رأت أوساط في 8 آذار، انه ليس من مصلحة تيار المستقبل وأعوانه الاستقالة من الحكومة خوفاً من تداعيات الاستقالة، لان وجودهم في السلطة هو الباب الوحيد لمشاكسة حزب الله وحلفائه، ولمنع انعقاد جلسات لمجلس النواب من اجل الضرورة، ولتسهيل مصلحة لبنان واللبنانيين، ولمنع انتخاب رئيس جمهورية قوي يحقق التوازن بين السلطات الذي زعزعه اتفاق الطائف، والحكومة تشكل المدخل الوحيد لقوى 14 شباط للقيام بالدور الذي كلفت به من قبل مملكة آل سعود وهو عرقلة مسيرة الدولة وفكفكة مؤسساتها.
وترى الاوساط ان قوى 14 آذار لا تملك القدرة والقوة على مشاكسة حزب الله وحلفائه في محاور أخرى ولكن تضيف الاوساط، وكما قال سيد محور المقاومة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، إن تحويل الحكومة من أصيلة الى مستقيلة يضع البلد تحت تهديد كبير وعلى قوى 14 ان تدفع ثمن ما قد تقدم عليه، وهذا ما يشير الى وجود 7 أيار آخر، ولكن بتكتيك مختلف، لمنع قوى 14 آذار من الاستئثار بالحكم متسترين بحكومة تصريف أعمال، حيث ان قوى 8 آذار لن تسمح بتجاوز الدستور واتفاق الطائف ولو اقتضى الأمر ممارسة القوة، فمن يريد ان يقحم نفسه برهانات اقليمية عليه ان يتحمل ارتدادات هذا الرهان الخاطئ حتى في وقت تشرف المعارك في السلسلة الشرقية لجبال لبنان على الانتهاء، بعد اقتراب حسم معركة الزبداني خلال الايام القليلة المقبلة على ايدي وحدات الجيش العربي السوري، ومجاهدي المقاومة الاسلامية بالتزامن مع سحق الارهابيين التكفيريين في الجرد العرسالي واعلان السلسلة الشرقية منطقة آمنة وتحت السيطرة الكاملة، ناهيك بالانجازات الضخمة التي يشهدها الميدان السوري الداخلي، الذي اصبح جيداً واكثر من ذلك، وهذا ما عكسه الرئيسي السوري الدكتور بشار الاسد في خطابه الاخير الذي وصفته الاوساط بالمتقدم جداً والصادق والشفاف وعكس التهذيب العالي الذي يتمتع به الاسد، والذي عن النتائج العالية وفق تحديد الاولويات التي تفرضها عدة معايير وطنية.
وألمحت الاوساط الى ان المشروع التكفيري في المنطقة بدأت تبرز مراحل انكساره وسحقه بشكل كامل، واذعان الولايات المتحدة الاميركية والغرب لشروط ومنطق الجمهورية الاسلامية في ايران، عبر توقيع الاتفاق النووي، يدل على فقدان واشنطن القدرة اللازمة على اسقاط محور المقاومة وفشل تركيا في اقناع طهران بضرورة اقامة منطقة على الحدود السورية، لا تؤثر في تحركات الجيش العربي السوري، من اجل فرض عودة النازحين السوريين المقيمين في تركيا الى سوريا، بعدما اتهمتهم بالوقوف وراء التفجير الانتحاري في منطقة سروج، وسيصرف التركي النظر عن هذا الامر لان اميركا لم تبد اي حماسة حقيقية لهذه الخطوة، بالرغم من التصريحات الاميركية الظاهرية المؤيدة لذلك، فيما الجيش العراقي والحشد الشعبي يحرز ان الانجازات المتأنية والثابتة، خصوصا بعدما قرر الاميركي ان يحاور القيادة العراقية بوجود الايرانيين ورضاهم.
أما في اليمن فتشير الاوساط الى ان انزال بعض العناصر السعودية والاماراتية في عدن يفتح الباب واسعاً امام محور المقاومة على ادخال وحدات الى اليمن تؤازر اليمنيين الذين يحققون انتصارات رغم قساوة العدوان السعودي – الاميركي على اليمن وشعبه ومغادرة ملك السعودية الى شواطئ فرنسا وتكليف ولي العهد ممارسة صلاحيات الملك بفتح الباب امام العديد من التساؤلات.