ثبت بالوجه الشرعي ان هذا الاستحقاق الكبير الذي هو انتخاب رئيس جديد للبلاد لا يمكن أن يتحقق إلاّ عندما يتفق الموارنة مع بعضهم على اسم الرئيس…
لا نقول هذا الكلام جزافاً.. بل نقول هذا الكلام بناء على تجربة يعرفها الجميع وهي ان «الحزب العظيم» الذي أتحفنا رئيسه السيد حسن نصرالله وهو يردّد في مناسبة ومن دون مناسبة ان مرشحنا للرئاسة هو الجنرال عون.
نقول له إنّ كلامه هذا غير كافٍ، ولا كان يستطيع أن يأتي بالرئيس الذي يريده.. لماذا انتظر سنتين ونصف السنة أولاً؟ ولماذا انتظر موافقة قائد «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع؟ بمعنى أدق لولا «اتفاق معراب» لما تمّ انتخاب ميشال عون رئيساً.
الدكتور جعجع يدّعي انه عندما شاهد ان هناك اتفاقاً بين الرئيس سعد الحريري وبين الزعيم سليمان فرنجية على تبني ترشيح فرنجية للرئاسة ما اعتبره د. جعجع ضد مصالحه.. ذهب الى «اتفاق معراب».
ليسمح لنا الدكتور جعجع أن نذكّره -لأنه كما يبدو- ان ذاكرته تخونه هذه الأيام ان اتفاقاً قد جرى بين د. جعجع وبين الزعيم فرنجية قبل «اتفاق معراب»… لذلك نحب أن نؤكد ان الذي كان له الفضل والمسؤولية بمجيء ميشال عون الى الرئاسة هو د. جعجع… ولو كنا نقولها ونردّدها للمرة الألف انه لو كان السيّد حسن يستطيع أن يأتي بالعماد ميشال عون رئيساً لما انتظر سنتين ونصف السنة.
أشعر بحزن على رجالات الدين وبخاصة المسيحيين إذ ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يردّد كل اسبوع، وفي كل قدّاس ويطلب من الجميع أن يذهبوا وينتخبوا رئيساً جديداً للبلاد، محذّراً من الفراغ في الرئاسة، ومحذّراً من أوجاع الناس الاقتصادية، وحالة البلاد الاقتصادية وتكليف الحياة المعيشية والطبابة والاستشفاء والتعليم.
كل هذه الدعوات والزعماء المسيحيون وغير المسيحيين يعيشون في عالم ثانٍ.
صحيح ان أهل الشيعة عندهم مرشح، كما يردّد السيّد حسن نصرالله في أقواله: «نريد رئيساً قوياً، ونريد رئيساً لا يخاف ولا ينفّذ الأوامر الخارجية، ويتصدّى للتهديدات الدولية والسفراء الذين يحاولون إخافته… والأهم من هذا وذاك نريد رئيساً بمواصفات وطنية، يحفظ ظهر المقاومة ويسهر عليها، ويكون قوياً يتصدّى لأي إملاءات عليه من الخارج».
لا أريد أن أدخل في لعبة الأسماء، لأني أشعر بأنّ هذا الاستحقاق متروك لضمائر نوابنا الكرام… لكنني خائف على البلاد اقتصادياً، لأنه وللأسف الشديد، ان الرئيس السابق ميشال عون الذي وعدنا بأن تعيش البلد في جهنم قد حقق حلمه بتحويل البلد الى جهنم، والأنكى من ذلك هو التحفة التي أورثنا اياها المسماة بالصهر، نعني جبران باسيل، كما وصفه المحامي الاستاذ جوزيف أبو فاضل (…) لا أريد أن أذكر الاسم كي لا يقول إنه يتعرّض لحملة ممنهجة ضدّه وهذا ليس صحيحاً خصوصاً وأنه أصبح لا شيء بعد خروج عمّه من قصر بعبدا، فأصبح وحيداً رغم ادعائه بأنه رئيس كتلة من 23 نائباً، فهذا أيضاً كذب وليس حقيقة.
الحقيقة ان عنده ثلاثة نواب فقط، هم ندى البستاني وسيزار أبي خليل وشخصه الكريم.