Site icon IMLebanon

المرج وغزّة وكامد اللوز : تنافس سياسي بلباس عائلي

يتحرّك المشهد الانتخابي في البلدات السنّية في البقاع الغربي على أكثر من إيقاع، خصوصاً بعد المصالحة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب «الإتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وعمل كلّ القوى السياسية على تحاشي المعارك الانتخابية والأخذ بخيار التوافق، والتسليم باعتبار الانتخابات البلدية والاختيارية شأناً أهلياً محلّياً وإطلاق يد العائلات في تمرير هذا الاستحقاق.

يتفاوت إيقاع المشهد الانتخابي على رغم كلّ محاولات التوافق، ويمكن القول إنّ لكلّ معركة في أيّ بلدة ترجمة خاصة على الأرض، وتشكّل بلدات المرج (نحو 6194 ناخباً) وغزّة (نحو 5000 ناخب) وكامد اللوز (نحو 6500 ناخب) النماذج التي ستذهب إليها الانتخابات البلدية والاختيارية في القرى والبلدات السنّية في البقاع الغربي.

في المرج، تشير التوقّعات إلى حصول معركة انتخابية، حيث تتنافس 3 لوائح، الأولى برئاسة الرئيس الحالي للبلدية ناظم صالح، والثانية برئاسة منور الجراح والثالثة برئاسة كمال حرب، واللافت في هذه اللوائح هو غياب الانقسامات السياسية وطغيان الانقسام العائلي، لأنّ رؤساءَها ينتمون إلى ما يعرف بالعائلات الأكثر عدداً في البلدة، وهي الجرّاح وصالح والشموري ودرويش وزعرور وحرب.

لم تنسحب مصالحة الحريري- مراد، توافقاً في المرج، ومع غياب اللون الحزبي لهذه اللوائح، إلّا أنّ الثقل السياسي هو لتيّار «المستقبل» وحزب «الاتّحاد» اللذين يتوزّعان على اللوائح.

يقول النائب جمال الجرّاح لـ«الجمهورية»: «في المرج، سَعينا إلى رعاية التوافق بين العائلات، لكن لم ننجح في هذا المسعى، والآن هناك 3 لوائح متنافسة، وتيارنا موجود في هذه اللوائح الثلاث، ولن نمليَ على محازبينا الاقتراع لهذه الجهة أو تلك، فالقرار هو بإعطاء الحرّية للعائلات لاختيار ممثليها المحلّيين في المجلس البلدي».

وبخلاف بلدة المرج، يبدو أنّ المصالحة بين الحريري ومراد، عكسَت نفسها على العملية الانتخابية في غزة بلدة الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وأنتجَت توافقاً يفضي إلى انتخاب الرئيس الحالي محمد المجذوب المحسوب على تيار «المستقبل» لولاية جديدة.

عائلتا مراد والمجذوب، تشكّلان عنوان الانقسام الحزبي والأهلي في غزّة، ولو أنّهما لا تختصران كلّ الانقسامات السياسية والعائلية في البلدة. وعلى مدار الاستحقاقات الماضية كانت غزّة تشهد معارك انتخابية طاحنة، لكنّها في الانتخابات الحالية قد تكون أمام فرصة أو سابقة غريبة عليها في حال بلغَت مساعي التوافق نهاياتها السعيدة.

ويؤكّد المجذوب لـ«الجمهورية»: «حتى الآن، توافقنا مع الوزير مراد، فقد قرّرنا معه إنهاء الخلافات السابقة ودفن الأحقاد القديمة، وهناك صدق نوايا مع مراد لإنجاح التوافق وقد وصَلنا لنتائج إيجابية».

ومع ذلك، لا يمكن الحديث عن توافق كامل في غزّة، إذ يشير المجذوب إلى «مشكلة في تشكيلة الأعضاء»، ويبدي خشيته من «ظهور ترشيحات جديدة تعتبر نفسَها متضرّرة من التوافق، خصوصاً أنّ باب الترشيحات لم يقفَل بعد».

على بُعد بضع كيلومترات من غزّة، تخيّم على بلدة كامد اللوز الأجواء التوافقية، والسبب الحاسم في إبعاد كأس المعركة الانتخابية هو السيطرة السياسية شبه الكاملة لتيار «المستقبل» على البلدة، وغياب التعدّد الحزبي، ممّا جعلَ عملية التوافق سهلة.

التوافق في كامد اللوز كان كاملاً، وقادته عائلات البلدة (البيريني والغندور والحسنية) بدعم من مرجعيتها السياسية، وكانت حصيلته الاتفاق، المداورة في رئاسة البلدية بين أحمد صالح ساطي ومحمد عجاج الغندور لمدة 3 سنوات، وكذلك المداورة في نيابة الرئاسة للمدّة ذاتها، بين محمد أحمد حمود وبسام مرعي طه.

إلى ذلك، كان هناك توافق على انتخاب كلّ مِن: ناصر واكد وجهاد واكد ونضال فارس وخالد فارس وحسين طه وجميل الملط وعلي الملط وأمين علي وسعيد بكري وبديع عنقة وصالح الكردي أعضاءً في المجلس البلدي المزمع انتخابه.

ويشدّد المرشّح التوافقي لرئاسة بلدية كامد اللوز محمد عجاج الغندور عبر «الجمهورية» على أنّ «التوافق الانتخابي في بلدته كان شاملاً وغيرَ منقوص، وتمَّ بموجبه البتّ بكلّ الأمور المتعلقة بتشكيل المجلس البلدي الجديد، بما في ذلك تقاسُم الولاية الرئاسية ونيابة الرئاسة».

ويؤكّد أنّ «التوافق هو توافق عائلي حصَل بعيداً عن المؤثرات السياسية وكان استجابةً لرغبات أبناء البلدة وفعاليّاتها».