IMLebanon

«14 آذار» تستنفر دفاعاً عن السعودية

الحريري: موقف حكومي.. أو سيكون كلام آخر

«14 آذار» تستنفر دفاعاً عن السعودية

يتواصل زمن الصورة لدى «قوى 14 آذار». بعد صورة البيال المصغرّة، وسّعت الكاميرا عدستها لتتمكن من التقاط كل الحاضرين في الاجتماع الفضفاض لـ «14 آذار» في «بيت الوسط» برئاسة الرئيس سعد الحريري.

الصورة موجهة في أكثر من اتجاه. هي للتصدير اولاً، تحديداً الى السعودية. فها هي «14 آذار» مجتمعة لـ «تحميل حزب الله وحلفائه مسؤولية افتعال المشكلة مع دول الخليج».

هي صورة لداخل الداخل أيضاً. فلا يزايدن «أشرف» منّا علينا. فبعد أن طالب المجتمعون الحكومة «بالاجتماع فوراً لاتخاذ موقف واضح يؤكد التزام لبنان بالتضامن والإجماع العربي»، رفع الحريري السقف مؤكداً عقب انتهاء اللقاء «إذا لم تتخذ الحكومة موقفاً في جلسة الغد الاستثنائية، فسيكون هناك كلام آخر».

للحشد هنا أهداف كثيرة، يبقى أبرزها: الصورة، والبيان الذي تلاه الرئيس فؤاد السنيورة. لم يكن الهدف المراجعة النقدية لما آلت إليه حال «انتفاضة الاستقلال». لم يجر نقاش لكيفية إعادة اللحمة لـ «14 آذار». وطبعاً لم يكن من مجال لتبادل الأفكار والمقاربات ولا للسؤال عن التطورات والملف الرئاسي. كان اجتماع استثنائي بجدول أعمال من بند واحد: الدفاع عن السعودية والتصويب على خصومها.

وفي هذا المجال نجح النائب جورج عدوان في عدم ذكر «التيار الوطني الحر» والوزير جبران باسيل بالاسم كمسؤولين عن تدهور العلاقات. فاستُعيض عن ذلك بعبارة «حزب الله وحلفائه».

اقتصر الكلام على حلقة ضيقة كالحريري والسنيورة وعدوان ومروان حمادة وسامي الجميل. ولم يجر تعديل يُذكر على البيان الذي وُزع سلفاً. وقد جاء فيه: «إن العلاقات اللبنانية العربية هي الآن في خطر. يعيش اللبنانيون اليوم ظروفاً بالغة الخطورة والقلق. إذ إضافةً إلى تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية وانكشاف المؤسسات بدءاً بعدم انتخاب رئيس منذ 21 شهراً، أتت أزمة توتّر العلاقات مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لتزيد عليهم أخطاراً على أخطار. وإذا استمر حزب الله وحلفاؤه من خلال السلاح غير الشرعي في تغليب مصلحة إيران على مصلحة لبنان العليا، فإن ذلك سينال من دوره وانتمائه وحضوره العربي، وهو سيطال حكماً الأمن الاجتماعي والمعيشي لمئات الآلاف من العائلات اللبنانية، من كل الطوائف، والعاملة في دول الخليج».

وحملّت «حزب الله وحلفاءه ومن يسير في ركابه، مسؤولية افتعال هذه المشكلة الخطيرة وغيرها من المشكلات، كما مسؤولية ضرب استقرار لبنان المالي والأمني والمعيشي. كما أنها تكرر المطالبة بانسحاب حزب الله من القتال الدائر في سوريا والمنطقة التزاماً بسياسة النأي بالنفس».

وطالبت «الحكومة اللبنانية احترام الدستور وقرارات الشرعية الدولية، كما تطلب منها الاجتماع فوراً لاتخاذ موقف واضح وصارم يؤكد التزام لبنان بالتضامن والإجماع العربي ورفض أي تعرض أو انتهاك لسيادة أي دولة عربية». مكررة «تأييدها الكامل للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في رفضهم المسّ بسيادة او استقلال أية دولة عربية»، رافضة «أن يتحول لبنان الى ضحية سياسية واقتصادية وثقافية لأية دولة وبصورة خاصة دولةٍ تحاول بسط نفوذها على الدول العربية».

أما الرئيس الحريري فقد اعتبر، في دردشة مع الصحافيين عقب الاجتماع، أن «البيان الوزاري لم يُحترم، وكنا واضحين في موضوع النأي بالنفس، ولكن اليوم لم يعد جائزاً أن يكون لبنان خارج الإجماع العربي الموجود». وقال: «إن المطلوب من مجلس الوزراء غداً موقف واضح، وإلا سيكون لنا كلام آخر».

ورداً على سؤال حول موقف الوزير جبران باسيل، أشار الحريري إلى أن «باسيل لم ينسق موقفه مع رئيس الحكومة تمام سلام، و «شلبنة» الأمور بهذه الطريقة لم تعد تنفع، فحتى المرشد الأعلى للجمهورية الإيراني علي خامنئي نفسه أدان الأمر وكذلك فعل العراق».

وحول ما إذا كانت الهبة متوقفة منذ مدة، أشار الحريري إلى ان «هذا الكلام ليس صحيحاً، إذ إنه كان من المنتظر وصول بعض المعدات بين شهري نيسان وأيار المقبلين، ولكن بفضل الذكاء الواسع لبعض السياسيين اللبنانيين، وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم».

وعما إذا كانت تركيبة لبنان تسمح برفع سقف المواقف السياسية، أجاب: «طبعاً، طالما أن هناك حزباً يقاتل في سوريا».

وأشار الحريري إلى أنه سيكون هناك تفعيل لاجتماعات «14 آذار».