IMLebanon

8 آذار تنصح الحريري بالاطلاع على ملف العلاقات بين والده وحزب الله !!

بات السقف السياسي الذي سيحكم بمسار الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» ، مرسوما بحدوده وبنتائجه وبتداعياته على الساحة السياسية بحسب اوساط في 8 آذار، في وقت لاحت مؤشرات لدى الطرفين بالالتزام في سياسة «النأي بالنفس» عن ملفات خلافية ومعقدة ، لا يمكن لاي طرف، ان يخضعها للتنازل على طاولة حوار لا يُعوّل عليها ان تعطي النتائج الباهرة التي تُخرج اللبنانيين من الازمات التي يتخبط بها البلد، من دون تدخل الراعي او «الصديق» او «الحليف» الاقليمي لهذا الطرف اوذاك.

ووسط تخبط قوى معسكري الثامن من آذار والرابع عشر من اذار ، في الملفات السياسية والامنية التي تتصاعد سخونتها ، في ظل فراغ رئاسي وارباك حكومي وتمديد نيابي، فان المستجدات الامنية تضيف الاوساط الجارية على جبهة جرود عرسال، المتمثلة بالاستهدافات التي تنفذها القوى الارهابية والتكفيرية ، والتي حصدت المزيد من الشهداء والجرحى في صفوف الجيش، فرضت نفسها على المشهد السياسي العام ، بالتزامن مع الحوار المرتقب بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، الذي بدت المراهنة على نتائجه السياسية عقيمة، في ظل شبه توافق بين الطرفين على ابعاد الملفات الخلافية الكبرى ، كملف سلاح المقاومة ومشاركة «حزب الله» في القتال في سوريا، وحتى الملف الرئاسي ، تتوقع اوساط سياسية متابعة ، ان يخضع لنقاش الطرفين ، من باب «التداول».

وتضيف الاوساط ، في المشهد العام بدا «تيار المستقبل» ،بعد حملة تسويقية لما سُمي «مبادرة» الرئيس سعد الحريري الحوارية، ، انه الاحرص على عقد الحوار لتنفيس الاحتقان، وان «حزب الله» «محشور» في هذا الحوار، فيما العكس هو الصحيح ، بعد ان كرر الحريري وعلى مدى سنوات، انه لن يقبل باي حوار مع «حزب الله» قبل انسحاب مقاتليه من سوريا، لافتة الى ان الحوار الذي سيقوم بين الطرفين فرضته التطورات والمستجدات الاقليمية ، وان رغبة سعودية وايرانية وبمساع من جهات دولية ، هي التي فرضت الحوار المرتقب، من دون ان ننسى «مايسترو» ادارة الازمات السياسية في لبنان رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وتشير الاوساط الى ان «البكّير» التي اطلقها الرئيس الحريري ، في رده على سؤال ، عما اذا كان سيجتمع مع امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لم يكن الحريري موفقا بها، لان تتويج الحوار الذي سينتهي باحراز «انجازات» ولو وهمية ، ولو كانت في ملفات سياسية سهلة المنال للطرفين ، سيكون بلقاء نصرالله ـ الحريري ، والا ، فمهما كان الحوار ناجحا ، من دون الصورة التي ستجمع الرجلين والتي سيشاهدها الجمهورين الشيعي والسني ، فانه لن يعطي الصدى المطلوب في الشارع اللبناني ، وبخاصة في الشارع الاسلامي ، السني ـ الشيعي ، سيما وان الطرفين يُجمعان على ان اهمية الحوار ربما تتمحور حول ازالة الاحتقان المذهبي في البلد، وليس الوصول الى توافق في ملفات خلافية باتت مستعصية ، وتمتد تداعياتها ومفاعيلها الى خارج حدود البلد.

وتنصح الاوساط ، الحريري ان يطّلع على ملف العلاقات بين «حزب الله» ووالده ، وهي علاقات اتسمت بكثير من المرونة والتفهم وطغت عليها سياسية تفكيك الالغام السياسية التي كانت قائمة في البلد ، وتسأل الاوساط، في اي ملف اصطدم الحريري ـ الاب مع «حزب الله» ؟، وهل كان يمكن للرئيس رفيق الحريري ان يضع البلاد عند حافة الانفجار الكبير ، كما فعل الرئيس فؤاد السنيورة وبمباركة من الرئيس الحريري ـ الابن ؟ وبتصفيق من حلفائه في قوى 14 آذار ، بما فيها الحزب التقدمي الاشتراكي الذين هم من هندسوا «الفرمانات « الحكومية ضد المقاومة ، حين اصدرت حكومة السنيورة في الخامس من ايار قرارات بازالة شبكة الاتصالات السلكية التابعة للمقاومة ، وان يتضمن بيان الحكومة اذلالا للمقاومة ولسيدها حسن نصرالله ، من خلال الطلب الى القوى الامنية ازالة الشبكة «غير الشرعية» وسوق من يقف وراءها لـ «ألعدالة»، وكانت العدالة ان ينتفض «حزب الله» في السابع من ايار ، ليرفع سلاحه دفاعا عن سلاح المقاومة، ومن بينها سلاح الاشارة المتمثل بالشبكة الهاتفية السلكية.

بالتأكيد لا ، تقول الاوساط التي تضيف.. ان تأزم الاوضاع السياسية ، وتشعب ملفاتها الصعبة ، جعل بعض القوى السياسية يقدم قراءات لا تنجسم مع الواقع اللبناني المركب ، بمعنى ، ان المراهنات على الخارج ، وهو خيار بنت هذه القوى سياسات استراتيجية للبنان ، يشكل رغبة قاتلة للراعي الاقليمي لهذه القوى ، وتشجيع من جهات دولية، لكن هذه الخيارات كانت تصطدم في كل مرة ، بواقع لا يمكن لاحد تجاوزه، وهو واقع يرتبط بصورة وثيقة بكل ما يجري في سوريا وفي المنطقة، سيما وان هجمات القوى الارهابية التي تخوضها «داعش» واخواتها ، تتصاعد في المنطقة ، وهي وصلت الى تخوم الحدود الشمالية للبنان، وتوقظ خلاياها النائمة لتفجير الاوضاع في الداخل اللبناني.