IMLebanon

«14 آذار» خائفة على لبنان.. من تهوّر «حزب الله»

«المستقبل» مصدومة: لماذا يحدّد إيراني طبيعة الرد؟

«14 آذار» خائفة على لبنان.. من تهوّر «حزب الله»

صحيح أن القلق من تدحرج كرة الرد على الجريمة الإسرائيلية في القنيطرة يساور «14 آذار»، إلا أن هذه القوى تعود وتتلمس أملاً مبنياً على تحليلات أكثر من وقائع. تراهن أن مصلحة إيران تقضي بإبعاد شبح الحرب عن المنطقة في هذه الفترة الحساسة، مشيرة إلى أن لا أولوية أمام طهران سوى المحادثات النووية والخروج منها بنتائج إيجابية تنهي مرحلة العقوبات الطويلة وتثبت مكانتها بين دول القرار، إن لم يكن في العالم ففي المنطقة.

مع ذلك، يبقى القلق مسيطراً. ويبقى أي موقف يصدر عن أي من قوى «14 آذار» أمراً يستحق التوقف عنده، في ظل الشح الواضح في هذه المواقف منذ العملية الإسرائيلية.

بعيداً عن الرئيس أمين الجميل و «حساباته» التي يتحدث عنها القاصي والداني من حلفائه، معتبرين أنها كانت وراء مسارعته إلى تعزية «حزب الله»، وإن حافظ على موقفه المعارض لمشاركة الحزب في الحرب السورية، في «المستقبل» من يبتسم عندما يتحدث عن موقف الجميل، قائلاً «إنه يظن أن 8 آذار ستجعله رئيساً للجمهورية».

الموقف الرسمي الأوضح كان لكتلة «المستقبل» التي أكدت، في بيان تلاه النائب عمار حوري بعد اجتماعها أمس، «استنكارها ورفضها للعدوان الاسرائيلي في القنيطرة». بعد هذه المقدمة، لم تتأخر الكتلة قبل أن تذكّر الحزب، وبسقف يراعي مقتضيات الأجواء الحوارية، أن «تورطه في سوريا يزيد من المخاطر على لبنان»، داعية إلى «الابتعاد عن الوقوع في أسر الالتزام بتنفيذ أجندات إقليمية وطموحات لا تخدم لبنان». كما أشارت إلى أنه «نتيجة لهذه الممارسات دفع لبنان، وما يزال يدفع، الثمن المرتفع للسياسات الاقليمية المتهورة التي يتبعها البعض، والتي لم يعد يستقيم الأمر في ظل استمرارها».

تحرص «الكتلة» على عدم الخلط بين موقفها المؤيد لاستمرار الحوار مع الحزب واعتراضها الثابت على تدخله في سوريا. ولكن ما لا يقوله الموقف الرسمي المستقبلي يقوله مسؤول في «التيار»، إذ يدعو «حزب الله» إلى «التروي وحسبة كلفة الرد جيداً قبل الإقدام عليه». بعبارة أخرى، فإن «المستقبل» يحذر من أن «أي رد، حتى لو كان من الجولان السوري، سيستدعي فشة خلق إسرائيلية في لبنان، وعندها سيكون الرد موجعاً حكماً للبنانيين».

في «المستقبل» من يحسبها على الشكل التالي: «حزب الله كان في منطقة يدافع فيها عن النظام، وإسرائيل ضربت قيادات حزب الله في معرض ضربها للنظام. وعليه، فإنه بعد الاستنكار لضرب أرض عربية، لا يجب أن يكون الحزب هو المعني الأول بالرد.

عند حلفاء «المستقبل» في «القوات اللبنانية» حرص على عدم الظهور بمظهر المكرر للموقف الإسرائيلي، لكن «ثمة أمرا واقعا لا يمكن تجاوزه، إذ تبين أن الحزب ينشط في الجولان بالرغم من نفي الأمين العام للحزب قبل أيام أي نشاط مقاوم له في تلك المنطقة». أما الاستنتاج، فهو «نهاية عصر الاستقرار على الحدود السورية الإسرائيلية التي كان يضمنها النظام السوري بعد تقاسم حزب الله والمعارضة النفوذ هناك».

تأسف «القوات» لسقوط شهداء لبنانيين، لكنها تأمل أن لا يدفع لبنان الثمن. بالنسبة لها، بحسب أحد قيادييها، فإن «على إيران أن تضع إستراتيجية الرد، وليس حزب الله».

من «القوات» تصريح بمفعول رجعي: «حتى العام 2000 لنا كل التقدير لتضحيات حزب الله، أما بعد ذلك فرأي آخر».

إيران هذه المرة ليست كما كل مرة. الغارة الإسرائيلية طالتها كما طالت «حزب الله»، ودماء شهدائها اتحدت بدماء شهداء الحزب. لذلك، فإن الترقب ليس لرد فعل «حزب الله» فحسب، إنما لرد إيران أيضاً.

من إيران، خرج القائد العام لـ «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري، ليعلن أن «الحرس الثوري سيقاتل حتى نهاية النظام الصهيوني»، مشيراً إلى أن «على الصهاينة أن ينتظروا صواعق مدمرة».

وبالرغم من أن كثراً اعتبروا أن في هذا الكلام إشارة إلى أن الرد سيأتـي من «حزب الله»، إلا أن عدم التحديد بشكل واضح لم يستفز «المستقبل»، ما استفزها و «هالها» كان تصريح رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي. قال الأخير، في رسالته لنصر الله، «إن مقاتلي حزب الله سينتقمون انتقاماً قاسياً من الصهاينة سيجعلهم يندمون». وسألت الكتلة: «هل أنّ طبيعة الردّ على إسرائيل التي اعتدت على ارض عربية يحددها المسؤول الايراني؟ علماً أنّ حزب الله هو حزب لبناني ممثل في البرلمان والحكومة ولا يجوز أن يتلقى تعليماته من جهات إقليمية».