Site icon IMLebanon

الرابطة المارونية و «المارونية السياسية»

أمّا وقد خُتمت أفراح تهنئة الرابطة المارونية بالإستقبال الحاشد الذي أقيم في ماريوسف الحكمة (الأشرفية) فإننا لا نشك في أنّ رئيسها النقيب أنطوان قليموس سيشمّر عن ساعديه، ومعه المجلس التنفيذي، لينطلق الى ورشة عمل تبدأ  ليس فقط من البرنامج الذي خاض «معركته» على أساسه، وقد أطلقه من منبر نقابة الصحافة العالي والمدوّي، بل إنطلاقاً مما نعرفه فيه من مناقبية،  وعلم، ووطنية، والتزام بمارونيته التي يؤمن بأنها عمود هذا الوطن وكيانه، وبالتالي من كونه على مسافة واحدة  من الأطراف المسيحية والوطنية كافة، وتشبّعه بالديموقراطية. وتلك كلها مزايا تجعل المحامي اللامع ينقل نجاحه الى الرابطة. بداءة نود أن نعترف بأننا لا نتوقع العجائب، كما أننا لا نريد أن نحمِّل قليموس والرابطة المارونية أعباء مارونية و»رابطية» شبه مزمنة. إلاّ أننا في الحالات كلّها نأمل من النقيب والرابطة عموماً الآتي:

أولاً – ضرورة تحريك الركود خصوصاً وأن الرابطة ضرورة وطنية، وأن دورها المحدود بموجب الأنظمة والواقع يمكن أن يتطور  ليصبح مركزياً وأساسياً… والأدوار تبحث عن أبطال، كما أن الأبطال يمكنهم إبتكار الأدوار. ونود هنا، أن نستعيد إقتناعاً لنا عبّرنا عنه غير مرة، بقولنا: «إن الأدوار مثل الآنية الفارغة، فإذا لم تملأها ملأها سواك، وحتى الهواء». لذلك ندعو الى أن تأخذ الرابطة المارونية دورها بجدية وفعالية.

ثانياً – من خلال إحتكاكنا بزملاء وأصدقاء في المجالس التنفيذية المتعاقبة يمكننا القول إن المطلوب، دائماً وفي هذه المرحلة عموماً،  هو الإنكباب على العمل في إطار المهام التي ستوزع لاحقاً على قاعدة إن هذه المسؤوليات هي تكليف وليست تشريفاً. (… ولن نطيل في هذه النقطة…).

ثالثاً – إنّ في طليعة واجبات الرابطة، في تقديرنا، أنْ تسهم في الجهود المبذولة جدياً في هذه المرحلة، لإعادة ترسيم ما يسمونه بـ»المارونية السياسية» ترسيماً حقيقياً ودقيقاً، فتزيل عنها الملامح القبيحة التي قنّعوها بها، وبدلاً من هذا القناع المزيف تبدو حقبة إضطلاع الموارنة، والمسيحيين عموماً،  مع سائر الأطياف الداخلية، بالدور الوطني حقبة مشرقة أنتجت وطناً متقدماً على الجوار والإقليم في الميادين كافة، متفرداً بازدهار كبير  وبديموقراطية تبقى، مهما قيل فيها، أهم وأرقى بما لا يقارن بالأنظمة الفردية والديكتاتورية والتوتاليتارية والإليغارشية (…). أما ما بعد تلك «المارونية السياسية»، فإن لبنان هو ما نرى ونعاين ونعيش فساداً ونفايات وفضائح و… حدّث ولا حرج!