واضح هو كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بما يتعلق بالتطورات اليمنية والعربية، تحدث بشفافية ووضوح وقدّم النصح لمن يعنيهم الامر، وتحديدا المملكة العربية السعودية، من ان الخيار العسكري مع الشعب اليمني المظلوم، لن يؤدي الى نتيجة.
مصادر في 8 آذار اكدت ان كلام السيد نصرالله بهذا الوضوح عن السعودية يؤكد ان التطورات في المنطقة ما عادت تحتمل التورية والتلطي وراء الاصبع في مثل هذه الظروف، وكون ما يجري في حقيقته سيكون انهاكاً لقدرات المملكة قبل اي طرف آخر، وفي النهاية هو توريط لهذه الدولة العربية مع شعب مظلوم وفقير ومتروك منذ عشرات السنين.
فعلها هذا الشعب اليمني خلال الحروب الستة التي خاضها علي عبد الله صالح ضده وضمنها تدخلاً مباشراً من المملكة التي حصلت بينها وبين الحوثيين مواجهات ادت الى دخول انصار الله الى عشرات القرى السعودية ولم تخرج منها الا باتفاق مع المملكة السعودية.
واشارت المصادر الى ان الحوار بين السعودية وانصار الله، هو السبيل الافضل، لأن الخاسر الاكبر هو شعب المملكة السعودية وجيشها وشعبها العربي الاصيل، عدا عن الخسائر المالية والاقتصادية الضخمة التي سوف تحصل، وبدأت تحصل في الواقع المالي السعودي. في حين ان القدرة السعودية متاحة للتشجيع على الحوار كونها تعلم انها لن تستطيع ان تنهي انصار الله الذين هم الجزء الاكبر من الشعب اليمني ان على الصعيد الديني او الطائفي، اضافة الى التحالفات اليمنية معها على مختلف الاصعدة الاجتماعية.
وقد قدم السيد نصرالله أمثلة واضحة وصريحة وواقعية، عن قدرة الجيوش في مواجهة الشعوب فكيف بشعب خبر القتال، كالشعب اليمني وتحديدا مع القوات السعودية، وان عرض العضلات لأي سبب كان ما هو الا عرض على حركة وشعب يملك قدرة المواجهة، في حين ان الارتدادت السلبية الاكبر سترتد على المملكة وليس على اليمن الذي هو بالاصل بلد سمته العامة الفقر والاسباب معروفة.
ان الردّ الذي سجله الرئيس سعد الحريري على كلام السيد نصرالله، تضيف المصادر هو الكراهية بعينها لأنه لو كان فاعلا في الوسط الرسمي والعائلي السعودي لكان سارع الى النصيحة من ان الفشل في السياسة السعودية الخارجية منها بالتحديد وادارة الملفات لا مثيل له، وقد تحدث الامين العام لحزب الله بوضوح حول هذا الفشل من لبنان الى سوريا والعراق ومصر وتونس وليبيا والعلاقات مع قطر وسلطنة عمان و.. و.. هذا كله ليس عن طريق الصدفة، بل نتيجة رؤى شخصانية وليست سياسية تنسجم مع الواقع العربي.
والدليل الجديد ان العرب اليوم والامس مجتمعين في شرم الشيخ، فيما اوروبا واميركا وروسيا في جنيف يناقشون مع الجمهورية الاسلامية الايرانية اللمسات الاخيرة على التفاهم حول الملف النووي، فيما لاحظ الجميع كيف تراجعت لهجة اوروبا بما فيها باريس حيال الملف النووي الايراني.
وبرأي المصادر انه يجب الحضور العربي في الساحة، لذلك قال السيد نصرالله ان ايران تقدمت في الملفات العربية بسبب تراجع الدور العربي وتحديدا في القضية الفلسطينية، وفي المستقبل سوف يجري اختبار قوات الردع العربية، عندما تتعرض فلسطين «السنية» الى حرب جديدة من الكيان الاسرائيلي، فهل ستتحرك هذه القوة لحماية الشعب الفلسطيني، هنا مربط خيل اي عمل عربي مشترك، وليس اليمن.
اما حسابات البعض في لبنان وغير لبنان من ان ما تقوده السعودية ضد الشعب اليمن اليوم، يمكن ان نراه في لبنان، ضدّ حزب الله مثلاً.
يجيب المراقبون بأبتسامة : « ان الاسرائيلي كان الاشطر، في هذا الصدد وان حسابات الحقل مع لبنان يجب ان تكون عقلانية ومن يريد ان يجرب من هؤلاء او حلفائهم فليجرب، اذ يبدو ان هؤلاء لم يروا الدروس مع اسرائيل؟؟ عرض العضلات يمكن ان ينفع هنا او هناك، لكن هذه « البروباغندا» لا تنفع مع من يملك خبرة تقطيع اظافر الاكبر من هؤلاء، اي المعلم الاساسي.
اما بخصوص ما سيرد من ردود لبنانية، تؤكد المصادر ان السيد نصرالله تحدث بوضوح ان اول من انبرى للترحيب « بالخطيئة السعودية» هو الرئيس سعد الحريري، وبالتالي كل فريق له الحق بعرض وجهة نظره ورأيه ومواقفه مما يجري من عدوان على الشعب اليمني الطيب. الاهم ان يدرك الجميع ان يبقى الكلام في اطار الخلاف السياسي بعيدا عن التوتيرات وهز الاستقرار لأن لا مصلحة لأحد اللعب بالساحة الداخلية رحمة بشعب لبنان الذي ما كاد يرتاح من التوتير حتى يُصاب بنكسة؟؟