قبل ثمانية وثلاثين عاماً، أخضع السوريون لبنان لوصايتهم بمباركة من وزير الخارجية الأميركي السيئ السمعة هنري كيسنجر.
في تلك الفترة كان حافظ الأسد قائد سوريا الذي لا يرحم.
الهدف كان كسر ظهر اليسار اللبناني الذي يقوده كمال جنبلاط والسيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.
اغتيل كمال جنبلاط في 16 آذار 1977.
في هذه الذكرى من كل عام، نضع وردة حمراء على ضريحه علّنا نجد شفاءً لحزننا الذي لا ينتهي.
اليوم هي الذكرى الثامنة والثلاثون لاستشهاده.
لقد صمد عرفات حتى العام 1982 حين أُجبر على مغادرة بيروت المحاصرة من الجيش الاسرائيلي بقيادة آرييل شارون.
ولاحقاً في العام 2004، تم تسميم عرفات داخل مقره في رام الله التي حاصرها شارون مجدداً.
لقد دافع كمال جنبلاط عن لبنان حرّاً ورفض عرضاً من الأسد للدخول في فيدرالية.
قال كمال جنبلاط للأسد: «لن أدخل السجن السوري الكبير«.
لقد ناضل عرفات من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي والتحرّر من هيمنة الأنظمة العربية.
بالنسبة للأسد ليس هناك فلسطين.
فلسطين هي جنوب سوريا.
بالنسبة لشارون ليس هناك فلسطين.
مفارقة غريبة هي كيف أن فلسطين غير موجودة في أيديولوجية البعث كما الصهيونية.
اليوم هي الذكرى الخامسة لثورة الشعب السوري.
الثورة من أجل الحرية والكرامة.
واليوم، وزير خارجية أميركي آخر يدلي بتصريح مشين إضافي.
يقول «علينا التحدّث إلى بشار، نجل حافظ«.
ومثل سلفه، ليست هناك حرية لسوريا ولبنان، وغني عن القول بالنسبة لفلسطين.
أراد كمال جنبلاط لبناناً حراً، وأراد عرفات فلسطين حرة، والشعب السوري يريد سوريا حرة.
اليوم حزين، يوم حزين جداً.
كل ورود العالم لن تكفي لمسح حزن السوريين.