Site icon IMLebanon

فريق 8 آذار يتدارك تداعيات ترشيح فرنجيه ومؤيدو المبادرة لم يرفعوا راية الاستسلام بعد

معلومات عن لقاء سيعقد قريبا بين نصرالله وفرنجيه (ربما يكون عُقد) ليكون استكمالا للقاء الرابية ولوضع النقاط على الحروف ولإبلاغ فرنجيه ملاحظات الحزب.

أما وقد تلقت مبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية والمشروع السياسي المتكامل المبني عليها وعلى خباياها ضربة كبرى موجعة جعلته يؤول الى التجميد او على الاقل كبح جماح الاندفاعة القوية لهذه المبادرة وانخفاض منسوب وهجها وزخمها بدرجة كبيرة، فان السؤال الذي غزا كل الاوساط المعنية داخلا وخارجا هو: ماذا بعد وعلى اي رهانات يمكن الاعتماد؟ واستطرادا اي خطوات يمكن مؤيدي المبادرة ومعارضيها السير بها قدما؟

الواضح ان ثمة توجهين سيطغيان على ما عداهما في الفترة المقبلة:

الاول شرع به فريق 8 آذار وعنوانه العريض احتواء الموقف والتداعيات واعادة عجلة الامور الى مربعها الاول مع ما يستبطنه ذلك من رغبة عارمة في انقاذ مرشح المبادرة للرئاسة الاولى النائب سليمان فرنجيه من المآل الذي بلغه منذ نحو ثلاثة اسابيع في اعقاب رفض هذا المكون التعاطي ايجابا مع مسألة ترشيحه لملء الشغور الرئاسي، وهو رفض القى بثقله على المشهد السياسي وهدد بخلط الاوراق والمعادلات والاصطفافات السياسية المألوفة منذ عقد من الزمن.

وفي هذا السياق تدرج اوساط قوى 8 آذار اللقاء الذي شهدته الرابية الاربعاء الماضي بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون والمرشح الرئاسي النائب فرنجيه. وعلى رغم حرص الطرفين على احاطة اللقاء بستار من الكتمان في اطار تهدئة التوتر، فان ثمة معلومات تؤكد الوقائع الآتية:

– ان اللقاء نجح في كسر الجليد الذي تكوّن اخيرا بين القطبين، وان بقي كل منهما مقيما على رؤيته ووجهة نظره.

– كان العماد عون حريصا على الاستماع الى وجهة نظر ضيفه خصوصا لجهة الاسباب والدوافع التي شجعته على سلوك هذا المسلك الوعر من دون التنسيق معه، فيما بدا زعيم “التيار البرتقالي” على درجة من القسوة وهو يعدد مآخذه على تفرد حليفه في اتخاذ قرار على هذا المستوى من المصيرية والاهمية، والذي هو في جوهره تحلل من جانب واحد من تعهد اعلنه فرنجيه سابقا مرارا ويقضي بان مرشح الخط المنضوي تحته هو العماد عون ما دام الجنرال ماضيا في هذا الترشيح.

– من اهمية اللقاء في تقدير اوساط “حزب الله” و”التيار البرتقالي” انه كرس امكان مد جسور التواصل بين القطبين على نحو يمكن العبور عليها في المرحلة المقبلة مع ما يعني ذلك من دحض لمقولة ان العلاقة بين الرابية وبنشعي تندفع نحو قطيعة حتمية.

واهمية اخرى تسجل لهذا اللقاء تتمثل في ان طلب فرنجيه موعد الزيارة واستقبال عون له هما بالاصل تجسيد جلي لرغبة الطرفين في ابقاء جسر التواصل بينهما قائماً على رغم ما اعترى العلاقة بينهما من فتور وتوتر احيانا في الاونة الاخيرة.

وعلى جبهة الطرف الاساسي في فريق 8 آذار، اي “حزب الله”، انطلقت بصمت وبشكل مبكر رحلة العمل الجاد لاحتواء تداعيات حدث المبادرة الباريسية تحت عنوان اساسي هو المحافظة على الحليف القديم الذي لا يرقى الشك الى وطنيته وعروبته بصرف النظر عن عمله المتسرع وذلك من خلال الآتي:

– الاعتصام بالصبر الى اقصى الحدود حتى لا يفسر اي كلام يأتي من مصادر الحزب او على لسان رموزه تفسيرات خاطئة او غير دقيقة، فأغفلت خطب قيادات الحزب اي ذكر للحدث طوال اكثر من عشرة ايام.

– امتد صمت الحزب طويلا رغم ان فرنجيه لم يطلع حلفاءه في بيروت ودمشق مسبقا على حقيقة الامر ومن دون اخذ مشورتهم خلافا لروايات راجت سابقا، وجل ما فعله زعيم “المردة” هو انه ابلغ حلفاءه نتائج اللقاء مع الحريري عبر موفدين ورسل.

ومع ذلك فان اوساط تيار”المردة” افصحت عن استيائها من كلام ساقه محللون يدافعون عادة عن وجهة نظر “حزب الله” واعتبر مسّا بفرنجيه وتحيّزا ضده.

– ان الحزب بقي على تواصل مع عون بغية امرين: الاول للتأكيد انه ماض قدما في موقفه المعلن والمعروف من مسألة الانتخابات الرئاسية، والثاني ضرورة الحفاظ على الحليف فرنجيه والحيلولة دون جنوح الامور نحو خلاف مفتوح يفضي الى تفجير البيت الداخلي لـ 8 آذار. وعليه كان الحزب مرتاحا جدا للقاء الرابية الاخير واعتبره ممرا اجباريا ولازما لضبط الموقف واسقاط رهان المراهنين على تداعي بيت 8 آذار وانفراط عقده الذي ظل متماسكا طوال عشرة اعوام.

وفي السياق نفسه سرت في الساعات الماضية معلومات عن لقاء سيعقد قريبا بين الامين العام لـ” حزب الله” السيد حسن نصرالله وبين النائب فرنجيه (ربما يكون عقد) ليكون استكمالا للقاء الرابية من جهة ولوضع النقاط على الحروف من جهة ثانية، ولابلاغ فرنجيه وجها لوجه ملاحظات الحزب على رحلته المتفردة والتي قادته الى العاصمة الفرنسية وقادت المشهد السياسي في البلاد عموما نحو آفاق مجهولة لكنها مشحونة بالاحتمالات.

الثاني تجلى في رد فعل الرئيس الحريري والمتحلقين حول مبادرته الرئاسية على حملة الاعتراض والمعارضة على المبادرة. وفي هذا الاطار سرت معلومات جوهرها ان الرئيس الحريري ومن شاركوه في وضع مبادرته موضع التنفيذ لم يبلغوا اطلاقا مرحلة اليأس رغم الضربة الموجعة التي تلقاها مشروعهم المشترك، وهم وان كانوا في مرحلة فرملة اندفاعتهم الاولى الا انهم يعيدون البحث عن سبل اعادة تزخيم حراكهم واندفاعتهم بعد الاعياد مباشرة منطلقين من اعتبارات ثلاثة يرونها عوامل مساعدة وهي:

– ان موضوع الرئاسة الاولى وبعد المبادرة، وضع على سكة جديدة ولم يعد بالامكان اعادة الامور الى الوراء، فما بعد المبادرة غير ما قبلها تماما.

– ان المبادرة لقيت دعما واحتضانا داخليا وخارجيا.

– ان الطرف المعارض للمبادرة بات محرجا،فهو عارض ومانع ولكنه لا يملك البديل المقبول.

وعليه سيستأنف هذا الفريق اندفاعته من حيث انتهت الامور.