ما جرى الخميس المنصرم يعتبر يوما اسود في تاريخ لبنان بحسب مصادر في تيار المستقبل، لان البلد بالمحصلة كان الخاسر الاكبر وعلى كل الصعد حيث انهمرت الاتصالات من اللبنانيين سائلة عما يحصل من تطورات واحداث وصولا الى صدمة القطاعات السياحية، والفندقية، من الضربة الموجعة التي تلقوها بفعل هذه التظاهرات لان الشارع لا يجلب الا الكوارث والمصائب وهذا ما تبدى الخميس الماضي.
وفي سياق متصل وخلال لقاء اجتماعي ضم بعض نواب قوى 14 آذار، قال احدهم والذي عاش مرحلة حرب التحرير والالغاء لحظة بلحظة وكان من المتابعين للاتصالات، ولكل اللقاءات التي جرت في تلك المرحلة، بان العماد ميشال عون هو نفسه لم يتغير او سيتعلم من تجارب الماضي ولفت لزميل له بما سمعه من وزراء خارجية اللجنة العربية الثلاثية آنذاك، والتي كانت تتولى المساعي لوقف الحرب بانهم استشفوا بما لا يقبل الجدل بان مطالب العماد عون شخصية فهو يريد رئاسة الجمهورية ولا مشكلة لديه باتفاق وحتى تكامل مع سوريا، والان ما يقوله عن حقوق المسيحيين امر مضحك مبكي اذ تخلى عن المديرية العام لقوى الامن العام ومواقع كثيرة وغطي سلاح الميليشيات وسكت عن مقتل الضابط سامر حنا واحداث مار مخايل فهو يسعى يضيف النائب في 14 آذار، لامور العائلة لا اكثر ولا اقل، وهناك تسجيلات لبعض الاعلاميين موجودة وواضحة مؤداها ان نواب عونيين يؤكدون على هذا المعطي ويهاجمون الوزير جبران باسيل بشكل يفوق الخصوم.
ويقول النائب المذكور اوصلنا لبعض المقربين من الرابية، بان يوقف العماد عون تصعيده وحملاته، ويسهل انتخاب رئيس الجمهورية وقلنا لهؤلاء وهم يعرفون نفسهم بان العميد شامل روكز يستحق قيادة الجيش ويتمتع بالمناقبية والشجاعة ولن نضع العصي في الدواليب ولكن هل يعقل تعيينه اليوم ومدة احالة العماد جان قهوجي تنتهي في ايلول المقبل وعندئذ يصبح لدينا قائدين للجيش والجواب من عون كان سلبيا الى اقصى الحدود فهل ذلك يا اخوان حرص على حقوق المسيحيين ام على العائلة حتى ان سفيرا غربيا ومن باب المزاح سأل قائلا: اليس جان قهوجي مارونيا؟
ويضيف النائب في 14 آذار كاشفا عن خلفيات كثيرة في التصعيد العوني من الملف النووي الايراني الى ما يطلق منه اقليميا حتى يلاحظ بان السفير السوري علي عبد الكريم علي لا يزور حارة حريك والحزب القومي والنائب طلال ارسلان وغيرهم من قوى 8 آذار كما يزور الرابية ويطلق مواقف من منبرها، وصولا الي المعلومات الاخرى حيث يدرك عون ثمة استحالة لوصوله لرئاسة الجمهورية من الحلفاء قبل الخصوم وبالتالي يسعى لاحداث انقلاب في البلد مغطى من جهات محلية واقليمية ويدعو في الوقت عينه الى مؤتمر تأسيسي اي نسف الطائف باعتقاده ان ذلك يعيد تشكيل سلطة جديدة بانتخابات نيابية قد توصله الى رئاسة الجمهورية وهذا ما تزامن مع كلام كثير ردده النائب طلال ارسلان امس الاول عن ضرورة عقد مؤتمر تأسيس وهذا بعينه انقلاب على السلم الاهلي والطائف على وجه الخصوص لمأرب واهداف سياسية وانتخابية واقليمية ومن الطبيعي ليست وطنية.
ويضحك النائب في 14 آذار حول رفض العماد عون رئاسة الجمهورية وهذا ما يعرفه جيدا الرئيس نبيه بري حيث كل ملفات عون حفظها عن ظهر قلب، ويقول الاميركيون على لسان السفير هيل انهم لم يعرضوا رئاسة الجمهورية على احد كي يرفضها العماد ميشال عون.
واذا كانت 14 آذار، تقول ذلك، فانه لم يصدر اي نفي من الولايات المتحدة الاميركية ضد كلام العماد عون وسكوتها يعني تأكيد رواية عون:
واخيرا وفي سياق قراءة ما جرى الخميس يختصر النائب في 14 آذار كلامه بالقول «هل سمعتم يا شباب المؤتمر الصحافي» بعد ظهر الخميس للجنرال تعصيبه وكل ما قاله يدل على ما جناه في هذا اليوم ويختم صدقوني البلد ذاهب في الاسابيع المقبلة الى تصعيد على مختلف المستويات وحروب عون لا تنتهي الا بالخسائر وانما ذلك ينعكس خسائر جسيمة على كل اللبنانيين والمسيحيين قبل سواهم.