Site icon IMLebanon

لغم طرح «هوكشتاين» : إقتسام «قانا» بين لبنان و«اسرائيل» واشنطن ترى في «شراكة الحقول خطوة مطلوبة نحو التطبيع»

 

 

الى داخل الدوامة نفسها يعود اللبنانيون، او يُعادون اليها قسراً في كل مرة. فالى صفوف الانتظار الطويلة امام محطات البنزين، وما هو متوقع على صعيد ازمة الطحين، لتكتمل النقب بالزعرور مع المعلومات المتداولة عن تعليق العمل بالاتفاق مع مصر والاردن فيما خص الكهرباء، ارتباطا بما ألمح اليه اكثر من مرة المفاوض الاميركي اموس هوكشتاين، الذي يبدو ان زيارته الى لبنان، والتي كانت متوقعة منتصف هذا الشهر لن تحصل بعدما تعقدت الامور وعادت الى نقطة الصفر، مع اعلان حزب الله موقفه الأخير في الملف.

 

تنطلق المقاربة اللبنانية، من منطلق دولي – اقليمي، يقوم من ان الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، تجعل من مصلحة الولايات المتحدة الإسراع في التوصّل إلى حل نهائي في موضوع ترسيم الحدود، وكذلك «إسرائيل» التي هي بحاجة أكثر اليوم إلى هذا الحل، فالوقت قد لا يكون لصالحها، لذلك تفضّل إنهاء الموضوع في أسرع وقت، لذلك على بيروت ان توحد رؤيتها وتعرف كيف تستغل العجلة التي تحتاجها «إسرائيل»، فتكون شروط لبنان أفضل، ويستطيع بالتالي الحصول على الحدّ الأقصى ضمن هذه المعطيات القائمة حالياً. اما داخليا، فان رئيس الجمهورية يرغب بانهاء عهده وقد دخل لبنان فعليا نادي الدول النفطية وقد وُضع «القطار على السكة».

 

لذلك، ونتيجة للبلبلة والتعقيدات التي طرأت على الملف، كان اقتراح انشاء لجنة لتوحيد الموقف اللبناني من التفاوض، انطلقت عرجاء من البداية مع امتناع الثنائي الشيعي عن المشاركة فيها، وهو احد ابرز المعنيين، اذ ترى عين التينة انه سبق وتمّ اقرار اتفاق اطار يرعى كل تلك العملية. مقاطعة قد تقود الى مراوحة في الملف، رغم تأكيدات وزارية بان تواصلا سيجري مع حزب الله الغائب عن الطاولة، مرجحة ان تطول مسألة دراسة الملف .

 

لا شك بحسب اوساط مطلعة على مجريات الاحداث، من وجود خلاف بين بعبدا والحارة، او اقله افتراق في وجهات النظر، حول اكثر من ملف، حيث يرى الحزب ان اخطرها في ملف الترسيم الذي يعتبر من الاوراق الاستراتيجية بالنسبة لمحور المقاومة، لذلك كان «توضيح» رئيس كتلة الوفاء للمقاومة العالي النبرة، والذي لم تسكت رئاسة الجمهورية ازاءه، فكانت «تغريدة الرد» التي فرملت الحملة، فخطوة الحاج محمد رعد اثارت ردودا ابعد من المطلوب، وادت الى مزيد من الاندفاع الرسمي في الملف، وهو ما اعتبرته بعبدا وفقا للتغريدة الرئاسية من حقوق رئيس الجمهورية.

 

وترى المصادر ان حزب الله الذي فوّض موضوع ترسيم الحدود للدولة، فوجئ بالاخبار المتواترة التي كانت تصل حارة حريك حول دخول المفاوض باب المساومات والصفقات، مع تشعب الملف، ما اثار الريبة لدى قيادة حزب الله، واضطرتها الى توجيه تحذير على لسان النائب رعد، علما ان اوساطا حكومية تؤكد ان شيئا لم يتغير، اذ ان الوسيط الاميركي كان يزور عين التينة دوريا، ويُطلعها على مضمون مباحثاته اللبنانية و «الاسرائيلية».

 

في المقابل، تؤكد اوساط الحزب ان كلام النائب رعد لم يكن موجها باي شكل من الاشكال ضد رئيس الجمهورية الذي يحظى بالدعم المطلوب، والذي عبّر عنه السيد حسن نصرالله اكثر من مرة من ضمن مسلمات الحزب من الصراع مع «اسرائيل»، بتركه أمر المفاوضات وملف الترسيم بكامله للدولة اللبنانية، مشيرة الى ان موقف الحارة موجه الى «تل ابيب» وواشنطن، في ظل محاولات التذاكي والتلاعب للاستيلاء على حقوق لبنان في ثرواته، بدليل ما يقدمونه راهنا من خطوط متعرجة بأساليب ملتوية وضغوطات تمارس تحت عناوين وملفات سياسية وحياتية مختلفة، داعية الى تفعيل الثلاثية الذهبية جيش وشعب ومقاومة، لما يمكن ان تقدمه من قيمة اضافية للوفد المفاوض ولجهة فرض معادلات جديدة على العدو الذي بات يحسب الف حساب قبل التعدي على لبنان .

 

ولكن ما الذي استجد واستدعى كل هذه الازمة؟ تشير مصادر ديبلوماسية في بيروت، بان هوكشتاين عرض على لبنان ما هو اكثر من خط هوف، والذي عبّر عنه «الجنرال» بالخط المتعرج، الا ان النقطة – اللغم في الطرح، والتي اثارت الريبة، اصراره على اقتطاع حصة من حقل قانا لصالح «اسرائيل»، اي العودة الى مسألة الحقول المشتركة، آملا بان يقود ذلك الى التطبيع ، مشيرة الى ان ذلك لن يكون عقدة اساسية، اذ يمكن للبنان ضمن شروط معينة ان يحصل على قانا كاملا في حال النجاح بانجاز تسوية بين قبرص والولايات المتحدة و «اسرائيل»، لا تزال المفاوضات في شأنها في بداياتها.

 

عليه هل يعود المفاوض الاميركي ، الذي كان سمع اجواء ايجابية في بيروت وعلى ضوئها حصل على مواقف «اسرائيلية» محددة؟ ام ان الامر دخل دهاليز اللجان ومقاربها؟ وماذا بعد تعثر مسألة استجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية التي كان سبق لهوكشتاين ان ألمح اليهما في احاديثه خلال زيارته الاخيرة الى لبنان؟ويبقى السؤال الابرز، لمن وجّه حزب الله رسالته، الى الداخل ولراعي عملية التفاوض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون؟ ام الى الاطراف الثلاثة لبنان و «اسرائيل» والولايات المتحدة الاميركية؟