تنتهي خلال أسابيع معدودة ولاية المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة نقيب المحامين سابقاً الأمير سمير أبي اللمع… وقد بدأت الإستعدادات الجدية لتشكيل اللائحتين المتنافستين اللتين ستخوضان «المواجهة» في إطار منافسة ديموقراطية مشهودة لهذه الهيئة مارونية الهوية وطنية الهوى… إضافة الى لائحة ثالثة قد تكون غير مكتملة، وربما يسَجَّل تقديم ترشحات منفردة.
ومع أن دور الرابطة المارونية في السياسة الوطنية عموماً، وحتى على صعيد الطائفة المارونية تحديداً، والصعيد المسيحي إجمالاً، هو دور محدود، فإنّ هذا الدور لا تقيده النصوص قدر ما يرتبط بالحيوية والقدرة على الحركة، خصوصاً بالنسبة الى رئيس الرابطة ومن بعده الأمين العام وربما أيضاً رئيس اللجنة السياسية.
وفي الدورة الإنتخابية الماضية جرت المنافسة بين لائحتين برئاسة نقيبين سابقين للمحامين: الأولى برئاسة النقيب انطوان قليموس والثانية برئاسة النقيب أبي اللمع، مع لائحة غير مكتملة، توازي الترشح المنفرد، برئاسة الشيخ طلال الدويهي (الذي يهجس بالحفاظ على الأرض وعدم بيعها….) وهو سجّل أرقاماً لافتة. ومعروف أن الفوز كان للائحة أبي اللمع التي تنتهي ولايتها قريباً، وقد كانت المنافسة شديدة بدليل الفارق المحدود في عدد الأصوات.
ومع أنه لم يسجل، حتى اليوم، تشكيل لائحة مكتملة بشكل علني، فإن المنافسة مرجّحة بين لائحة برئاسة الدكتور جوزيف طربيه، رئيس جمعية المصارف الرئيس السابق للرابطة، ولائحة ثانية برئاسة النقيب قليموس. ويتدارس الرجلان الأسماء ويجري كل منهما عملية غربلة. وتسرّبت معلومات غير أكيدة تفيد بأن طربيه قد رسم نواة لائحته من الأميرة كارلا شهاب والوزير السابق تجو سركيس، والوزير السابق النائب السابق عبداللّه فرحات، والمحامي رولان عون، ومالك أبي نصر نجل رئيس الرابطة سابقاً النائب نعمة اللّه أبي نصر، وسواهم… ولم تتسرب معلومات، حتى الآن، عن الشخصيات المرشحة للإنضمام الى لائحة النقيب قليموس الذي يبدو أنه لم يحسم أسماء رفاق لائحته بعد. وتتميز المنافسة في «معركة» إنتخابات الرابطة المارونية بكثير من الديموقراطية الحقيقية، في «تنافس رياضي» ينتهي بأن يكون الطرف الخاسر أول من يتقدم بالتهنئة من الطرف الفائز.
إلاّ أن إنتخابات الرابطة المارونية تتخذ، هذه الدورة، إهتماماً كبيراً خصوصاً في ظل الشغور الرئاسي وفي وقت يسعى المسيحيون الى إستعادة بعض من دورهم الوطني الذي تقلّص الى أدنى الحدود، والذي أدى شبه غيابه الى حال من فقدان الوزن الوطني العام، كما يبدو من المشهد الوطني العام في لبنان. ومن المنتظر أن يكون غبطة البطريرك نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على مسافة واحدة من المتنافسين كونهم جميعاً أبناء الصرح البطريركي الذي ينظر إليهم بالتساوي… وإن كان بين المرشحين من هم مقربون من بكركي. وفي القاعدة، التي تضم نخبة من المجتمع الماروني واللبناني، رغبة غير مكتومة في أن تترأس الرابطة شخصية «قوية» تعطي هذه المؤسسة الكثير من وقتها لتبقى «حاضرة» إزاء التطورات والمستجدات وإن كان دورها معنوياً. كما أن هناك رغبة معلنة في التجديد فلا تكون الرابطة وقفاً على التقليديين، ولا تكون، الى ذلك، غارقة في الوراثة (…)
وإلى أن يتم تشكيل اللائحتين (أو اللوائح) نهائياً، سيظل الهاجس الماروني فالمسيحي كبيراً إن لم يكن في إستعادة الدور فأقله في وقف التدهور وتعزيز المؤسسات وبالذات تحويل بكركي الى مؤسسة حقيقية فتكون «ڤاتيكان المشرق» بحق… وهذا ما يسعى إليه البطريرك الراعي بالتأكيد.