IMLebanon

14 آذار باقية في الضمير  

يبدو أنّ هذه السنة قد تعب المناضلون وثوار الأرز بعد اثنتي عشرة سنة… وبهذه المناسبة هناك في داخلي شيءٌ ما قد أتردد في قوله ولكنني هذه السنة وفي غياب الاحتفال المركزي، أريد أن أحاسب نفسي.

لا أبوح بسر إن قلت إنّ ثورة الارز أوّل من أجهضها البطريرك صفير يوم رفض أن تكمل تلك المسيرة الى القصر الجمهوري وتقتلع اميل لحود، ولو حصل ذلك في حينه لكان كثير من الأمور قد تغيّر.

قد يقول البعض إنّه كانت وقعت مجزرة… فإننا نذكر بما حدث في مصر وما حدث في تركيا… فالجيش لا يدافع عن أشخاص إنما يدافع عن قضية… واميل لحود خان العهد وخان القسم الدستوري للحفاظ على البلد… وكان على الشعب أن يحاسبه.

وبالرغم من كل ما جرى ويجري، وبالرغم من كل المتغيّرات التي حفلت بها الساحة اللبنانية والساحة الإقليمية، فلا تزال 14 آذار في ضمير ووجدان كل لبناني شريف، لأنها قضية كل شريف في هذا الوطن وهي قضية استقلال، قضية حرية، قضية سيادة… باختصار قضية الوجود السيادي الحرّ.

وهنا لا بد من الإشارة الى أنّ القرار التاريخي الذي اتخذه سمير جعجع، بعد الحروب بينه وبين ميشال عون، من أجل لبنان، ومن خلال “تفاهم معراب”، وهي المرة الثانية في تاريخ الموارنة التي يتوحدون فيها من أجل رئاسة الجمهورية…

والملاحظة الثانية القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس سعد الحريري بالرغم من أنه كان على اتفاق مع النائب سليمان فرنجية، ومن أجل سد الفراغ ذهب الى الاتفاق مع الجنرال عون.

هنا يكفي 14 آذار انها لم تسمح بأن يبقى موقع رئاسة الجمهورية شاغراً، إن كان من ناحية سمير جعجع أو من ناحية سعد الحريري، وهما الرمزان الأكبران في 14 آذار، وهذا الإنجاز يكفي ويغطي كل ما سبقه… لأنّ عودة الحياة الطبيعية الى لبنان، هي الأساس.

ومع كل المحبين نقول: إنّ 14 آذار هي رسالة، 14 آذار هي لبنان، ولبنان هو 14 آذار.

عوني الكعكي