الجبهة المشتعلة حول القانون الجديد للانتخابات ستتمدد نيرانها لتبلغ كل المؤسسات اذا لم يجر اقرار القانون الذي اتفق عليه في افطار بعبدا، هذا الاسبوع الذي ينهي فيه ولاية مجلس النواب التي تجددت لمرتين، ورأت اوساط في 8 آذار ان استحضار الهواجس في اللحظات الاخيرة، وممارسة الضغوط عبر خلف اجتراح الاقتراحات التي لا تبدد الهواجس المفتعلة، ولن تلوي ذراع رئيس مجلس النواب نبيه بري الحريص على هواجس كل اللبنانيين من منطلق وطني لا طائفي ولا مذهبي.
وتضيف الاوساط ان حزب الله شديد الحرص على حلفائه وفي طليعتهم التيار الوطني الحر، والشواهد على ذلك عديدة، لكن هذا لا يعني مخالفة التيار بما يطرحه من تعديلات دستورية واقتراحات لا تشمل كل المكونات اللبنانية، ويرى الحزب ان التعديلات الدستورية التي يطرحها البعض تفتح الباب مشرعاً امام تعديلات يراها اللبنانيون ملحة، ضرورية، وفقاً للواقع الديموغرافي والمتغيرات الجذرية التي راكمتها السنوات الماضية، لذلك ترك حزب الله موضوع التفاوض بملف القانون الانتخابي الجديد وغيره من الملفات الداخلية للرئيس بري، واعزاً لجمهوره بمناصرة الرئيس بري ظالما كان او مظلوماً.
واملت الاوساط السياسية في ان يتم اقرار القانون الجديد، قبل ان يأخذ النواب انفسهم مبادرة لعدم وقوع الفراغ في السلطة التشريعية التي حذر منها حزب الله من بدايات البحث عن قانون جديد.
هذا الاحتدام على جبهة قانون الانتخاب الجديد، قابله، نجاح لعملية تفاوض بدأها حزب الله منذ اشهر مع بعض الجماعات السورية المسلحة في جرود عرسال، اثمرت عودة مسلحين سوريين من عرسال الى عسال الورد السورية في القلمون الغربي، وقامت وحدات من الجيش اللبناني بمواكبة هؤلاء خلال انتقالهم على متن 30 سيارة مدنية الى آخر مركز تابع للجيش على الحدود اللبنانية – السورية، حيث تابعوا انتقالهم من هناك الى بلدتهم عسال الورد، واشارت المعلومات الى ان حزب الله نسق عملية الاجلاء الاولى ل_300 سوري مسلح وعائلاتهم من «سرايا اهل الشام» من منطقة وادي الرعيان الجردية في بلدة عرسال اللبناني الى رأس المعرة السورية في ريف مدينة يبرود. والمسلحون الـ300 هم جزء من قرابة 800 مسلح موجودين في المنطقة يعمل الحزب عبر مفاوضات لاخراجهم من المنطقة ما يجنب عرسال اي مواجهات عسكرية تحدث عن قربها الاعلام، لكن نجاح المفاوضات التي يقودها حزب الله والتي تعثرت مراراً بسبب تبدل قيادات المسلحين وتعنت بعضهم الاخر، كان يؤدي الى نتائج ايجابية.
ولفتت الاوساط السياسية الى ان تقهقر الارهاب التكفيري تحت ضربات الجيش السوري وحلفائه، والحشد الشعبي العراقي وانقسام داعمي وممولي الارهاب في المنطقة، قد يساهم في نجاح المفاوضات الجارية لاخراج المسلحين التكفيريين من عرسال وجرودها، ولتسريعها، في ظل غياب الشروط التي تضمنتها بيانات للمسلحين وزعت على بعض وسائل الاعلام. كما ستساهم المؤسسات السورية ولجان المصالحة التي احتضنت اهالي عسال الورد العائدين وقدمت لهم الوسائل الضرورية للعودة، في تسريع وتيرة عودة نازحي القلمون الى قراهم وبلداتهم.