IMLebanon

«8 آذار» والرئاسة .. والتفاهم الوطني

يتساءل كثيرون عن طبيعة القراءة الحقيقية لدى قوى «8 آذار» للمشهد الرئاسي الراهن، وعن شخصية المرشح الرئاسي المفضل بين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية.

يرى قيادي بارز في «8 اذار» ان ترشيح الرئيس سعد الحريري لفرنجية «لم يكن جديا»، مشيرا الى ان منشأ الفكرة «محلي» ومؤيدوها كانوا في معسكري «8 و14 اذار»، لافتا النظر الى ان السفير الاميركي السابق دايفيد هيل اقتنع بالفكرة وسوق لها، في ظل عدم ممانعة فرنسية، واهتمام فاتيكاني بانتخاب رئيس «ولا مبالاة سعودية».

برأي القيادي «ان طريقة اخراج الحريري لترشيح فرنجية استفزت سمير جعجع، الذي ذهب باتجاه حلفائه في 14 اذار فوجد لدى قسم منهم امكانية للخروج من مبادرة انتخاب فرنجية، وحاول عبثا اقناع الحريري بالتخلي عن فرنجية، ولمح الى تفاهم ضمني مع العماد ميشال عون، لكن الحريري قابل هذا الامر باستخفاف».

مع ترشيح جعجع لعون، لا تبدو «8 اذار» محرجة، ويشير القيادي الى إمكانية اقناع فرنجية لاحقا بالسير بخيار عون، «وما حصل في معراب يعني في ما يعنيه انه لدينا في موضوع الرئاسة مرشح اسمه ميشال عون، وبالتالي اما ميشال عون رئيس او لا رئيس، الا اذا عمد الحريري ومعه النائب وليد جنبلاط الى اقامة مشهدية اضخم واوسع يعلنون خلالها رسميا تبني ترشيح فرنجية، حينها سنصبح امام مشهد اوسع واوضح باصطفافات مختلفة جذريا».

ويؤكد القيادي انه «ايا كانت الاثمان، لن نسمح بالذهاب الى اصطفافات ما قبل الطائف، مسيحية ـ إسلامية، ومن جهة ثانية نريد القول لتيار المستقبل انه نتيجة سياستك التهميشية للاطراف الاخرى في البلد دفعتم بفرقاء اساسيين الى اخذ خيارات كهذه». ويلفت النظر الى ان اول من التقط هذا الامر هو وليد جنبلاط الذي كان يحسب لهذه اللحظة يوم رفض حشر عون ودعا الى التجاوب مع مطالبه، وخصوصا في ما يتصل بالعميد شامل روكز.

انطلاقا من هذا الواقع، يضيف القيادي في «8 آذار»، رأى ميشال عون انه عاجز عن الحصول على اي شيء، متهما اخصامه بانهم «يريدون اكل البلد لوحدهم»، والترداد في مجالسه ان «حصة المسيحي تتآكل ويأخذها غيره». من هنا يمكن فهم عناد «الجنرال»، هو عنيد ولكن هناك ما يحفّزه اكثر على العناد، «علما انه على المستوى الشخصي يمكن بالكلمة الجميلة ان تأخذ منه اي شيء، فهو يشعرك انه ابن قرية ولديه شرف الكلمة واذا اعطيته وعدا لا يمكنك التراجع».

الى اين ستصل الامور؟

يرى القيادي ان سمير جعجع «وقف الآن على عتبة الزعامة المسيحية، وصار بامكانه مد يده والاستثمار». ويلفت النظر الى انه اذا احسن جعجع الاستثمار فإنه «سيقطف كثيرا، لانه بهذا التفاهم بينه وبين عون اصبح هو الثاني على الساحة المسيحية».

يخلص القيادي في قوى «8 اذار» الى الواقع الحالي، وهو يشير الى «اننا اصبحنا اليوم في وضع نحتاج الى توافق على تفصيل التفصيل، وهذا غير ممكن»، ويلفت النظر الى ان المخرج والحل المطلوب يتمثل في اعادة تركيب توافق استراتيجي في البلد «وان نسير بصيغة تطبيق الدستور كما هو وكما كنا في السابق، والا سنستمر في الخلاف على كل شي».

ويعبّر القيادي عن قناعة مفادها انه «في اسوأ الاحتمالات، اذا كان هناك مؤامرة فهذه المؤامرة لا تركب الا اذا كان لها مقدمات في الداخل اللبناني، واكبر مؤامرة يمكن اجهاضها اذا كان هناك تفاهم وطني، والرئاسة اولى بتفاهم وطني كهذا».