Site icon IMLebanon

8 آذار : زيارة علولا تلاقي زيارة ساترفيلد

 

لاقت زيارة الموفد السعودي نزار العلولا المكلف الملف اللبناني في السعودية إلى لبنان تنديداً واسعاً في الأوساط السياسية اللبنانية واعتبرت ذلك تدخلاً سعودياً في الشؤون الداخلية اللبنانية وبدا واضحاً من خلال هذه الزيارة الإهتمام السعودي العائد إلى لبنان بعد القرصنة التي مارستها الرياض من خلال إحتجاز رئيس الحكومة سعد الحريري وإلزامه بتقديم استقالته عن بُعد والتي شكلت انهياراً كبيراً في العلاقات بين لبنان والرياض حيث وضعت مصادر في 8 آذار هذا التدخل السعودي عشية الإنتخابات النيابية المقبلة برسم الذين يتشدقون كذباً ورياءً بشعارات الحرية والسيادة والدعوة إلى تحييد لبنان عن سياسة المحاور. فهذه الزيارة هي ملاقاة لاهتمام وزارة الخارجية الأميركية وسفارتها في لبنان وموفدها ساترفيلد الذي يقيم منذ أيام في لبنان لفرض إملاءات أميركا والرياض على حلفائهما السياسية في لبنان للإصطفاف في إطارٍ تحالفي لمواجهة حزب الله في هذه الإنتخابات.

ورأت الأوساط نفسها أن تأخير تيار المستقبل والقوات اللبنانية إعلان ترشيحاتهما وتحالفاتهما النهائية بانتظار نتائج زيارة الموفد السعودي من أجل إعادة تنظيم بعض التفاهمات والتحالفات، أضافت الأوساط هذا دليل على انصياع هؤلاء للإملاءات الأميركية والسعودية.

هذا السلوك لدى بعض القوى السياسية استفزت الرأي العام اللبناني الحر والذي سجل عبر العديد من المواقع الإلكترونية مواقف منددة بسلوك هذه القوى وأبدت استغرابها من بعض وسائل الإعلام التي تعاطت مع الزيارة وكأن ما يجري هوأمر طبيعي لا يستحق التوقف عنده، ومن مواقف بعض السياسيين الذين رحبوا بالزيارة وكأن ما قامت به السعودية من عملية اختطاف رئيس الحكومة هوأمر مبرر لدى هؤلاء الذين اعتادوا على اعتماد المعايير المزدوجة وفق القضايا القانونية والإستراتيجية.

هذه القوى التي تنتظر نتائج الزيارة لاتخاذ قرار الترشيحات والتحالفات كانت اليوم محط لانتقاد لاذع وكبير في أوساط أبناء البقاعين الغربي والأوسط حيث أتهموا هذه القوى بالإستهزاء بمناطقهم وكرامتهم ويتلعبون بالمرشحين المفترضين على لوائحهما كالدمى حيث وصل عدد الموعودين من هذه القوى باعتماد ترشيحاتهم إلى أعداد كبيرة منها على سبيل المثال هناك أكثر من ستة أسماء موعودين من القوات اللبنانية لترشيحهم على المقعد الأرثوذكسي في زحلة ويقابله على المقعد الكاثوليكي أكثر من ثلاثة أسماء، والحال نفسها مع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل حيث ترتفع صباحاً مجموعة أسماء وتنخفض مساءً حظوظ مجموعة أسماء أخرى،  لا بل ذهب تيار المستقبل والتيار الوطني الحر إلى أبعد من ذلك عندما دخلوا على العائلة السكافية لقسمتها بين ميريام سكاف وميشال سكاف الذاهب إلى السياسة و«الناس راجعة». هذا السلوك استفز فعاليات مدينة زحلة ومرجعياتها حيث راح الشارع الزحلاوي لمطالبة هؤلاء بالوقوف بوجه كل من تسوّل له نفسه بامتهان كرامة المدينة وأبنائها.

وتشير الأوساط أن الشارع الزحلي دعا العائلات الزحلية لعقد لقاءٍ سريع وموسع للإنتفاض بوجه هؤلاء ومنع استيلاد النواب المسيحيين من كنف الطوائف الأخرى والأحزاب القادمة من وراء الجبال حفاظاً على الوجدان المسيحي واختياره لممثليه.