IMLebanon

تصميم أميركي على إنجاح «الترسيم» .. وتحذير أوروبي من تداعيات الشغور

 

 

 

عادت الأجواء الإيجابية، لتظلل حركة المشاورات على خط ملف الترسيم البحري، غداة الاتصال الذي أجراه الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين برئيس الجمهورية ميشال عون، في وقت يتوقع أن يتسلم لبنان الصيغة النهائية لاتفاق الترسيم خلال الساعات القليلة المقبلة عبر هوكشتاين، وفي وقت لا تزال الاتصالات مستمرة بين الأخير ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، وسط ترجيحات بموافقة لبنان بصورة مبدئية على العرض الأميركي الجديد.

 

وعكس كلام الرئيس عون أمام زواره، أمس، تفاؤلاً بإمكانية السير بهذا الملف إلى خواتيمه السعيدة، في حين كشفت مصادر متابعة لهذا الملف أن «الأميركيين مصممون على إنجاح الترسيم، بما يضمن مصالح جميع الأطراف، وبالتالي فإن الأجواء مشجعة ولا زالت الأمور تحت السيطرة، وهناك مؤشرات لحصول تقدم ستظهر نتائجه في الأيام المقبلة، بانتظار الرد الأميركي المتوقع في غضون ساعات».

وأشارت المعلومات، إلى أن جميع الأطراف تتفادى التصعيد الذي لن يكون في مصلحة أي طرف. ولذلك فإن لا خيار أمامها إلا توفير المناخات الملائمة للوصول إلى النتيجة المرتجاة، في ظل دعم أميركي وأوروبي، لا يرى بديلاً من التوصل إلى توافق يكون مقبولاً من كل الفرقاء.

ومع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون آخر الشهر، وفي حين لم يتضح مسار الملف الحكومي بعد، كانت لافتة مواقف البطريرك بشارة الراعي الذي رفع السقف عالياً، بتأكيده على «أننا لا نريد رئيس تسويات. وأن لبنان لم يعد يتحمل أنصاف الرؤساء وأنصاف الحكومات وأنصاف الحلول». وهو موقف يحمل الكثير من الدلالات على أن البطريركية المارونية لا يمكن أن تقبل بأن يكون الشغور هو الخيار الحتمي، بالنظر إلى مخاطره الجسيمة على البلد، في وقت استمر حراك السفير السعودي وليد بخاري اللافت على القيادات السنية والوطنية، وهو حراك يندرج في إطار حرص المملكة على توحيد المكوّن الإسلامي السنّي، عشية الاستحقاقات الدستورية التي ينتظرها لبنان، وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة، وفي ظل اهتمام السعودية بوصول رئيس عروبي يعيد العلاقات بين لبنان والدول العربية إلى سابق عهدها، ويهمها أن يكون لسنّة لبنان دور أساسي في انتخاب هذا الرئيس، إلى جانب المكونات اللبنانية الأخرى».

وفي سياق الحركة الدبلوماسية تجاه لبنان، يتوقع تزور بيروت هذا الأسبوع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، حاملة معها رسالة دعم وتأييد للبنان، للوصول إلى اتفاق في موضوع الترسيم، لأن ذلك يساعده على الخروج من أزمته الاقتصادية، ويفتح أمامه أبواب الانفراج، إلى جانب وعود فرنسية وأوروبية، للوقوف إلى جانبه للخروج من المأزق الراهن. كذلك فإن فرنسا والأوروبيين يدفعون باتجاه تعبيد الطريق أمام نهاية سعيدة لملف الترسيم، لأن أوروبا تراهن على غاز المنطقة، للتعويض عن الغاز الروسي.

وتشير كل المعطيات، إلى أن مصير جلسة الانتخاب الرئاسية الثانية، الخميس المقبل، لن يكون مختلفاً عن مصير سابقتها، وإن كان يتوقع أن يتزايد عدد الأصوات النيابية التي سيحصل عليها مرشح المعارضة النائب ميشال معوض، فإنه علم أن الملف الرئاسي، سيكون أحد موضوعات البحث الأساسية التي ستتطرق إليها رئيسة الدبلوماسية الفرنسية، حيث أشارت المعلومات، أن كولونا ستحمل معها رسالة جامعة باسم الاتحاد الأوروبي، تطالب المسؤولين بضرورة اتخاذ الإجراءات التي تساعد على تسهيل حصول الانتخابات الرئاسية في موعدها، تفادياً للشغور الذي سيترك تداعيات خطيرة لا يمكن تحمل نتائجها على اللبنانيين والمؤسسات، ولا سيما أن الخارج يتجه لربط المساعدات للبنان، بإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها..