IMLebanon

6 آذار 2005

 

أعلنت المعارضة في 6 آذار تمسّكها باستكمال «انتفاضة الاستقلال» سلمياً وديموقراطياً، لتحقيق أمرين سبق وأكّدت عليهما: برمجة الانسحاب السوري الكامل إلى ما وراء الحدود من جهة واستقالة المسؤولين عن الأجهزة الأمنية من جهة ثانية، بما في ذلك تفكيك الجهاز الأمني اللبناني – السوري المشترك وكشف الحقيقة.

الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله دعا إلى اجتماع لرؤساء «الأحزاب والقوى اللبنانية»، انتهى منه إلى خطوة عملية تتمثل بتنظيم مسيرة حاشدة بعد ظهر الثلاثاء (8 آذار) في ساحة رياض الصلح أمام مقر «الإسكوا»، رفضاً للقرار 1559 وللتدخل الأجنبي، ودعماً للمقاومة وشكراً لسوريا على إنجازاتها في لبنان. وأشاد نصرالله بخطاب الأسد الذي رأى فيه «خطاباً تأسيسياً لمرحلة جديدة في لبنان وفي العلاقات اللبنانية ـ السورية»، وأشار إلى أن «كفّة الإنجازات السورية في لبنان ترجح على كفة الأخطاء».

وانضم رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الدعوة لمسيرة الثلاثاء 8 آذار، فدعا «شابات وشبان حركة أمل إلى المشاركة واعتماد الشعارات التي أعلنت: لا للتدخل الأجنبي، نعم للأخوة والتعاون والتنسيق مع سوريا، نعم لحماية المقاومة ونعم لكشف الحقيقة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري».

في حين حدّد رئيس الجمهورية إميل لحود مواعيد الاستشارات النيابية يوم الأربعاء 9 آذار، أي بعد اعتصامي الاثنين (للمعارضة) والثلاثاء (للأحزاب).

البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير أكّد أن الانسحاب السوري من لبنان يجب أن يكون «وفقاً للطائف وللقرار 1559». وأعلن أن «الأولوية بالنسبة إلى لبنان هي استقلاله وسيادته وحريته»، ودعا صفير إلى «أن نكون رجالاً في هذا الظرف العصيب فنتقي الله في الأبرياء من الشعب الكادح غير اللبناني ونسهر على الوحدة الوطنية».

واعتبر قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن «قرار إعادة انتشار القوات السورية لن يغيّر في عمق العلاقة بين الجيشين الشقيقين»، لافتاً إلى أن «العلاقة ترتبط بأهداف واحدة ومواجهة عدو مشترك هو إسرائيل». وإذ أشاد بـ«الدعم السوري للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي»، أكد أن «دعم المقاومة هو إحدى الركائز التي بنيت عليها عقيدة الجيش وهي المهمة الأساسية».

وتبنّت المنظمات الشبابية دعوة لجنة المتابعة للمعارضة ومؤسسات الحريري التربوية إلى التجمع ظهر غد الاثنين 7 آذار في ساحة الحرية. ودعت اللجنة إلى التوقف عن العمل وإقفال المؤسسات التعليمية ودعت «جميع المشاركين في الاعتصام إلى الالتزام برفع الأعلام اللبنانية دون غيرها، والشعارات الموحدة وغير الاستفزازية أو العنصرية، بما يؤكد سلمية الاعتصام ورقي المشاركين فيه، كما أثبتوا منذ انطلاقة انتفاضة الاستقلال».

عربياً، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا ينبغي مقارنته بالرئيس العراقي السابق صدام حسين فهو يريد التعاون وتطبيق المطالب الدولية. ولدى سؤاله عمن يقف وراء قتل الرئيس الحريري قال الأسد: «السؤال الأكثر أهمية هو: من المستفيد من ذلك؟» وتابع: «كرئيس، لا أستطيع أن أحدّد هذا البلد أو ذاك. لكن من كان الأكثر معاناة بسببه؟ سوريا. سوريا كانت الخاسر الأكبر. اللبنانيون، بالطبع، خسروا.. لكن خسارة سوريا كانت أكبر».

دولياً، أعلنت الولايات المتحدة أنها وحلفاءها لن يقفوا موقف المتفرج فيما الرئيس السوري يتخذ «أنصاف خطوات» في لبنان، متعهدة تصعيد الضغط من أجل انسحاب كامل وفوري من لبنان ومن ضمن ذلك فرض عقوبات أميركية والتشاور حول عقوبات دولية. 

باريس طالبت دمشق بوضع جدول زمني للانسحاب الذي أعلنه الأسد واعتباره خطوة أولى بانتظار اتضاح الجدول الزمني للانسحاب ومداه.