IMLebanon

14 آذار تواجه عون بتجاهله.. هل تنجح

«إنّ بعض القوى مُرتبط بالخارج وبانتظار التعليمات كي يتخلّصوا منّا غير أنّهم لن يربحوا»… «فمن ربحوا معروفون ونحن في الخط الرابح»… بهذه العبارات خرج رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون على اللبنانيّين في نهاية إجتماع تكتّله أمس الأوّل، علماً أنّه سبق له أن تحدّث عن «الخط الرابح» لأوّل مرّة منذ نحو تسع سنوات، وتحديداً بعد توقيعه «وثيقة التفاهم» مع «حزب الله» في 6 شباط 2006، عندما ردّ في حينه على مُنتقديه بكلام يؤكّد صوابيّة خياره، سائلاً خصومه: «لماذا تُصرّون على التموضع إلى جانب الخاسرين؟».

وبحسب مصادر سياسيّة قريبة من 14 «آذار» إنّ العماد عون يُصرّ على التصعيد في الشارع، وعلى المستوى السياسي العام، وكذلك على صعيد الخطاب الكلامي، إنطلاقاً من مجموعة من الأسباب مُجتمعة، أبرزها:

أوّلاً: إقتناعه الشخصي بأنّ فرصة وصوله لرئاسة الجمهوريّة هي اليوم أقرب من أيّ وقت مضى، وعلمه التام بأنّ أيّ تفريط بهذه الفرصة يعني عملياً خسارة حلم الرئاسة بشكل نهائي هذه المرّة.

ثانياً: إقتناعه الشخصي بأنّ التطوّرات في الشرق الأوسط بعد الإتفاق النووي بين إيران ودول الخمس زائد واحد تصبّ في صالح «خط المقاومة والممانعة» الذي تموضع فيه منذ نحو تسع سنوات، ما يعني أنّ أيّ تسوية للبنان ستنتهي بوصوله إلى منصب رئاسة الجمهورية لأنّه يُمثّل «الخط الرابح».

ثالثاً: إقتناعه الشخصي بأنّ عدم التصدّي لخطوة التمديد للأمنيّين بشكل حازم، في ظلّ وجود العديد من العقبات والإعتراضات في الشكل والمضمون على مسألة تعديل قانون الدفاع، يعني خسارة فرصة وصول العميد شامل روكز إلى منصب قيادة الجيش بسبب قرب إحالته إلى التقاعد في منتصف تشرين الأوّل المقبل.

رابعاً: إقتناعه الشخصي بأنّ التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي يعني إبقاء هذا الأخير كمُرشّح مطروح لمنصب رئاسة الجمهورية، وكمنافس أساسي له في حال قضت أيّ تسوية مُقبلة في المنطقة إلى تنازل «الخط الرابح» عن التمسّك بمنصب الرئاسة لصالح مُرشّح وسطي.

خامساً: إقتناعه الشخصي بأنّ «التيّار الوطني الحُرّ» فشل في سلسلة من المعارك المتتالية التي رفع سقفها عالياً، بدءاً بالفشل بإقرار قانون جديد للإنتخابات النيابية، مروراً بالفشل في منع التمديد للمجلس النيابي حتى العام 2017، وصولاً إلى الفشل في منع التمديد للقادة الأمنيّين.

ولفتت المصادر السياسيّة القريبة من «14 آذار» الى أنّ مختلف أحزاب وتيارات تجمّع الرابع عشر من آذار إتخذت قراراً غير مُعلن بمواجهة التصعيد «العَوني» المُرشّح للتواصل وللتصاعد في الفترة المقبلة، بأسلوب التجاهل التام! وأوضحت أنّ هذا يعني أنّ حزب «القوّات اللبنانيّة» لن يتدخّل لا إعلامياً ولا شعبياً بمواجهة تحرّكات العماد عون، وحزب «الكتائب اللبنانيّة» الذي وإن كان يُحاول دائماً تمييز نفسه عن الآخرين، لن يكون بعيداً عن هذا النهج هذه المرّة، بحيث سيلعب دوراً مُتفرّجاً مع فارق بسيط يتمثّل باعتراضات إعلاميّة خجولة ومنخفضة السقف لا أكثر. وأضافت المصادر عينها أنّ «تيّار المُستقبل» المَعني أكثر من غيره بالتصعيد «العَوني» مُصرّ بدوره على عدم تسيير أيّ تظاهرات شعبيّة في مقابل تظاهرات «التيّار الوطني الحُرّ»، أقلّه في هذه المرحلة، على الرغم من قُدرته على ذلك، وهو يحرص على إبقاء سقف الردود السياسيّة على الخطاب «العَوني» محدودة ومضبوطة إلى حدّ كبير.

وأوضحت المصادر أنّ مختلف قوى الرابع عشر من آذار مُجمعة على أنّ ما يفعله العماد عون حالياً لن يُسفر عن أيّ نتيجة، وسيضيف إلى لائحة خُصومه الطويلة إسم قائد الجيش العماد جان قهوجي. وأضافت أنّ قوى «14 آذار» لا تُوافق «الجنرال» في قراءته لأحداث الشرق الأوسط، اذ أنّها ترى في «الخط الرابح» الذي يتحدّث عنه مُجرّد أوهام، وهي تعتبر أنّ الوضع في اليمن إنقلب عسكرياً أخيراً لصالح حلفاء السعودية، والوضع في سوريا مفتوح على حرب ضارية لن تنتهي إلا بتسوية تزيح الرئيس بشّار الأسد عن سُدّة الرئاسة حتى لو بقيت أسُس النظام قائمة، وتعتبر أيضاً أنّ الوضع في العراق ليس أفضل حالاً حيث فشل الدعم الإيراني للقوى الحليفة في إستعادة السيطرة على المناطق التي أسقطها تنظيم «داعش» الإرهابي، وفي الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة النفوذ الإيراني الحالي في أدنى مُستوياته، وفي لبنان التوازنات الدقيقة باتت حقيقة مفروضة لا يُمكن التفريط بها، وطبيعة الحكومة الحالية وتوزّع الوزراء فيها خير دليل على ذلك.

وختمت المصادر بالقول إنّ «الجنرال» سيحصد خيبة جديدة من تصعيده السياسي والميداني الحالي، لكنّها تخوّفت من تدهور الأمور نحو الأسوأ، لأنّ العماد عون سيجد نفسه قريباً في واقع يقول: «لم أعد أملك ما أخسره»، ورأت أنّ هذا الإنطباع هو الأخطر على الإطلاق لأنّه يدفع من يقتنع به إلى الإقدام على خطوات مُتهوّرة وغير محسوبة.