IMLebanon

ماريو لولب التمديد

 

ما صدر عن النائب الدكتور ماريو عون في برنامج “آخر الكلام” لجهة التمديد للرئيس ميشال عون لم يكن مجرّد موقف إنفعالي، بل ثمرة تخمّر عجين الفكرة في مطبخ “التيار” منذ أكثر من عامين. ففي كانون الأول من العام 2018 “فضفض” الدكتور عون لصحيفة “الشرق الأوسط” من مكنونات قلبه وروحه بقوله: “نحن نطمح إلى تعديل دستوري يسمح للتجديد للرئيس عون عند انتهاء ولايته الرئاسية بعد 4 سنوات، وفي مرحلة لاحقة يطمح فريقنا السياسي إلى الاستمرار في الحكم عبر رئيسه، أو أي شخصية يختارها فريقنا، لذلك لن نجاري الآخرين في خياراتهم”، طموح مشروع له صداه عند شرائح واسعة من الشعب اللبناني.

 

وحاول العضو الفعّال (إعلامياً) إلباس كلامه عن التمديد لبوس الموقف الشخصي، غير المسند إلى معطيات، مؤكداً لموقع الـ”MTV” أنّ “عدم التمديد للرئيس عون هو ظلم بحقّه وبحق قسم من الشعب اللبناني”، مضيفاً: “على كل حال، واصلين عليه…” أي التمديد. نوصل بالسلامة دكتورنا.

 

في السياق عينه وأذنه، يسجّل للرئيس عون قوله غداة اللقاء النيابي في بعبدا في أيار 2020 إنه لا يفكر بتاتاً “بالتمديد او التجديد، وإنّ أيّاً من هذين الخيارين ليس وارداً لدي”. ومثل هذا الكلام قاله الرئيس الياس الهراوي وكان من ثوابت العماد البحار إميل لحود، لكن من يستطيع الوقوف في وجه الغالبية البرلمانية والحكومية والسياسية والشعبية، إذا رفعت أيديها وركعت وتوسلت أن يقبل الرئيس التمديد. إذاك سيستجيب صاغراً ويجدد الإقامة في القصر الجمهوري حتى نهاية السنة 2028 ميلادية، وإن غادره لا سمح الله لسبب من الأسباب، فسيترك في قاعاته وجنباته شيئاً من قلبه وروحه ودموعه وأحلامه.

 

لا شك، أن الدكتور ماريو، يدرك بالحس والإستدلال والحدس السياسي وحاسة الشم الإستثنائية لديه والتحليل الموضوعي، أن الغالبية العظمى من اللبنانيين ستتمسك بعد سنتين ببقاء عون في بعبدا لانعدام وجود مرشّح ماروني من قماشته.

 

وما لا يعرفه الدكتور ماريو، أن الرئيس بشارة الخوري، أول من مدّد، وكانت معه أكثرية موالية، “فلّ” بثورة ولم يهنأ بولايته الثانية. وكيف له أن يعرف وكان عمره في العام 1952، سنة واحدة، وكان في السابعة من العمر عندما راودت فكرة التمديد الرئيس كميل شمعون فلم يدرسها كما يجب ولا استخلص عِبراً. ولاحقاً انشغل إبن الدامور ولم يقرأ سطراً خارج إطار اختصاصه: الغدد الصماء و”الطريق الآخر”.

 

في أي حال، إن تحقق حلم ماريو عون، لولب التمديد، ببقاء العماد عون في قصر بعبدا لولاية ثانية، فمن المتوقع أن يغادر فخامته السلطة في الرابعة والتسعين ونكون “نهنهنا” يا حكيم.