في اليوم العشرين لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده قررت سحب جميع قواتها في لبنان إلى منطقة البقاع ومن ثم إلى منطقة الحدود المشتركة في خطة سيتم إنجازها خلال اجتماع المجلس الأعلى اللبناني – السوري الذي تقرر عقده يوم الاثنين 7 آذار. وحذّر الأسد اللبنانيين من أن ثمة 17 أيار جديداً يلوح في الأفق ودعاهم الى إسقاطه كما أسقطوا ذلك الاتفاق في العام 1983.
وتزامناً، علقت وزارة الخارجية الفرنسية بالقول: «إننا نتوقع أن يسحب قواته وأجهزته بالكامل من لبنان وبأسرع وقت«. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن إعلان سوريا سحب قواتها من لبنان تدريجياً لا يكفي. كما رحبت الخارجية الروسية بالتدابير التي اتخذها الأسد لسحب القوات السورية من لبنان. رحّب الاتحاد الأوروبي بشكل حذر بإعلان الأسد، وصرحت متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي بأن الإعلان عن انسحاب تدريجي سوري من لبنان يعتبر في حد ذاته تطوراً إيجابياً.
وزير خارجية الاردن هاني الملقي اعتبر أن مطالبة العالم لسوريا بسحب قواتها من لبنان «ليس شرطاً تستطيع المساومة فيه«. وأكّد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن الخطوة السورية سيتبعها الانسحاب الكامل خارج الأراضي اللبنانية.
أما مستشار المرشد الأعلى لإيران آية الله خامنئي علي أكبر ولايتي فقد أعلن ان «مشروع الخروج السوري من لبنان مؤامرة تستهدف كسر حلقة المقاومة التي شلّت اسرائيل«.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «أعتقد بأن هذا يطلق عملية إيجابية نحو تنفيذ اتفاق الطائف من ناحية والحفاظ على الإطار العام للعلاقة السورية – اللبنانية«.
رئيس «اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط رفض إمكان أن يذهب اللبنانيون إلى توقيع 17 أيار جديد، مؤكداً أنه سيقف ضد هكذا اتفاق تماماً كما وقف في العام 1983. وكان جنبلاط في زيارة الى الرياض وسبقتها زيارة أقرب الى السرية للكويت، ناقلاً موقف المعارضة.
ولاحظ العماد ميشال عون أن الرئيس الأسد لم يتكلم عن أجهزة المخابرات، لافتاً إلى أن لبنان لن يذهب إلى اتفاق 17 أيار جديد إنما سوريا تحضّر نفسها لذلك، مشيراً إلى أن سوريا دائماً «تلعب على المهل والوقت«.
وبعد نحو ساعتين على انتهاء خطاب الأسد، جابت مسيرات سيّارة طرق بيروت ومناطق لبنانية أخرى دعماً لسوريا ورئيسها رافعةً شعارات منددة برموز المعارضة ولا سيما بالنائب وليد جنبلاط والعماد ميشال عون.
وسارع الأمين العام لـ«حزب الله« السيد حسن نصرالله الى الدعوة الى لقاء طارئ للرؤساء والأمناء العامين للأحزاب اللبنانية بهدف تحديد برنامج التحرك في المرحلة المقبلة الذي سوف يذيعه نصرالله في مؤتمر صحافي. في حين كشف وزير البيئة في الحكومة المستقيلة وئام وهاب ان الموالاة ستتظاهر، لافتاً الى أن «الشارع ليس للمعارضة«.
وقاد الوزير عاصم قانصوه نحو مائة شخص تظاهروا نحو مركز المخابرات السورية في «البوريفاج« وقال: «نحن لا نسمح لهؤلاء العملاء ان يكونوا في المقدمة، وسوف نكسّر رؤوسهم شاءوا أم أبوا، ونحن لن نسمح بخروج الجيش السوري إلا بكرامته«. وكان النائب ناصر قنديل هو الآخر على رأس مسيرة أخرى.