IMLebanon

«8 آذار» تراهن على الميدان السوري لفرض عون

ماذا بعد ضياع الفرصة الذهبية لإنتخاب رئيس؟

«8 آذار» تراهن على الميدان السوري لفرض عون

لم يبدل توافق «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» على دعم النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية في المشهد الرئاسي، حيث جاءت وقائع جلسة الانتخاب الرئاسي الـ«35» أمس، والتي انضمت إلى سابقاتها، بأن لا نية حقيقية لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وبالتالي فإن دعم «القوات اللبنانية» ورئيسها سمير جعجع لعون لن يقدم أو يؤخر، طالما أن هناك من يرفض وجود رئيس للجمهورية في لبنان في الوقت الحاضر، بغض النظر عن وجود مرشحين للرئاسة ومن أبرزهم النائبان عون وسليمان فرنجية قطبا «8 آذار» اللذان دعمهما للرئاسة كل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، ما يؤكد برأي أوساط نيابية في قوى «14 آذار»، أن لا عون ولا فرنجية ولا غيرهما سيصل إلى قصر بعبدا، طالما أنه لم يفرج بعد عن الاستحقاق الرئاسي الذي لم يحن أوانه بعد، وبالتالي فإن المناخ الإقليمي لا يبدو مؤاتياً لإحراز أي تقدم على الصعيد الرئاسي في لبنان، في الوقت الذي يزداد الصراع في المنطقة تعقيداً مع التأزم المستمر في العلاقات الإيرانية السعودية، ما يدفع طهران إلى الإمساك أكثر فأكثر بالورقة الرئاسية، بعدما كشف «حزب الله» أنه غير مستعجل على إنجاز الاستحقاق الرئاسي إذا لم يؤت بمرشحه، وهذا بالتأكيد سيطيل عمر الأزمة ويُبقي الشغور قائماً، لأن هناك قسماً كبيراً من اللبنانيين لن يرضخوا لـ«حزب الله» ويماشوه في سياسته، ما سيجعل الأمور مفتوحة على شتى الاحتمالات، في ظل غياب أي مؤشر بإمكانية حصول تغيير في المشهد الرئاسي من شأنه أن يعجل في انتخاب الرئيس، طالما بقيت المواقف الإقليمية على حالها ولم تبدل إيران في موقفها المتصلّب من الملف الرئاسي، ما سيدفع «حزب الله» إلى تأمين نصاب جلسة الانتخاب لإنتخاب عون أو سواه.

وتشير المصادر إلى أن ما حصل الأمس، سيدفع بالتأكيد الرئيس الحريري إلى عدم إعلان ترشيح النائب فرنجية، لأنه يدرك أن ذلك لن يغير في واقع الأمر شيئاً ولن يدفع «حزب الله» إلى حضور جلسة الانتخاب، طالما أن الإيرانيين لا يريدون حل هذه المشكلة، لأنهم مصممون على استخدام الورقة الرئاسية اللبنانية على طاولة مفاوضاتهم مع الأميركيين والأوروبيين وحتى بعد توقيع الاتفاق النووي، إضافة إلى أن التطورات الميدانية في سوريا والتي مالت إلى كفة النظام، تجعلهم يتريثون في اتخاذ أي موقف من الموضوع اللبناني، باعتبار أن عامل الوقت يلعب لمصلحتهم وبإمكانهم إذا ما استمر الوضع في سوريا لصالحهم، أن يوصلوا مرشحهم إلى الرئاسة في لبنان، وهذا ما يجعل مسار الأمور إلى جانبهم، ولا غضاضة عندهم إذا استمر الشغور الرئاسي أشهراً عدة، بعدما كشف «حزب الله» لحلفائه أنه ليس مستعجلاً، لأن الأمور ستصب في النهاية في مصلحته.

ولذلك وانطلاقاً مما تقدّم، فإن الشغور الرئاسي إذا استمر الوضع على ما هو عليه مرشح لدخول عامه الثالث، بالتوازي مع تسهيل الفريق المعطل لانتخابات الرئاسة عمل الحكومة واستعداده لإزالة شروطه التي كان يضعها لتنشيط الأداء الحكومي، وهذا يدل برأي المصادر على أن هذا الفريق يعرف تماماً أن لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور، ولذا فإنه يحاول إعادة إنعاش الحكومة التي له مصلحة في بقائها، بانتظار تهيئة المناخات التي تسمح له بأن يضع يده على البلد ويوصل إلى الرئاسة الرئيس الذي يريد.