IMLebanon

هل أدركت 14 آذار ان الإرهاب تسلّل فعلاً الى لبنان

بريتال لا تشبه عرسال

هل أدركت 14 آذار ان الإرهاب تسلّل فعلاً الى لبنان

يوماً بعد يوم تصح نظرية حزب الله ويثبت بالفعل وليس بالقول وحده ان ما يقوله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا بد ان يحصل ولو بعد حين، فلطالما حذر نصرالله ان الارهاب سيأتي الى لبنان سواء ذهب الحزب الى سوريا او لم يذهب، وبان حزب الله يخوض المعركة في سوريا عوضاً عن لبنان بدون ان يلاقي تأييداً باستثناء ردات فعل 14 آذار المعترضة والمناقضة لنظرية مشاركة حزب الله في الحرب السورية وعلى الأرض السورية، اما اليوم وتحديداً بعد الهجوم الذي نفذه الارهابيون على جرود بريتال المنطقة المحصنة او عمق حزب الله، هل تبقى تلك النظرية قائمة، وماذا يعني الهجوم الذي شنه المسلحون الارهابيون على مواقع حزب الله؟

تجيب اوساط مواكبة لما يجري على الحدود الشرقية من مواجهات بين الجيش اللبناني من جهة وبين الارهابيين او بين هؤلاء وحزب الله، بان هجوم بريتال لا يشبه الهجوم على عرسال باي شكل، فمعركة عرسال اتت في اطار مخطط «النصرة» و«داعش» لرسم وتحقيق امارتهم الاسلامية المزعومة ومن اجل ارساء معادلة لبنانية جديدة بالتناغم مع الاحداث السورية ولخربطة الاوضاع في لبنان وضرب المؤسسة العسكرية والسيطرة على عرسال بما تؤمنه من حاجة للمسلحين من اجل الاستمرار والحصول على المواد الغذائية والاستشفاء تمهيداً للتمدد الى مناطق لبنانية اخرى، في حين ان الهجوم على مواقع حزب الله يحمل مضامين ورسائل مغايرة ومختلفة تماماً.

فمسلحو «النصرة» و«داعش» يدركون بالاساس تضيف الاوساط ان هجوم بريتال لن يحقق غايته، وان مصير المجموعة المهاجمة سيكون الموت المحتم، وان هؤلاء لا يمكن ان يحدثوا اي اختراق في المواقع القتالية لحزب الله مهما حشدوا في معركتهم او لجأوا الى عوامل المباغتة، فالحزب الذي قهر أقوى جيوش العالم في معركته مع ارهابيين وتمكن من استرجاع مواقع قتالية في يبرود والرقة السورية كانت عاصية لا يمكن ان يتساهل او يتراخى مع تحرك بهذا الحجم لمجموعة مسلحين، إلا ان هجوم بريتال حمل كما تقول المصادر رسائل في اكثر من اتجاه:

ـ ان الهجوم على مواقع حزب الله يعني بالمبدأ ان العملية التي ينفذها الارهابيون دخلت مرحلة نوعية تهدف الى زج حزب الله مباشرة وتدخله العلني في المعركة الجارية على الحدود الشرقية ، في الوقت الذي تأكد ان حزب الله لم يشارك في معركة عرسال التي نفذها الجيش وحده باستثناء قصف مدفعي مؤازر من المقاومة عندما تشتد العمليات العسكرية على الجيش.

ـ ان معركة جرود بريتال لا تشبه معركة عرسال لا شكلاً ولا مضموناً، ففي عرسال كانت المعركة موجهة ضد مواقع الجيش حصراً لعدم تواجد الحزب داخل عرسال في العمق السني، في حين ان بريتال وجرودها هي منطقة حزب الله مما يعني تحول المعارك في الجرود بحسب المناطق الى معركة بين حزب الله و«النصرة» و«داعش» من جهة، وبين الارهاببين والمؤسسة العسكرية على محور عرسال.

ـ ان الهجوم على بريتال واستفزاز حزب الله مؤشر الى ان الارهابيين قادرين على فتح معركة على اكثر من محور وعلى التسلل ربما الى مناطق بقاعية والى القرى والبلدات المتاخمة للجرود او التي يمكن التسلل اليها عبر المعابر والمناطق الوعرة. ومن جهة ثانية تضيف الاوساط بان ما ينفذه المسلحون ليس دليل قوة انما دليل ضعف ومؤشر بان الارهابيين باتوا يشعرون بالاختناق في الجرود بعد سد المعابر التي كانت تصل اليهم منها المؤن والمواد التموينية ولحاجتهم للاستشفاء والطبابة ونتيجة الحصار الذي يفرضه الجيش على الجرود العرسالية بعد عملية الفصل بين الجرود والبلدة.

ـ ان المحاولة الفاشلة على الجرود البريتالية هي رسالة مشفرة لحزب الله تشبه الرسائل التي كانت تصل الى الضاحية عبر السيارات المفخخة والانتحاريين على حد قول الاوساط، وتعني دخول المعركة المفتوحة في الجرود الى نقطة الاشتباك المباشر، خصوصاً ان حزب الله سيكون جاهزاً للمعركة على ارضه وهو سيدخل في صلب المعركة وسيكون مبادراً بدون اي رادع للهجوم وقتال الارهابيين تماماً كما هم فعلوا وعلى النحو الذي حصل في المعركة السورية حيث كبدهم الحزب الخسائر الجسيمة، ويبقى السؤال، هل ستبادر قوى 14 آذار الى سحب نظريتها بان حزب الله استقدم الارهابيين الى الاراضي اللبنانية او بالتراجع عن توقعاتها بان الارهابيين لم يتسللوا بعد الى الداخل اللبناني، وماذا لو ان الحزب لم يكن جاهزاً لمثل هذه المعركة ومن سيمنع الارهابيين في الايام القادمة وهم الذي يخشون شتاء الجرود القارس من التمدد ومحاولة التسلل الى مناطق اخرى؟