Site icon IMLebanon

14 آذار للردّ على «تحية» نصرالله بمثلها: مرحلة إيجابية جديدة

في فترة العامين ونصف العام الماضية، لم تخلُ بيانات فريق 14 آذار، بما فيها بيانات أمانته العامة، من الغمز من قناة قتال حزب الله في سوريا وما جرّته من «ويلات» على لبنان… إلى أن وقع التفجيران الانتحاريان الأخيران في برج البراجنة.

فجأة، لم تعد هذه المسألة مدرجة في بيانات الإدانة والاستنكار، وذلك غداة المبادرة التي أطلقها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قبل التفجيرين، وتلقّفها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بإيجابية بعدهما. ويبدو أن الإيجابية في التعاطي مع المبادرة الداعية إلى تسوية شاملة انسحبت على مختلف مكوّنات هذا الفريق، بصقوره وحمائمه ومختلف أحزابه وتياراته.

هذه زبدة ما خلص إليه الاجتماع التنسيقي الذي عُقد في بيت الوسط، ليل أول من أمس، وحضره الرئيس فؤاد السنيورة وقياديّون في المستقبل ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل والوزيران بطرس حرب وميشال فرعون ونائب رئيس القوات اللبنانية النائب جورج عدوان والنائب مروان حمادة ومنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد وشخصيات حزبية وسياسية مستقلّة.

مصادر المجتمعين أكّدت لـ «الأخبار» أن البحث تركّز على كلام السيد نصرالله «الجدّي» والذي «أثار تساؤلات عن أسبابه، وما إذا كان حزب الله يتوقّع تطورات ما في سوريا يريد استباقها بتسوية وطنية شاملة». فبالنسبة إلى المجتمعين «كلام السيد نصرالله ليس مناورة، وهو واضح لا لبس فيه، ويعني دخول البلد مرحلة جديدة تعيد إنتاج السلطة، وعلى 14 آذار أن تتلقفه بإيجابية وانتظار ما يُمكن أن يتأتى عنه». المصادر أشارت إلى أن الإيجابية الصادرة عن الحزب لم تنحصر في الكلام الذي أطلقه السيد نصرالله، لافتة إلى أن المجتمعين أثنوا على كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، علماً أنه «الشخصية الأكثر استفزازاً لنا»، لناحية إشارته إلى أن «التسوية الداخلية قائمة على تنازلات من الأطراف اللبنانية». وهذا ما فُسِّر على أنه استعداد من الحزب «للتنازل في بعض الملفات الداخلية».

وبناءً على ذلك، قرر المجتمعون أن تخصص الأيام المقبلة لـ «ترجمة قرار فريق 14 آذار التعاطي إيجابياً مع مبادرة نصرالله والبحث في كيفية مواكبتها»، وذلك عبر تصريحات وبيانات تُفسح المجال أمام مزيد من الأجواء الإيجابية.

يبدو أن حزب الله نجح في جرّ خصومه الذين لم يتوقّفوا يوماً عن اتهام الحزب «بالانقلاب على وعوده» إلى حيث يريد. ببساطة، لم يعد قتاله في سوريا هو الهدف الذي يضعه فريق 14 آذار نصب عينيه، بعدما بات هذا القتال من ضمن معادلات إقليمية ودولية يدرك الجميع أنها أكبر منهم. التسوية التي تحدّث عنها السيد نصرالله تبدو، اليوم، همّ هذا الفريق الطامح إلى حجز مقعد لنفسه في قطارها.

المستقبل: لاستثمار كلام السيد

الى ذلك، وصفت كتلة المستقبل مواقف نصرالله بأنها «جيدة ولها وقع إيجابي، خصوصاً لجهة التزامه بسقف اتفاق الطائف، بعيداً عن فكرة المؤتمر التأسيسي، والذهاب إلى حل سياسي انطلاقاً من المدخل الحقيقي المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية». ورأت الكتلة، عقب اجتماعها الأسبوعي أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، أن «كلام السيد نصرالله يجب أن يستثمر في المكان المناسب للاستفادة منه، في الموضوع الأساس، انتخابات رئاسة الجمهورية التي يعتبر التوافق فيها وعليها المدخل الأساس لتحصين لبنان وحمايته وزيادة مناعته في مواجهة الاخطار المحيطة والمحدقة به». ورأت أن «ذلك يجب أن يترافق مع خطوات عملية لبناء الثقة من خلال إزالة أسباب التشنج والتوتير التي تسهم فيها تصرفات البعض ومقارباتهم».