Site icon IMLebanon

ماروني لـ«الديار»: الحريص على حقوق المسيحيين لا يعطل المركز المسيحي الوحيد في الشرق

من ملف عالق الى ملف اكثر صعوبة، ومن عنوان سياسي الى آخر تتربّع على عرشه الخلافات السياسية، من ضمن هذه المشاهد  برزت في الايام الاخيرة قضية طغت على الساحة السياسية تحت عنوان «الميثاقية»،  فجمعت من حولها الآراء المنقسمة كالعادة، خصوصاً على طاولة الحوار الاخيرة التي إنعقدت يوم الاثنين بأجواء متشنجة جداً. بحيث ساد الخلاف بين رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل ورئيس تيار « المردة « النائب سليمان فرنجية، فلعبت الميثاقية دورها في شرذمة حلفاء الامس الذين باتوا خصوم اليوم . بعد ان رمى باسيل الكرة بملعب رئيس الحكومة تمام سلام على أثر اعلانه مقاطعة جلسة الحكومة يوم  الخميس الماضي، كرسالةٍ تحذيرية لمجلس الوزراء كي يتوقف عن مخالفة القانون خصوصاً في ملف التعيينات العسكرية، سائلاً عن كيفية متابعة جلسات مجلس الوزراء بغياب مكوّن مسيحي كبير، وبالتالي القضاء على الميثاقية التي تعني حجم التمثيل الفعلي، اي ان الهدف تصويب آلية العمل داخل المؤسسات.

اما على خط تيار «المستقبل» فيختلف الوضع بالتأكيد، لان الميثاقية بالنسبة له  تعني الشراكة حول القضايا الوطنية، اي الشراكة من ضمن العمل الوطني وليس ضمن التعطيل، اذ ليس من حق احد ان يعمد لتعطيل المؤسسات تحت أي مبرر، وبالتالي فإن الميثاقية وفق الدستور هي أن تكون جميع الطوائف متمثلة بالحكومة.

وعلى خط حزب الكتائب، فالاجتماع الاخير للمكتب السياسي اكد على ان مفتاح الميثاقية هو بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن الأجدى بالحريص عليها ان يكون حريصاً على تأمين النصاب في المجلس النيابي وانتخاب الرئيس على الفور، وبالتالي فمن يعطّل انتخاب الرئيس لا يحق له الحديث عن الميثاقية.

وفي هذا الاطار يقول عضو كتلة الكتائب اللبنانية» النائب ايلي ماروني خلال حديثه لـ الديار»: «انه لو طبّق الدستور اللبناني منذ بداية الطريق، لما كنا بحاجة الى طاولات الحوار المتعددة والتي لم تفلح في اي مرة او تصل الى نتيجة ايجابية، لانها لم تكن على مستوى آمال اللبنانيين. معتبراً أن الدواء الوحيد لهذه المعضلة هو انتخاب رئيس للجمهورية ، لان الازمات ستحّل بحيث ستتشكل حكومة جديدة وسيكون العمل اسهل لإقرار قانون انتخابي، لذا فمكامن الخلل باتت واضحة وعلى الجميع ان يساهموا في إنهائها.

واشار ماروني الى ان باسيل يحاضر بعفة الميثاقية في حين يتناسى بأنهم الاوائل في تعطليها، وبالتالي فالحريص على حقوق المسيحيين ومصلحتهم لا يعطّل المركز المسيحي الوحيد في الشرق. ورأى أن نظرة باسيل الى الاطراف المسيحية هي مَن توّلد السجالات ، فإذا اصبح عون رئيساً بالنسبة لهم يصبح لبنان بألف خير، واذا اتى سواه يعني نهاية لبنان. واذا لم تضّم الحكومة وزراء عون فهذا يعني الفشل الذريع، وفي حال تمثلوا فيها فلبنان يصبح بألف خير. فهل هذا مقبول…؟ واذا سمّوا هم قائداً للجيش فعلى الجميع ان يوافقوا لانه بنظرهم افضل قائد للجيش..!

ولفت الى ان باسيل وتياره يعتبرون انفسهم نضالييّن الى اقصى الحدود، فإذا كانوا اقوياء الى هذه الدرجة فلماذا لا ينزلون الى ساحة النجمة وينتخبون الرئيس؟ وتابع:  نقول لباسيل:  «انتم إضطهدتم ونحن إضطهدنا قبلكم، انتم نفيتم ونحن نفينا قبلكم، والرئيس امين الجميّل نفي لسنوات، نحن حزب الشهداء واكبر حزب دفع دماءً، نحن لدينا رئيس جمهورية تحت التراب، ونحن من ناضل وقاوم وتصدّى للسوري والفلسطيني، لكن انتم ما هي نضالاتكم؟، وما هي برامجكم…؟.

لذا نقول لكم كفى تعطيلاً… فنحن الاحرص على المسيحيين، وبالتالي كفوا عن هذه اللغة الاستفزازية وعن ترداد مقولة: «انا او لا احد…».

وكشف ماروني أن باسيل هدّد خلال جلسة الحوار الاخيرة بالقول: «اذا لم يعينّوا قائداً للجيش بموافقتنا اي نحن من نسمّيه، فسيكون هنالك ازمة وجود»، مستغرباً جداً هذا القول. وختم: «هنالك مَن هم قبلك بكثير في النضال والدفاع عن هذه الارض، فلماذا هذه اللغة وهذا الاسلوب في التعاطي…؟