إتصالات مكثّفة لعودة مجلس الوزراء إلى الإنعقاد بدءاً من الأسبوع المقبل
14 آذار: لماذا لا يحاور «حزب الله» جعجع إذا كان يريد الحوار بين «المستقبل» وعون؟
هل تحتضن السراي اجتماعاً قريباً لمجلس الوزراء؟..
تتكثف الاتصالات السياسية بين مختلف الأطراف الممثلة بالحكومة، سعيا لعقد جلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل، بعد أن قرر رئيس المجلس تمام سلام عدم عقد جلسة هذا الأسبوع، وذلك بسبب غياب أي أمل لتهدئة الأوضاع أو أي أفق للبحث في شؤون الناس الحياتية.
وفي هذا الاطار، تلفت مصادر متابعة لـ «اللواء» الى ان الاسبوع المقبل لا بد أن تكون فيه جلسة للحكومة، اذ أن التأجيل مجددا خطير للغاية، فالكثير من المشاريع الممولة خارجيا بحاجة الى بتها وإلا سيخسرها لبنان، فضلا عن وجود وزارات بحاجة الى سلف خزينة مثل وزارة الصحة التي تطالب باضافة موازنتها السنوية كي تتمكن من تغطية نفقات أدوية مرضى السرطان بعد نفاد المال المخصص لهذا الأمر.
وترى المصادر، أن موقف الرئيس سلام بعدم انعقاد جلسة اليوم، يأتي ليضع «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» الداعم له ولتحركاته، أمام مسؤولياتهما، وذلك على الرغم من أن أطرافا تشير الى أن العقدة الرئيسية تتمثل بالخلاف الحاصل بين العونيين وتيار المستقبل، وهو ما ترى فيه مصادر في «المستقبل»، انه مجافي للحقيقة، وتلفت الى أن لا علاقة للتيار الأزرق بما يجري من تعطيل، فالقرارات التي اتخذت من دون رضى التيار العوني داخل الحكومة وخارجها، أتت بموافقة من جميع حلفاء النائب ميشال عون مثل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي وعدد من القيادات العسكرية، وبالتالي فان مشكلة عون مع حلفائه وليس مع خصومه.
كما ترفض مصادر «المستقبل» القبول بشرط الحوار مع عون حتى ينتظم عمل المؤسسات، لافتة الى أن باب الحوار بالنسبة للمستقبل مفتوح أمام الجميع، فهو يحاور حتى «حزب الله»، انما ما يجري هو جر النزاع في البلاد الى مكان آخر لاراحة الحزب، فهذا الأمر لا ينطلي على أحد ويأتي بمثابة تنفيذ لرغبة أمين عام حزب الله حسن نصرالله المتمثلة بنقل الصراع السياسي بين الحزب والمستقبل الى صراع سني – مسيحي.
وتعتبر مصادر وزارية في فريق 14 آذار ان حزب الله يحاول حرف النظر عن مكمن المشكلة الحقيقية داخل فريق 8 آذار لا سيما بين الرئيس نبيه بري وعون، علما ان الحال ليس افضل بين عون ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، وتصويرها على انها بين تياري «المستقبل» والوطني الحر بحيث ان اتفاقهما من شأنه ان ينضج الحل لجميع الازمات، فيما المدخل الطبيعي والوحيد للتسوية السياسية يكمن في توحد قوى 8 اذار بجميع مكوناتها خلف مرشح واحد سواء العماد عون او غيره وتأمين النصاب لجلسة الانتخابات الرئاسية، كما هي حال فريق 14 اذار الذي يصطف خلف مرشحه المعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ويؤيد موقفه لجهة استعداده للانسحاب من اجل مرشح توافقي خلافا لفريق 8 آذار الذي لا يبادر الى اي خطوة عملية في اتجاه الحل ويكتفي بالوعظ والارشادات والنصائح.
ودعت المصادر، في السياق، حزب الله الى «التنازل عن عرشه» وفتح حوار مع جعجع تماما كما يدعو هو «المستقبل» الى فتح حوار مع عون، خصوصا بعدما فتحت قنوات التواصل على مصراعيها بين القوات والتيار الحر وأنتجت «اعلان النيات»، وأكدت أن لب المشكلة معروف ورمي المسؤوليات على فريق 14 آذار، خصوصا في الملف الرئاسي، مجرد هروب الى الامام ولعبة «صبيانية» لم تعد تنطلي على اي مواطن لبناني بعد 27 جلسة رئاسية غاب عنها نواب حزب الله والتيار.