هل ُتحضّر الخطوة على نار هادئة بدءاً من التمديد للمجلس وبقاء حكومة دياب..؟!
بات الوضع المتدهور في لبنان والانهيارات التي تتوالى كل يوم، حججّاً ايجابية للتمديد في المؤسسات الدستورية، فإلى جانب الكواليس التي بدأت تتسلّل الى العلن عن تمديد لمجلس النواب، وعن بقاء حكومة تصريف الاعمال الى اجل طويل، ظهرت الخفايا بدورها مع حديث متلفز ادلى به عضو تكتل «لبنان القوي» ماريو عون، عن التمديد للرئيس ميشال عون، قائلا:«بالنتيجة أكثر من نصف الشعب يريد هذا التمديد، والرئيس ورث أزمات الماضي، وبصراحة إن عدم التمديد له يشكل ظلماً بحقه وبحق قسم من الشعب اللبناني، ولن ندع هذا العهد يسقط».
وكان هذا الموضوع قد فُتح منذ اكثر من سنة، من خلال نواب آخرين في التيار الوطني الحر، بالتزامن مع ذكرى انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، ملوّحين بأنّ التمديد ونظراً للظروف الصعبة التي يمّر بها لبنان، لا بدّ ان يطال مجلس النواب كما موقع الرئاسة الاولى، خصوصاً انّ فترة انتهاء ولاية المجلس في ايار 2022 تسبق بأشهر موعد انتهاء ولاية الرئيس.
مصدر سياسي مطلّع عايش فترات التمديد المتكررة ، يشير عبر «الديار» الى انّ التمديد في لبنان غير مستغرب، والمرحلة الحالية الصعبة حجة مقنعة للتمديد في معظم المؤسسات الدستورية، وهذا ما شهدناه قبل العام 2005، وتحديداً في شهر تشرين الاول من العام 1995 حيث رافق التمديد الرئيس الراحل الياس الهراوي 3 سنوات بعد انتهاء ولايته، على أثر إقرار المجلس النيابي قانون التعديل الدستوري بالتمديد له بأكترية 110 اصوات، ومن ثم للرئيس اميل لحود ايضاً لفترة 3 سنوات وذلك في تشرين الاول من العام 2004، لافتاً الى ان الرئيس ميشال عون يحتاج في هذا الاطار الى 81 صوتاً ، بعد إستقالة 8 نواب من المجلس النيابي، بحيث اصبح العدد 120 نائباً، وفي الدورة الثانية يحتاج الى النصف زائد واحد من عدد النواب.
ورأى المصدر انّ الخبايا تشير الى بدء العمل والسعي لتحقيق ذلك التمديد على ما يبدو، كما ان النائب ماريو عون لم يعلن ذلك الكلام من عدم بل من معطيات تتجه نحو الترويج لهذه الخطوة، وهي ليست بعيدة عن الواقع طالما نحن في قلب الازمات والانهيارات، كما انّ الفراغ الرئاسي ليس الحل في هذه الظروف الخطرة والصعبة، بل هو فوضى عارمة، والافضل ان يكون هنالك رئيس في بعبدا بدل الفراغ في المركز الاول، خصوصاً بعد إطلاق التأويلات والتحليلات من قبل البعض بأنّ الرئيس عون هو آخر رئيس للجمهورية في لبنان، فهذا الكلام مرفوض وعلى هؤلاء التزام الصمت والخجل حيال هذا الموضوع.
إشارة الى انّ مواقع التواصل الاجتماعي، إنقسمت بين مؤيد ومعارض لتصريح النائب ماريو عون، بحيث رفض البعض هذه الدعوة مستغربين كيف ان التيار الوطني الحر وهو تيار رئيس الجمهورية، لم يقبل بالتمديد لرؤساء سابقين خصوصاً الرئيس ميشال سليمان، متسائلين كيف لم يعد التيار المذكور متمسّكاً اليوم بالدستور ومنطق المؤسسات وبرغبة اكثرية اللبنانيين؟ وطالبوا بضرورة انتخاب رئيس تغيّيري ينقذ لبنان، لان عهد عون أثبت فشله على أكثر من صعيد كما قالوا، وأدخل لبنان في انهيار شمل كافة القطاعات.
وعلى خط المناصرين لرئيس الجمهورية، اُطلق هاشتاغ «نعم للتمديد» جرى تداوله على مواقع التواصل، مع عناوين عديدة منها «نعم للرئيس القوي والنظيف الذي يحتاجه لبنان في كل الاوقات»، آملين التمديد له كي يقضي على الفاسدين والسارقين والمنافقين الذين خربوا البلد، مع الاصرار على محاسبتهم بكل الوسائل.