التظاهر قد يفسح المجال أمام التكفيريين
«8 آذار» تؤيّد «خصخصة» الحوار
ما الذي كان سيتناوله زعيم «تيار المستقبل» النائب سعد الحريري لولا نيته المسبقة في الرد على الخطاب الأخير للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله؟
سؤال يطرحه قيادي في قوى «8 آذار»، في معرض تعليقه على على الخطاب الرمضاني للحريري أمس الأول.
«من الواضح ان المشكلة الأساس بالنسبة الى الحريري هي حزب الله، وهي مشكلة تبدو انعكاسا للكباش الإيراني – السعودي، وما سيتمخض عن المفاوضات النووية الإيرانية – الأميركية»، يقول القيادي. «من هنا، كان رد الحريري على نصر الله، ومحاولة تحييد النائب ميشال عون، عن نار الخطاب».
وبينما أراد الحريري اعادة تصويب بندقية المواجهة السياسية باتجاه «حزب الله»، وخاصة دوره السوري، يبدو انه حاول النأي بنفسه عن مشكلة «سنية ـ مارونية» لكي يظهر ان عون هو من يستنفرها لصالحه اليوم. لكن الحريري، في المقابل، وان كان بدا وكأنه لم يستبعد عون من خيار الرئاسة، الا انه لم يوفر أي ضمانة للأخير على هذا الصعيد، خاصة «وانه قد اعطى وعودا في الماضي لم يتم الوفاء بها»، والحريري، بحديثه المتجدد عن ضرورة التوافق على الرئيس، يبدو كمن استبعد المساعي الرئاسية لعون.. نهائيا.
أما التصويب على «حزب الله»، فيشير القيادي في «8 آذار» الى ان هذا الهجوم ليس الأول ولن يكون الأخير، وهو لا يعبر عن وجدان غالبية الشارع السني وروحه الوطنية، وهو العريق في توجهه نحو المقاومة. لكنه في هجومه هذا، بدا الحريري متمسكا بخشبة الخلاص بوجه بعض شارعه، المتفلت من عقاله، والذي ينحو أكثر فأكثر نحو التطرف.
كما ان الحريري، وهو المستهدف لدور الحزب في سوريا، يدرك ان امن لبنان من امن سوريا، وان الحزب، بدفاعه عن الامن السوري، هو يدافع عن سيادة لبنان، مثلما فعل بوجه إسرائيل. علما، والكلام للقيادي، ان الصراع الذي دخل فيه الحزب بوجه الجماعات التكفيرية المسلحة، في سوريا ولبنان، تعجز عن خوضه الجيوش الكلاسيكية، ومن بينها الجيش اللبناني. وهنا تبرز أهمية وضرورة معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، في الحرب ضد التكفيريين، كما في الحرب بوجه إسرائيل.
ويستغرب القيادي استمرار الهجوم المستقبلي الحاد على «حزب الله»، برغم جلسات الحوار المتتالية بين «تيار المستقبل» والحزب. وبينما يمارس التيار سياسة تطمينية للحزب في جلسات الحوار، يباشر هجومه على الحزب فور مغادرة تلك الجلسات. علما، يقول القيادي، انه لا غنى عن هذا الحوار، لما له من افادة في تنفيس الاحتقان المذهبي في الشارع، الذي يبدو بعضه اليوم بعيدا عما تمارسه قيادات التيار والحزب في جلسات الحوار. كما ان القيادي يدعو الى توسيع الحوار و «خصخصته» ليشمل حوارا سنيا ـ سنيا وآخر مسيحيا ـ مسيحيا لا يستبعد أيا من الافرقاء الاساسيين على ضفاف المعادلة اللبنانية.
على ان القيادي في قوى «8 آذار» يشدد على وحدة تلك القوى في وجه الاستحقاقات القائمة، ووقوفها وراء المطالب التي يرفعها العماد ميشال عون.. بمعظمها.
وبينما لا يجد عون تأييدا داخل تلك القوى في طرحه للفدرالية، الا انه يبدو محقا بالنسبة الى تلك القوى في مطالبه الأخرى، وهو يعثر على تأييد شامل في مسعاه الرئاسي، كما في رغبته في وصول العميد شامل روكز الى قيادة الجيش. كما ان تلك القوى تؤيد خطة عون في تحديد آلية مجلس الوزراء، «الذي تذهب اليه السلطة مجتمعا».
لكن تلك القوى ليست موحدة في أسلوب عون باللجوء الى الشارع. ويقول القيادي: نحن نتهيب قصة الشارع لأن من شأنه استدعاء شوارع مقابلة، كما انه، وهو الأهم، يفسح المجال لبروز قوى مناهضة للمجتمع كالتكفيريين الذين من الممكن ان تنطلق خلاياهم النائمة لكي تعبث بالساحة.