ايام معدودة تفصل «الرابطة المارونية» عن استحقاقها الانتخابي، حيث يتوجه ٨٨٩ ناخبا من الذين سددوا اشتراكاتهم لانتخاب مجلس تنفيذي جديد يخلف المجلس الحالي المنتهية ولايته، ويتألف من رئيس ونائب رئيس و15 عضوا.
تتنافس في هذه الانتخابات ثلاث لوائح مكتملة: واحدة برئاسة السفير خليل الياس كرم، وثانية برئاسة رجل الاعمال غسان جوزف خوري، وثالثة برئاسة المحامي بول يوسف كنعان. وتمتد ولاية المجلس التنفيذي لثلاث سنوات.
السفير كرم الذي يشغل منصب نائب الرئيس في المجلس التنفيذي الحالي، ليس جديدا على العمل الرابطي، فقد سبق أن شغل منصب الأمين العام، وانتخب عضوا في المجلس التنفيذي وعهدت اليه رئاسة اللجنة السياسية في «الرابطة».
السفير خليل كرم تحدث إلى « الديار» عن سبب ترشحه إلى رئاسة «الرابطة المارونية»، فقال» انا لا اترشح للحصول على لقب، بل للعمل في خدمة لبنان والموارنة من خلال هذه الرابطة العريقة التي تأسست في العام ١٩٥٢، لتكون إطارا جامعا للنخب المارونية على اختلاف نزعاتها السياسية والاجتماعية، من خلال الثوابت الوطنية التي تشد اعضائها بعضا إلى بعض، واتفاقهم على قضايا لا يمكن أن تكون موضع خلاف في ما بينهم. وهذا يعني أن الرابطة ليست حزبا سياسيا رديفا او بديلا للأحزاب، بل هي كيان وطني جامع في خدمة لبنان، والحفاظ على الوجود المسيحي فيه، والهوية المارونية لطائفة مؤسسة للكيان، ولدولة لبنان الكبير الذي تحول بفضل التعدد الديني والتنوع فيه إلى رسالة انسانية سامية كما أشار البابا يوحنا بولس الثاني في ارشاده الرسولي من أجل لبنان، تقدم نموذجا لحوار الاديان والحضارات».
واشار كرم الى الى انه يخوض هذا الاستحقاق الانتخابي لـ «الرابطة» مع رفاقه في اللائحة التي اختارت» التجذر والصمود» شعارا لها. ويشرح «أن الهاجس الرئيس للائحة هو العمل على التجذر بالارض، والتصدي لنزف الهجرة الذي يهدد بتغيير ديموغرافي ويضرب هوية لبنان بصيغته التعددية في الصميم. وكثيرة هي التحديات التي تبرر المخاوف، منها التجنيس العشوائي الذي حصل ماضيا لا سيما في العام 1994، وسيف التوطين السافر والمقنع المصلت دائما، وخطر النزوح السوري وما يحكى عن دمج النازحين في المجتمع اللبناني. وهذا هو الهم الأول الذي ستتصدى له الرابطة في حال انتخاب اللائحة التي اترأسها والتي تتألف من شخصيات مستقلة، تضم وجوها كفية تتحصن بالوطنية والعلم والاستقامة، والقدرة على مقاربة التحديات بموضوعية وثبات، وتمتلك مروحة من العلاقات في الداخل والخارج يمكن توظيفها لهذا الغرض».
واكد «أن وجود تيارات واحزاب سياسية هو امر طبيعي في كيان له مثل هذه الأهمية والاتساع، لا بل مصدر غنى. لكن الرابطة ليست حزبا سياسيا يضاف إلى لائحة الاحزاب ولن تكون. لكن لا خلاف بين هذه التيارات والاحزاب على الثوابت الوطنية والعناوين المصيرية. ومن هنا ضرورة أن تكون الرابطة مستقلة وتعمل وفق الأهداف والتوجهات التي حددها نظامها الداخلي. وأن هذه الانتخابات هي فرصة للنخب المارونية كي تعبر عن رأيها في ظل الواقع المأزوم الذي يعيشه لبنان، والطائفة المارونية فيه. وأن استقلالية الرابطة هو امر ضروري ليكون لها حرية التحرك لخدمة الوطن والدفاع عن حقوق الطائفة ودورها الأساس في درء اي خطر يتربص بها، ويقوض خصوصيتها وينال من حضورها».
وقال: «من البديهي أن تتحرك الرابطة المارونية بوحي من بكركي وتحت مظلتها. وبالتالي فإننا ننهض إلى التعاون مع الجميع من أجل بلوغ الغاية التي سنعمل على تحقيقه». ويجزم «أن بيان الترشح سيشير إلى هذه العناوين، وسيكون مقرونا ببرنامج عمل اللائحة مدعما بخطة تنفيذية تستنهض كل القوى لتنفيذه، ووقف التدهور داخل الطائفة».
ويقول كرم «يجب أن يترافق ذلك كله مع عمل دؤوب للانخراط في الدولة وتفعيل مؤسساتها، وتحديثها، وترشيق مرافقها، ورفض اي محاولة تيئيس للمسيحيين والموارنة، وافراغها منهم، بالحرص على التوازن عملا بمبدأ الشركة الوطنية».
واشار الى انه «من مستلزمات الصمود يقتضي التعاون مع الكنيسة ومؤسسات الطائفة التربوية والصحية والاجتماعية، وتوفير فرص حياة كريمة للشباب بما يعمق تجذرهم في الأرض وصمودهم في وجه كل المخاطر التي تهدده. وسنضع آليات تواصل شفافة وعلمية مع الانتشار الماروني في العالم لدعم مقومات الصمود ماديا ومعنويا ورفدها بالامكانات المفضية إلى هذا الغرض. وفي الرابطة المارونية طاقات وقدرات ذات كفاءة عالية ينبغي توظيفها من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة»، اضاف: «سنعمد إلى استنهاض لجان الرابطة المارونية، لتنخرط في ورشة عمل جماعية، لكي تؤتي الثمار المتوخاة، وهو ما سنحرص عليه. وغداة الانتخابات سيكون يوم آخر نرجو أن يحمل معه الأمل في أن يكون الموارنة على موعد مع رابطة متجددة، تتطلع إلى المستقبل متكئة إلى تراث من الانجازات آل اليها من المؤسسين والرؤساء السابقين واعضاء المجالس التنفيذية السابقة الذين شيدوا هرم الرابطة حجرا حجرا حتى استقام المدماك».
وعمن يقف وراء ترشحه والداعمين له وللائحته، أجاب كرم: «اتخذت قرار ترشيحي إلى الرابطة بعد التشاور مع فاعليات رابطية ورفاق واصدقاء، وارحب باي دعم غير مشروط». وأؤكد، لا بل اجزم، أن أحدا من لائحة» تجذر وصمود» لم يطلب شيئا سوى أن نكون فريق عمل متجانسا يعمل لخير لبنان والطائفة المارونية وهذا ما تعهدنا به».