Site icon IMLebanon

هوكشتاين طرح توازناً في التنازلات لعودة مُفاوضات الترسيم ؟

 

 

قد يكون السؤال الأكثر إلحاحاً والمطروح بقوة في الأوساط السياسية، وبعدما أنهى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، لقاءاته في بيروت، هو ماذا حمل الوسيط الأميركي من طروحات متعلّقة بعملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، في زيارته التي سبق وأن ألغاها لأكثر من ثلاث مرات متتالية خلال الأسابيع الماضية، حتى أن أوساطاً سياسية مواكبة، تشير إلى أن زحمة اللقاءات التي سُجّلت في الساعات الـ 48 الماضية، تحمل دلالات على أن هوكشتاين، اكتفى، ومن خلال مروحة الشخصيات التي التقاها، بالإستماع إلى المواقف اللبنانية، وبشكلٍ خاص الرسمية منها، في ضوء ما يتردّد في بعض الصالونات عن عدم وجود توافق على مقاربة واحدة لملف الترسيم، أو لكل ما يطرح إلى اليوم من أفكار واقتراحات.

 

كذلك تكشف هذه الأوساط، أن الوسيط الأميركي، لم يحمل طرحاً محدّداً حول خطّ الترسيم الذي أكد عليه لبنان الرسمي، كما لم ينقل اقتراحات معيّنة من قبل العدو الإسرائيلي، لا سيما بالنسبة لما تمّت تسميته بـ «تبادل أو تقاسم» حقلَي كاريش وقانا. وتؤكد في هذا الإطار، أن الديبلوماسي الأميركي، قد حرص على التأكيد لكل الشخصيات الرسمية وغير الرسمية التي التقاها، بأنه لا يحمل مبادرة معيّنة من أجل استئناف جلسات التفاوض حول ترسيم الحدود بين لبنان و «إسرائيل». كذلك فإنه لم يعلن أو يحدّد موعداً قريباً لأية مفاوضات.

 

كما تضيف الأوساط المطّلعة، التي تعتبر أن مجرّد عدم الإعلان عن مثل هذا الموعد، يحمل رسالةً واضحة مفادها، أن ما من تطوّرات بارزة على صعيد هذا الملف، وما حرص عليه هوكشتاين، كان الإطلاع على أسباب وموجبات الرسالة اللبنانية إلى مجلس الأمن، ومدى تأثيرها على مناخ التفاوض في المرحلة المقبلة، وباختصار، فهو استمع إلى خلاصة الموقف اللبناني، ودعا المسؤولين إلى توحيد المقاربات تجاه هذا الملف، في موازاة عرضه لهم نتائج مباحثاته في «إسرائيل»، ولكن من دون طرح أي جديد من الممكن الحديث عنه اليوم.

 

وانطلاقاً من هذه الوقائع التي تشير إليها الأوساط نفسها، فإن جولة هوكشتاين، قام بعملية up date لمفاوضات الترسيم حتى اللحظة الراهنة، ولكن من دون الدخول في تفاصيل جديدة متعلّقة بالجولة المقبلة من المفاوضات التي لم تتحدّد بعد، ما يعني، وبحسب الأوساط، أن هذه الزيارة قد حُمّلت أكثر مما تحتمل من تفسيرات وتأويلات على أكثر من صعيد، ولدى أكثر من فريق داخلي معني بعملية التفاوض، من الرؤساء الثلاثة إلى قيادة الجيش، بينما الواقع الفعلي هو أن هوكشتاين استمع إلى الملاحظات اللبنانية المستجدّة حول كل ما تمّت الإشارة إليه في الآونة الأخيرة عبر بيانات وتصريحات ومواقف، وصولاً إلى الرسائل الديبلوماسية.

 

ومن هنا، فإن الإشارة إلى ما يشبه مهلة الشهرين لإنجاز أي اتفاق مبدئي حول الترسيم، على حدّ قول الأوساط نفسها، لا ينطبق بشكل كامل على الواقع الفعلي للنقطة التي وصلت إليها المفاوضات، ولكنه مؤشّر على وجود نوايا جدية لدى كل الأطراف المعنية بالترسيم، وحتى لدى الوسيط بشكلٍ خاص، بالتوصل إلى اتفاق، وإنما من دون أن تكون هناك أية حظوظ كبيرة بإنجاز هذا الأمر في المدى المنظور، مع العلم أن الوسيط الاميركي كرّر أكثر من مرة الإشارة إلى أهمية التوازن في التنازلات ما بين هذه الأطراف.