انا من صلب انتفاضة 14 آذار، شاركتها في انتصاراتها، وتمسكت بثوابتها، ومشيت في مآتم شهدائها، وغضبت لتنازلاتها، ومنذ سنتين واكثر افتقد الى طلاتها، واحزن لدخولها في الكوما في ظرف من اصعب ظروف لبنان، حيث الحاجة الى سماع صوتها، ضرورة وطنية ملحة.
14 آذار اليوم، نصفها في الحكم، ونصفها خارجه، ثلث مع تشريع الضرورة، وثلث مع التشريع بشروط، والثلث الاخر، لا مع التشريع ولا مع الضرورة.
الامانة العامة في اجازة طويلة، وليس في الميدان سوى امينها العام فارس سعيد يبدي رأيا او موقفا، اما في تصريح، او تغريدة على «تويتر».
اضافة الى الفراغ في رئاسة الجمهورية، والموت السريري في الحكومة ومجلس النواب، وشلل مؤسسات الدولة، هناك خمس قضايا كبيرة بحاجة الى حلول سريعة قبل خراب لبنان، اولها النفايات ثانيها معاشات العسكريين وقوى الامن، ثالثها الوضع الاقتصادي المتدهور وتأثيره في العملة الوطنية، رابعا ازمة العسكريين الرهائن، وخامسها، القنبلة الموقوتة للاجئين السوريين.
ألا تستحق جميع هذه الالغام التي تفخخ «العبور الى الدولة» اجتماعا واحدا او اثنين او حتى ثلاثة، لقيادات 14 آذار، لترفع صوتها وصوت جمهورها العريض الذي يعيش حالة من الضياع والحزن والثورة المكبوتة لشيخوخة 14 آذار في أوج شبابها وعطائها؟
الا تستأهل هذه القضايا المصيرية، عودة سريعة لسعد الحريري، ولو لايام معدودة ليقف اولا الى جانب تياره الذي تكاد ازمة النفايات ان تجرفه الى مواقع اخرى، بسبب تخبط القادة «المستقبليين» الموجودين في الحكم وفي خارجه، في مواجهة هذه المشاكل، بين بعضهم بعضا، وبينهم وبين حلفائهم في قوى 14 آذار، وثانيا للمشاركة في حالة الاستنهاض التي دعا اليها رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في آخر لقاء له مع الصحافيين والاعلاميين واهل الرأي؟
***
اذا اضفنا الى قضايانا الداخلية الشائكة والمعقدة، ما يجري حاليا في سوريا والعراق واليمن، من تطورات على الارض، خصوصا بعد التدخل العسكري الروسي الواسع في المنطقة، وما يكشف عن خطط لازالة حدود قديمة، وترسيم حدود جديدة، ولبنان جزء من هذا المخطط، الذي يرجح ان يكون تنفيذه على الحامي وليس على البارد، فان على قيادات 14 اذار، واجب الحضور والجهوزية، لمواكبة هذه التطورات وليس كما هو الواقع اليوم، الذي لا يسمع فيه سوى صوت واحد او اثنين من القياديين، تنبيها وتحذيرا وطرح حلول.
ايقظوا، يا رعاكم الله، انتفاضة 14 آذار من سبات الكوما، واعيدوا اليها الروح، وجمهورها المشتاق الى وقفة عز.