IMLebanon

«قوى 14 آذار» وصناعة السلام في المنطقة

 

للعنف المستشري في المنطقة صنّاعه. واولهم ايران بسياساتها التوسعية على حساب العرب وما استتبعته من ادوات محلية كمثل «حزب الله» اللبناني ونوري المالكي العراقي وبشار الاسد السوري ومؤخرا الحوثي في اليمن، بما ادى الى بروز افرازات هجينة من مثل تنظيم «داعش» واخواته. لذا فالسؤال في مناسبة انقضاء العقد الاول على قيام «قوى 14 آذار« هل بإمكانها، مع من يشبهها في العالم العربي، ان تكون جزءا من صناعة السلام في المنطقة؟

بعد عشر سنوات ثمة ضرورة ماسة الى تقويم هذه التجربة الوطنية برأي احد كبار دعاتها. صحيح انها اصابت احيانا واحيانا اخطأت. ومرد ذلك وفق المصدر نفسه الى انها لم تقدر واقعياً، لا حجم انتفاضتها عام 2005 وما انجزته من اخراج للجيش السوري ومن انجاز للمحكمة الدولية، ولا حجم الانتفاضة المناهضة لها بكل ما تضمنته على غرار ما استدعى عدوان اسرائيل صيف 2006 او احتلال بيروت في ايار 2007 او اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري وصولاً الى تشكيل حكومة اللون الواحد التي اطاحت بها انعكاسات الربيع العربي حتى سقطت بدفع ممن كان وراء قيامها. 

ويلفت المصدر الى ان عملية التقويم لها ثلاث خطوات رئيسية، اولاها «ترتيب الذاكرة« عبر استعادة دقيقة موثقة ومؤرخة لكامل احداث السنوات العشر بحلوها ومرها، وثانيها «توحيد القراءة السياسية» لنرى ما اذا كانت امامنا خطوات اخرى بإمكاننا انجازها وصولا الى الخطوة الثالثة المتمثلة بـ«توحيد الخطوات«.

ومن اسباب عدم الوصول بمشروع «قوى 14 آذار« اللبناني المرتكز على حماية البلد الى خواتيمه اصطدام الانتفاضة الشعبية بتطلّع الاحزاب الى السلطة. ويقول المصدر «تطلع الاحزاب للسلطة امر مشروع لكن غير المشروع هو اختزال الانتفاضة بأحزابها مع اسقاط اكبر مكوناتها: الرأي العام والمجتمع المدني والمستقلون»، لافتاً الى انه وفي الذكرى العاشرة بات من الضروري التوصل الى بلورة اطار يضم غير المنتسبين الى الاحزاب. وفي اطار السعي الى مدّ التجربة اللبنانية المتفردة بارتكازها «على مشاركة في السلطة بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة« لا بد من البحث في سبل استنهاض قوى مشابهة في العالم العربي وفي كيفية المساهمة في حلّ الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي مثلا او في كيفية مساعدة الشعب السوري.

كما وان من اسباب عدم الوصول بمشروع «قوى 14 آذار« انها واجهت سلسلة ضربات دموية فيما كان سلاحها الوحيد سياسياً بامتياز.

وللمناسبة تشهد المنطقة تحولات كبيرة. فبعد عنوان الربيع العربي واستراتيجية التخلص من الانظمة بات العنوان محاربة الارهاب والتكفير عبر استراتيجية تضامن دولي واسع اعتمد على حشد صداقات اسلامية سنية واقتصر تعامله على الدول والجيوش فيما بقيت ايران والنظام الاسدي خارجه.

ومحليّاً تكشفت مقاربتان لمواجهة الارهاب التكفيري واحدة من مجمع «البيال« والاخرى من ضاحية بيروت الجنوبية. الاولى لخصها رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري بتأكيده حصرية السلاح بيد الشرعية، دعوة «حزب الله» الى العودة من سوريا والى عدم احتكار قرار الحرب والسلم والتعاون مع نظام المصلحة العربية.

بالمقابل لخص الامين العام لـ»حزب الله« حسن نصر الله رؤيته بدعوة شركائه في الوطن الى مشاركته القتال خارج الحدود لان من يساهم في تقرير مصير المنطقة هو من سيقرر مصير لبنان، مشددا على ان لا لبحث قضية السلاح غير الشرعي ولا للعودة من سوريا بل دعوة الى توسيع التدخل «دفاعاً استباقياً« عن لبنان مما يتطلب مجاراته في تشكيل ميليشيات، وهو ما رأى فيه المصدر نفسه «اقصر طريق لتأجيج الحرب السنية الشيعية»..