8 آذار تنعى «الحوار الوطني» …
تحذير دبلوماسي: لبنان على ابواب خضّة أمنية
لا توحي المؤشرات الواردة من دوائر القرار في لبنان والخارج بالاطمئنان..يبشر الجميع بأيام سوداء ستهز الاستقرار النسبي الموجود حاليا ولكن دون ان تدمره …محور القصة هو « ليّ ذراع « النظام السياسي لأخذ لبنان وداعميه الى طاولة التسويات العالمية …
على هذا الاساس، يتباهى بعض الدبلوماسيين الفاعلين بقرب احداث انقلاب جذري في لبنان هو «اقل من ربيع عربي واكثر من ثورات متنقلة» …يبشر هؤلاء بسيناريو تسليم دفة القيادة السياسية اللبنانية الى المؤسسة العسكرية .. طبعا ، استمرار الدق على وتر تغيير هيكلية النظام لا يأتي من فراغ …ثمة جهات لبنانية بدأت جديا بوضع خطط وترتيبات لتوظيف «الحراك المشبوه» من اجل زعزعة الامن دون ان يكون لها بالمناسبة اي ارتباط بالجهات الدولية التي تحركه.
لا توفر هذه الجهات الفاعلة الفرصة لتؤكد بان لبنان دخل في اتون الازمة السورية ، لم يعد هناك من غطاء دولي او داخلي يحمي الاستقرار الامني الا ذلك الذي يستطيع ان يوفره حوار «حزب الله- المستقبل»… طبعا ، لا يخرج هذا الكلام عن سياق الدخول الروسي العسكري المباشر على خط الميدان السوري وما سيترتب عليه من اثمان للضغط على موسكو وحلفائها اينما وجدوا.
من غير المستبعد وفقا لمعلومات من جهات مختلفة ، ان يشهد لبنان خضة امنية تتمثل باستدراج الجهات الامنية او بعض الاحزاب السياسية الى مواجهة مباشرة مع المحتجين في الشارع…ثمة معلومات اخرى تشير بوضوح الى ادخال اللاجئين السوريين في «المعمعة» وافتعال «ضجة كبيرة « تؤدي الى دخول الامم المتحدة مباشرة على هذا الخط لفرض خيارين على لبنان احلاهما مر فاما توطين اللاجئين واما تثبيتهم في مخيمات تحت رعاية منظمات دولية محددة…
لربما من الاستخفاف بمكان، تبسيط الوضع اللبناني وربط الحل بحوارات وتسويات كبرى ما زالت بعيدة ، واغفال حقيقة عدم امكانية اي طرف عزلنا عن تداعيات ما قبل التسوية في ضوء وجود قوة «لبنانية-اقليمية» متمثلة بحزب الله استطاعت تغيير المعادلة في سوريا وافشال مخططات « الاميركي واتباعه».
اذا ، لا تتمحور مسالة حل الازمة السياسية القائمة حول بعض اللقاءات الموسعة للاقطاب اللبنانيين على حد تعبير سياسي بارز في 8 آذار ، ولو نظرنا الى المسالة من زاوية معاكسة لوجدنا بانه لا داعي لتوسيع الحوار طالما ان مفتاح الحل والربط في كل المواضيع المتأزمة موجود عند «تيار المستقبل – حزب الله» بما يمثلان خارجيا ، وبالتالي فان اي توافق» ايراني –سعودي» لا يحتاج الا الى منبر هذا الحوار الثنائي لتعميمه على الباقين او اقناعهم به…
من هنا، لا يتردد هذا السياسي في نعي «الحوار الوطني» الذي سيواجه الفشل عاجلا او آجلا .. ويضيف ، من غير المستبعد ان يبدا الافرقاء في الانسحاب تدريجيا ، او على ابعد تقدير افراغ الحوار من مضمونه وتحويله الى لقاءات بين قيادات الصف الثاني او ما يمكن تسميته طاولة « اللجان الحوارية المشتركة « على غرار «اللجان النيابية المشتركة»!…