزول مجدداً إلى الشارع ليواجه باللحم الحيّ مشروع إيران في لبنان، على الأقل اليوم لا نظنّ أن الشعب اللبناني على استعداد للذهاب «فرق عملة» لسياسة المحاور، هذه السياسة باتت واضحة وضوح الشمس، كنّا من أوائل الذين حذروا من الإطباق الإيراني على لبنان، عملياً لم يجدِ إلا حلٌّ دوليّ للمعضلة السرطانيّة الإيرانيّة، يستطيع لبنان فقط أن يستمرّ في الصمود ولا يطلب أحد من شعبه أكثر من هذا، على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الذين صمتوا على سياسة باراك أوباما التي أوصلت المنطقة إلى ما وصلت إليه، أن يطالبوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يذهب إلى حليفه الروسي ويتوجها إلى الأمم المتحدة لحلّ مشكلة حزب الله الإقليمي ورأس الأفعى إيران، وليس في لبنان.

كثيرون سينزعجون من الحديث عن موت 14 آذار، ولكن، من حقّ من صدّق ذاك اليوم المجيد وناضل بكلمته عنه وعن فريقه السياسي أن يقول كلمة صدق، الزمن لا يعود إلى الوراء، أساساً المنطقة برمتها تدفع ثمن أخطاء لا ذنب لها بها، أخطاء كلّفتنا خمسة عشر عاماً من الحرب، وخمسة عشر عاماً من تكريس الاحتلال السوري، واثنا عشر عاماً من احتلال إيراني ناعم أو خشن لا فرق، ما يقارب نصف قرن من حياة لبنان تحمّل فيها أوزار سياسات خاطئة ورمي الأعباء على كتفيْ هذا الوطن الصغير، في وقت تغاضى فيه العالم عن التفريط بأرواح أبنائنا من أجل راحة سوانا!

للمناسبة لا يوجد بين فرقاء 14 آذار من يحمل مشروعاً سياسياً لبنانياً واضحاً سوى حزب القوات اللبنانيّة، هي الوحيدة مع رئيس حزبها الدكتور سمير جعجع خرجتا من الدمار الشامل الذي لحق بفريق 14 آذار، والذي راكم ثقة واحترام اللبنانيين لهما، وربما هذا وحده ما زال يبعث على الأمل ويترك طمأنينة ما لدى الكثير من اللبنانيين بأن «القوات هنا»، أما 14 آذار كفريق سياسي فماتت وشبعت موتاً، لأنّ الفرقاء فيها لم يكن لهم همّ سوى المكاسب السياسيّة، التي كلّفت الكثير من التنازلات، التي تركت مليون ونصف مليون لبناني ينفضون عنهم بعدما نزل جمهور حمل اسم ذاك التاريخ يحملون بأيديهم وردة فقط أسقطوا بها يومها تهديدات حزب الله وأمينه العام في 8 آذار وأخرجت جيش الاحتلال السوري من لبنان يومها..

بصدق شديد لبنان ليس بمقدوره مواجهة المشروع الإيراني، فليتفضّل العرب ويتحمّلوا مسؤوليّة تخاذلهم عن حماية المنطقة ولبنان من الوحش الإيراني البغيض، الذي طوّقنا وطوّقهم، وبسببهم!