يحل غداً الأربعاء الواقع فيه التاسع من شهر آذار الجاري الموعد الأخير لسحب الترشيحات الى اللجنة التنفيذية للرابطة المارونية (رئاسة وعضوية). وطبيعي أنّ الإنسحابات من الترشح ستقتصر، إذا حدثت، على المرشحين من خارج اللائحة الإئتلافية برئاسة النقيب أنطوان قليموس التي أعلنت أخيراً من بكركي وحظيت بدعم غبطة البطريرك نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والتي من الواضح ان الفوز سيُكتب لها بأكثرية كبيرة.
وتتواصل المساعي حثيثة لتفوز اللائحة بالتزكية وتجنب شبه معركة معروفة النتائج سلفاً.
والمرشحون للمنافسة، وفق معلوماتنا هم عشرة اعضاء في الجمعية العمومية من الذين سددوا إشتراكاتهم ويحق لهم الإقتراع. منهم ثلاثة مرشحين لمنافسة نقيب المحامين السابق قليموس للرئاسة وهم: أنطوان عقل ومارون يونس وأديب طعمة. وهناك سبعة مرشحين آخرين لعضوية اللجنة التنفيذية بينهم رامي الشدياق وجان حكيم وفريد سعادة.
لقد اعتادت الرابطة المارونية على المنافسة الحادة كما حدث في الإنتخابات السابقة التي أسفرت عن فوز معظم أعضاء اللائحة التي كانت برئاسة النقيب الأمير سمير أبي اللمع… علماً أن لائحة النقيب قليموس ضمّت بعضاً منهم الى عضويتها.
إلاّ أن ثمة سعياً جدياً لتجنب المعركة هذه المرة ليس لأنّ المنافسة حادة، إنما لاعتبارات عديدة أبرزها أنّ لائحة قليموس أعلنت (كما ذكرنا آنفاً) من الصرح البطريركي، وبالتالي «يفترض» (مبدئياً) أن تكون كلمة صاحب الغبطة حاسمة في هذا المجال، وهو المرجعية الروحية والوطنية للرابطة. مع الإشارة الى أن الوضع العام في البلد، والوضع الماروني تحديداً، لا يسمحان بـ»ترف» خوض معارك في هذه المرحلة الإستثنائية التي ضربت الإنقسامات والشرذمة معظم الفئات والأطراف. وبالذات الصف المسيحي الذي سعت بكركي جاهدة وتسعى الى الحفاظ على الحد الأدنى من مقومات وحدته أمام الأعاصير الخطرة التي تجتاح المنطقة برمتها وقد أخذت تداعياتها تصيب الداخل اللبناني بأخطار ملحوظة. مع الإشارة الى أنّ بكركي تسعى (الى ذلك) من أجل توحيد الكلمة في الإستحقاق الرئاسي، وهي من هذا المنطلق رحبت بـ «إعلان معراب» بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع. في وقت تأمل أن تنسحب مفاعيله على النطاق الماروني والوطني الأوسع.
وكانت معلومات قد تواترت عن عدم رضى المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية عن اللائحة المعلنة في بكركي لأنه (إذا صحت تلك المعلومات) كان يأمل أن تضم في عدادها العميد إبراهيم جبور. وقيل أن ثمة إتصالاً تم بين قليموس وسليمان بك حول هذه النقطة، وقد أعرب قليموس عن تقديره لرئيس تيار المردة مشيراً الى أن اللائحة ضمّت (الزغرتاوي) توفيق معوّض، وفي موقع متقدم (لنيابة الرئاسة) وهو، أي معوض، من الشخصيات الزغرتاوية التي هي على مسافة واحدة من الأطراف الزغرتاوية، وخارج زغرتا كذلك، إضافة الى أنه يحظى بحيثية مميزة وقد سبق له أن تقدم بترشحه للإنتخابات النيابية، وسجل تأييداً ملحوظاً.
وفي منأى عن ذلك كله يأمل الموارنة ان يكون المجلس الجديد المنتظر إنتخابه برئاسة النقيب قليموس عاملاً (ضمن الإمكانات والدور) على تعزيز موقع الرابطة ليس فقط على الصعيد الماروني إنما أيضاً على الصعيد الوطني العام، كون الرابطة هي حال وطنية مشهودة قبل أن تكون حالاً مارونية… وهذا ما يثبته تاريخها العريق.